Bernd von Jutrczenka - dpa/ Epd
23/03/2021

حكومة ميركل تقر أشد إغلاق في ألمانيا منذ انتشار الوباء!

قررت الحكومة الاتحادية وحكومات الولايات اتخاذ إجراءات أكثر تشددًا لمواجهة ارتفاع معدل الإصابة بكورونا! ففي الأسبوع المقبل، ستغلق الحياة العامة في ألمانيا إلى حد كبير مدة خمسة أيام! ويمنع التنقل لقضاء الإجازات بالمناطق السياحية المحلية، حتى خلال عطلة عيد الفصح!

أشد إغلاق منذ انتشار كورونا في ألمانيا!

في ضوء الزيادة الهائلة بأعداد الإصابات جراء الوباء، دفعت الحكومة الاتحادية وحكومات الولايات جميعها إلى أشد إغلاق منذ بدء الوباء قبل عام! فمن الأول إلى الخامس من نيسان/ أبريل المقبل، ستغلق الحياة العامة والخاصة والاقتصادية إلى حد كبير بهدف كسر الموجة الثالثة من انتشار كورونا. جاء ذلك عقب اجتماع طاحن للمستشارة أنجيلا ميركل وحُكام الولايات الاتحادية، استمر أكثر من 11 ساعة أمس، بقي حتى ساعات الصباح الأولى من اليوم!

إغلاق حتى 18 أبريل/ نيسان المقبل

سيجدد الإغلاق مرة أخرى لمدة ثلاثة أسابيع، أي حتى 18 أبريل/ نيسان المقبل! فيما قررت حكومة برلين المحلية تمديده حتى الـ 24 من الشهر المقبل، وفي 12 أبريل ستجتمع المستشارة والحُكام لمناقشة المستجدات وكيفية المضي قدمًا. وقالت ميركل لتبرير الإجراءات الصارمة في ساعة مبكرة من صباح اليوم: “لم نتمكن بعد من هزيمة الفيروس، ولن نستسلم”. تشهد ألمانيا وضعًا خطيرًا للغاية جراء تزايد حالات الإصابة بشكل كبير، وزيادة الضغط على وحدات العناية المركزة بالمستشفيات، وانتشار فيروسات كورونا متحورة، أكثر عدوى من نسختها الأساسية!

انقطاع!

ميركل وصفت الإغلاق الحاد القادم خلال فترة الفصح بأنه “انقطاع”! ورفعت الحكومة الاتحادية شعار #WirBleibenZuHause أي سنبقى بالمنزل، لمدة خمسة أيام متتالية! وهذا يعني أن متاجر المواد الغذائية ستكون مفتوحة فقط يوم السبت! واعتبارًا من يوم الخميس المقبل وحتى الإثنين، يجب أن تقتصر اللقاءات الخاصة على عائلة المنزل وأسرة واحدة أخرى، ولكن ليس أكثر من خمسة أشخاص! ولا يحتسب الأطفال حتى سن 14 عامًا!

حظر الطقوس الدينية الجماعية

كما تحظر التجمعات في الأماكن العامة بشكل تام خلال هذه الفترة، وستغلق المطاعم أيضًا مدة 5 أيام، وستمنع ممارسة الطقوس الدينية بأماكن العبادة خلال نفس الفترة! فقط مراكز التطعيم واختبارات كورونا ستبقى تعمل خلال هذه الأيام الخمسة! بعد ذلك أي بعد الخامس من نيسان/ أبريل، ستكون قيود الخروج وقيود الاتصال مشددة، وسيطلب الالتزام بإجراء اختبارات يومية سريعة بالمناطق التي يصعب فيها الحفاظ على مسافة تباعد أو وضع الكمامة باستمرار!

كما سيكون هناك اختبارات كورونا ذاتية لتلاميذ وطلاب المدارس والمعلمين وعمال الرعاية النهارية، “اختبارين أسبوعيًا” ويختلف ذلك من منطقة إلى إخرى بحسب أعداد إصابات كورونا.

مناشدة شديدة لإلغاء السفر والسياحة الداخلية

كما دعت الحكومة لإلغاء رحلات السفر السياحية خارج ألمانيا، وحصر السفر بالحالات الطارئة فقط، وستوجب على شركات الطيران التي تنقل المسافرين إلى ألمانيا، تقديم اختبارات كورونا لركابها، فحتى الآن فقط أولئك الذين يعودون من “مناطق عالية الإصابة” أو التي ينتشر فيها الفيروس المتحور، يجب عليهم تقديم نتائج اختبار كورونا عند الدخول.

السياحة الداخلية لن تكون ممكنة خلال عطلة عيد الفصح، ويجب أن تبقى الفنادق وخدمات الضيافة الأخرى مغلقة! هذه النقطة تحديدًا سببت الكثير من السجال خلال المداولات، فولايات شليسفيغ هولشتاين، ساكسونيا السفلى، مكلنبورغ-بوميرانيا الغربية، ساكسونيا أنهالت، وراينلاند بفلاتس، أصرت جميعها أن يكون مواطنيها قادرون على قضاء الإجازة في شقق واستراحات العطلات، أو الكرفانات والمنازل المتنقلة، شرط أن يكون لديهم مرافق صحية خاصة، وإمكانية تنظيم وجباتهم اليومية بأنفسهم.

عمدة برلين يحث الشركات على فحص موظفيها!

من جانبه وصف عمدة برلين ميشائيل مولر نتائج الاجتماع الأخير بـ “الولادة الصعبة”، لكن أضاف أن ما اتفق عليه يعد نقلة نوعية. وطالب العمدة الشركات التجارية بفحص موظفيها، إذ قدمت العديد من الشركات بالفعل عروضًا لموظفيها بخصوص اختبارات كورونا، وقال:”ربما تكون العدوى موجودة بالأماكن التي يعتقد الناس أنهم آمنون فيها! وهذا هو الحال في بيت الأسرة، وأيضًا في أماكن العمل”. لكن كلام مولر هذا ليس ملزمًا، فالمسألة طوعية!