Photo: YouTube
23/05/2018

ميركل وترودو و”مدري مين” بمواجهة كيم وترامب وبوتين

ممثل الإعلان شبيه دونالد ترامب

كعادتها في رمضان، أتحفتنا شركة الاتصالات الكويتية “زين” بإعلانها الجديد المثير للسخرية من وجهة نظري على الأقل. هذه المرة اختارت الشركة الخليجية أن تعترف بإنسانية الغرب في احتضان الفارين بحثاً عن أرض الأحلام؟ لكن بالتأكيد ليست أرض المطربة أحلام، بل أرض المستشارة الألمانية ميركل ورئيس الحكومة الكندي جاستن ترودو.. نسي صناع الإعلان أو تناسوا أن هؤلاء ركبوا مراكب الموت ليس من أجل الأحلام، بل هرباً من البراميل المتفجرة والكيماوي.

ممثل الإعلان شبيه بوتين

يخاطب طفل الإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الجالس خلف طاولة المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض، ويدعوه للإفطار على مائدتهم في بيتهم المدمر، لا أعرف من دمره؟ ربما المخلوقات الفضائية!.. ثم يذهب نفس الطفل ويمسك بيد الرئيس الروسي الحساس فلاديمير بوتين ويخبره عن طوابير الخبز التي تقف عليها أمه، وكأن بوتين خباز الحارة، لكن لحظة! إنه بالفعل كذلك، فطائراته الحربية في سوريا عجنت الرغيف بدماء أبناء البلد.

ممثل الإعلان شبيه كيم جونغ أون

ما علينا، يدخل زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون على الطفل المعجزة في الإعلان ويخبره هذا الأخير عن نزيف الألعاب!؟ والأغرب من ذلك أن الزعيم النووي المتنمر وابن أبيه الذي قتل أكثر من مليون كوري شمالي، والحاكم الذي يتصرف كالإله في بلاده ويهدد العالم بأسره بأسلحته النووية، يتأثر لنزيف الألعاب ويطأطئ رأسه خجلاً!! مهزلة.. أود أن أقول لصناع الإعلان: العار الحقيقي هو سطحية طرحكم هذا وتغييب الأسباب المباشرة لمآسي تلك الشعوب المغلوب على أمرها.

ممثلة الإعلان شبيهة ميركل

للأمانة كان حضور المستشارة الألمانية في الإعلان، حضوراً بارزاً، لكنه يؤكد في نفس الوقت عار الأنظمة العربية “تحديداً حيث تعمل تلك الشركة” على احتضان هؤلاء الباحثين عن أرض “الأحلام”. كما لم يدّعي الإعلان أن تلك الدول حاولت ولو من باب المجاملة أن تفتح حدودها للحالمين الفارين بسبب غاز السارين!. كذلك ترودو الكندي كان حاضراً مجسداً إنسانية دولة تبعد عن الشرق الأوسط أكثر من 20 ساعة بالطائرة، في حين دول الجوار يصلح فيها القول: “كوم حجار ولا هالجار”!.

ممثل في الإعلان شبيه “مدري مين”

معاناة الشعب الروهينغي برزت في الإعلان أيضاً، لكن المثير للتساؤل هو الشخصية التي ظهرت تساعدهم على غرار ميركل وترودو. حاول صناع الإعلان إحضار شبيه لكل زعيم ظهر في الإعلان، إلا الزعيم الذي ساعد الروهينغا لا يشبه أحداً، غير أن الاحتمالات تشي بأنه شبيه لرئيس الحكومة التركية بن علي يلدريم أو للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، فهما أبرز من زار مخيمات الروهينغا.. ليس صدفة أن يضيع الشبه، فصانع الإعلان لا يريد أن يظهر السياسي التركي، ولا أن يتجاهل دوره، لذلك اختار ترك التخمين يلعب دوراً أكثر من الشبه!

صورة حقيقية لرئيس الحكومة الكندية جاستن ترودو في الإعلان

ختام الإعلان كان هلوسة حقيقية، حيث يقول الطفل بطل العمل للرئيس الأمريكي: “سنفطر في القدس، عاصمة فلسطين يحرسها رب الأمنيات العالقة بين يا ليت وآمين”.. رداً على قرار ترامب الإعتراف بالقدس كعاصمة لدولة إسرائيل.. الهلوسة ليس هذه الجملة وإن كانت، بل المشهد الأخير حيث يتوسط طفل وطفلة 6 أشخاص يرتدون الزي الخليجي تصورهم الكاميرا من الخلف، والرقم والملابس دلالة على مجلس التعاون المتأزم أساساً منذ رمضان الماضي بعد حصار دولة قطر من قبل السعودية والإمارات والبحرين.. قال أحدهم تعليقاً على هذا المشهد: “أفطروا في الدوحة قبل أن تفطروا في القدس!”، وأخذ يضحك حتى ابتلت لحيته!!

  • المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن رأي موقع أمل برلين