Jouanna Hassoun
23/01/2023

مشروع Redar لرصد العنصرية ضد المسلمين في برلين

تعددت أوجه العنصرية ضد الأشخاص من أصول مهاجرة في ألمانيا، ولكل وجه أسلوبه الخاص بالتأثير، بحسب الموقع والزمان والسلطة! لهذا ظهرت بعض المنظمات المدنية التي تدافع عن حقوق هؤلاء، كردة فعل ضد العنصرية بشكل عام. أما العنصرية ضد المسلمين بشكل خاص، فكانت بداية لمشروع طرحته منظمة TRANSAIDENCY.

من هم TRANSAIDENCY؟

جوانا حسون مديرة منظمة ترانس ايدنسي قالت: “انطلقت المنظمة عام 2015، عندما فتحت ألمانيا أبوابها لاستقبال المهاجرين الذي قدموا إليها طلباً لملاذٍ آمن. الحكومة الألمانية في ذلك الوقت لم تكن مستعدة بشكلٍ كامل لاستقبال هذه الأعداد. لهذا تطوعت أنا وبعض الأصدقاء لمساعدة الوافدين. فكرة المنظمة هي تقديم العون لكل الأشخاص الذين هم بحاجة لذلك، بعيداً عن عرقهم ودينهم وأصولهم وجنسياتهم وجندرهم. ونقدم المساعدة الإنسانية في أغلب الأزمات لمن هم داخل الاتحاد الأوروبي وخارجه. كما نقدم خدماتنا الاجتماعية والمهنية على مستوى العمل والدراسة في برلين”.

Redar برلين والتجهيز له!

وتابعت حسون: “فكرة ريدر بدأت عام 2021، وجاءت كنتيجة لحوادث عنصرية وتمييز وصلتنا. لهذا بدأنا العمل والتجهيز لمشروع (Redar) لرصد وتغطية أغلب حوادث العنصرية والتمييز التي تحصل في برلين”. وأضافت حسون: “مشروع Redar يقدم مساعدته وخدماته للأشخاص الذي تعرضوا للعنصرية بسبب الشكل أو الاسم أو الحجاب (..) ومن أوجه العنصرية والتمييز للحالات التي وصلتنا مثلاً: في بعض الأحيان شخص لم يستطيع الحصول على منزل بسبب اسمه الذي يوحي أنه مسلم، أو فتاة لم تُقبل في إحدى الوظائف بسبب حجابها. مثل هذه الحالات من العنصرية والتمييز يتابعها مشروعنا عن طريق تسليط الضوء عليها وجعلها ظاهرة شاذة أمام المجتمع ويحاربها بجميع الوسائل القانونية اللازمة للحد منها”.

لم نختار ولكن!

“نحن لم نختر الفئة المسلمة ولكن لكل منظمة قاعدتها الأساسية بالتعامل مع أوجه العنصرية والتمييز”، قالت حسون وأضافت: “كان هناك مشروع قبل هذا وأطلقنا عليه اسم (يلا) وكان يخدم الأشخاص الذين تعرضوا للعنصرية بشكل عام والمسلمين بشكل خاص لأنهم المجموعة الأكبر التي تتعرض للعنصرية في برلين. والعنصرية سيئة في كل الأحوال ولأي شخص كان، ليس فقط تجاه المسلم، ولكن في حالة مدينة مثل برلين، فالنسبة الأكبر من المهاجرين فيها هم من المسلمين، وليس هذا فقط، نحن أيضاً العاملين في المنظمة معظمنا من أصول مهاجرة مسلمة لهذا أحببنا إظهار هذه الأفعال التي تمارس ضدنا بشكل خاص”.

مدى إمكانية توفير الخدمة!

وذكرت حسون أن المدى الذي يستطيعون فيه تقديم المساعدة عبر المشروع يتجسد عبر عدة حالات، مثلاً شخص تعرض للضرب والإهانة نسأله إذا كان يريد أن يظهر هذا الفعل على العلن، لأخذ إجراءات قانونية كبداية للحد من هذه الأفعال المتكررة في برلين. ولكن قبل كل هذا يجب أن يكون هناك دليل وإثبات أن الشخص تعرض لهذا الشيء نتيجة دافع عنصري أو تمييز. كما أن المشروع يقدم لمن لديهم تجارب عنصرية عديدة خدمة الدعم النفسي الاجتماعي. ويساعد أيضاً الأطفال الذي يتعرضون للعنصرية والتمييز بالمدرسة.

الكلمة الأخيرة

كان لدى حسون أمنية أحبت أن توصلها للجمهور المهاجر والمقيم في برلين: “لمن يريد أن يأخذ حقه بعد موقف عنصري تعرض له، فنحن هنا للمساعدة ومد يد العون للجميع، مهما كانت الحالة صعبة، ولكن بالنهاية ليس لدينا المساحة الواسعة لتنفيذ كافة الإجراءات”.

وأضافت حسون: “لدينا خط اتصال سريع لتغطية الأحداث بشكل عاجل، ولكن ليس على مدار الـ 24 ساعة. لكن إذا لم نستطع تسجيل أغلب حالات العنصرية في برلين، فالسياسيين والمؤثرين بالحكومة لن يروا أن هناك عنصرية وتمييز في برلين”.