أوسكار 2022
01/04/2022

صفعة ويل سميث.. وجدل الشهامة والعنف والمساواة!

نعلم جميعاً ما حدث في حفل توزيع جوائز الأوسكار قبل أيام! الممثل والنجم الأمريكي ويل سميث نهض فجأة وصفع المضيف على وجهه! لكن في ظل هذا الحدث الغريب، هناك تساؤلات كثيرة حول الموضوع! هل يمكن أن يقال أن سميث رجل شهم دافع عن زوجته؟ هل الانزعاج من نكتة سيئة حول زوجته تبرر له الرد بالعنف الجسدي؟ هل هذه هي نفس الشخصية التي نراها في الأفلام؟ هل تحتاج النساء حقًا إلى رجل ليدافع عنها؟ إذا تساوى الرجال والنساء، فلماذا لم تدافع زوجة سميث عن نفسها؟ وما هي حدود النكات والكوميديا؟ في هذا المقال حوار جرى بيني أنا آؤورا من فريق أمل برلين الفارسي مع زميلي أحمد من الفريق العربي.

آراء مختلفة للغاية!

أحمد: بصراحة لم أكن أعلم أن حفل الأوسكار سيقام على الإطلاق! في صباح اليوم التالي، كان الإنستغرام والفيسبوك مليئين بأخبار وصور ويل سميث والصفعة الهوليودية، حتى أن صانعي “الميمز” ملؤوا مواقع التواصل بالنكات حول الحادثة. ولكن بعد ذلك، أخذ الموضوع أبعاداً أخرى وأصبح أكثر إثارة للاهتمام. كما جرت العادة عند حدوث أي أمر، يكون لدى الناس آراء مختلفة للغاية حول ما حدث وتحليله من وجهات نظر مختلفة. قال البعض: “لماذا فعل ويل سميث ذلك؟ هل لأنه يعتقد أن زوجته ملكاً له؟ إن كانت زوجته شعرت بالإساءة كان بإمكانها الدفاع عن نفسها!” في كل ما قرأت، بالنسبة لي كان هناك تعليقات من كل التوجهات ويمكن أن تكون صحيحة.

في الواقع، لا أعتقد أن هناك رد فعل صحيح تماماً. بالطبع لست ويل سميث ولا أعرف ماهية وديناميكية علاقته مع زوجته. ولكن هذا العنف كان غريباً حقاً! إنه حفل توزيع جوائز الأوسكار، بث مباشر! ويل سميث يمشي باتجاه كريس روك، يصفعه على وجهه بقوة ويعود ماشياً إلى مقعده بهدوء ثم يقوم بشتمه! وكأن شيئا لم يحدث! إنه غريب جدا! ربما كان من الأفضل لو شعر بالإهانة إن كان غادر الحفل بكل احترام! وبالطبع، الغريب أنه ضحك على النكتة أولاً، ولكنه عندما رأى تعابير وجه زوجته الممتعضة، أصيب بالجنون فجأة!

هل يسمح بالعنف في بعض الأحيان؟

أحمد: صحيح أن الاستهزاء بالآخرين وإهانتهم هو شكل من أشكال العنف اللفظي، لكن السؤال هنا، هل يبرر ذلك الرد على العنف اللفظي بالعنف الجسدي؟

آؤورا: ما حدث في حفل توزيع جوائز الأوسكار مثير جداً بالنسبة لي! ما حصل هو أمر شائع جداً! ويمكن أن يحدث لأي منا في يوم عادي بالشارع أو في الحديقة. أحياناً قد يحصل شجار بسبب ملامسة سيارة لسيارة أخرى. ولكن ما يجعل هذه القصة مميزة أنها وقعت على مسرح الأوسكار أمام الكاميرات ومن قبل مشاهير! ويل سميث يصفع المضيف، وكأن هذا جزءاً من أفلام الأكشن التي يمثلها دائماً، لكن لا، هذا ليس فيلم! يبدو أنه فقد القدرة على التمييز بين السينما والواقع! ومن المثير للاهتمام أيضاً أننا نحن البشر نتعرض أو نشهد على هذا المستوى من العنف كل يوم. لكن حقيقة أن هذا العنف حدث على مسرح الأوسكار يتيح لنا التفكير فيه، وانتقاده وطرح الأسئلة. أين يكمن الخطأ؟ لماذا حصل؟ وكيف يمكننا إيقافه؟

هل نشجع على العنف ونثني عليه في الأفلام؟

أحمد: أوافقك الرأي تماماً. لا يحدث هذا كثيراً في حياتنا اليومية فحسب، بل يحدث أيضاً كثيراً في الأفلام أن يصفع شخص ما شخصاً آخر لدعم أسرته أو حمياتهم! بالمناسبة، عندما نرى هذا في الأفلام، قد يدعوك المشهد لأن تكون سعيداً جداً بهذه الصفعة التي قام بها البطل. أو أن من تلقى هذه الصفعة قد استحقها! بالواقع، معظم أفلام هوليوود تدور حول العنف! بما فيها الكثير من الأعمال التي شارك فيها ويل سميث.

آؤورا: هذه نقطة مثيرة جداً للاهتمام! بالحقيقة “هوليوود” هي آلة لإعادة إنتاج العنف! أفلام هوليوود لا تؤجج فينا مشاعر السلام والمحبة، بل على العكس! كل الأفلام تدور حول العنف والأكشن والإثارة والدراما والانتقام والانفجارات! ثم يأتي أبطال هذه الأفلام ليحصدوا أوسكاراتهم عن أدوارهم بهذه الأعمال. كيف نتوقع منهم أن يتصرفوا بطريقة سليمة وأخلاقية وعملهم يتمحور حول عكس ذلك؟

أحمد: هذا صحيح. خاصة عندما نرى مشهداً في أحد الأفلام حيث يدافع شخص ما عن حقوقه بعد تعرضه الطويل للتنمر، أو يدافع عن شخص تعرض للإهانة للتو. فهو أمر محبب وغالباً ما نشعر بالسعادة عندما يقوم البطل بالدفاع عن نفسه أخيراً ونثني عليه.

هل تعتبر الحادثة قضية نسوية؟

أحمد: كثيرون يقولون إن تصرف ويل سميث هو تصرف ذكوري بحت. أو أن المرأة ليست بحاجة إلى رجل يدافع عن حقوقها، ولو كان هناك مساواة لكانت دافعت عن حقها! كما ذكرت بالبداية، في كل ما تم ذكره على مواقع التواصل الاجتماعي هناك نقاط صحيحة. ولكن الحقيقة هي أننا في بعض الأحيان لا نكون أقوياء بما يكفي للدفاع عن حقوقنا، سواء كنا رجالاً أو نساءً ونحتاج إلى شريكنا أو شريكتنا لدعمنا.

آؤورا: نعم، الزواج يقوم على دعم بعضنا البعض. في الواقع، أعتقد أنه كان أمراً جيداً أن يدافع ويل سميث عن زوجته! لكن الطريقة التي اختارها للدفاع كانت أسوأ طريقة ممكنة! كان بإمكانه مغادرة الحفل! أو أجاب على فكاهة المضيف بروح الدعابة المريرة حتى يعتذر المؤدي! هناك دائماً طرق عديدة لمعارضة أي موقف. الأمر متروك لنا لاختيار الطريقة! ومن ثم علينا أن نتحمل عواقب اختيارنا!

, Ahmad Kalaji