في شهادته حول حادثة محطة القطارات في هامبورغ، كشف الشاب السوري محمد المحمد عن دافعه الأساسي للمساعدة، مؤكداً أن نيته كانت تنحصر في إنقاذ الأرواح، بينما كان الخوف من وضعه القانوني والشرطة يدفعه للتفكير بالهروب، بعيداً عن أي سعي للشهرة أو الشكر.
في مشهد إنساني نادر، تصدّر الشاب السوري محمد المحمد، البالغ من العمر 19 عامًا، عناوين الصحف الألمانية بعد أن تصدّى بشجاعة لهجوم بسكين نفذته امرأة في محطة القطارات الرئيسية في هامبورغ. عمله البطولي لم ينقذ أرواحًا فحسب، بل أعاد تسليط الضوء على قدرة اللاجئين على المساهمة الإيجابية في المجتمعات التي تحتضنهم.
ينحدر محمد من ريف حلب الجنوبي ويقيم حاليًا في مدينة بوخولتس بولاية ساكسونيا السفلى. في يوم الحادثة، كان ينتظر القطار عائدًا من زيارة لصديق، عندما تفاجأ بحالة من الذعر تعمّ المحطة، إثر قيام امرأة بمهاجمة الركاب بسكين. وبينما هرع الجميع للفرار، اختار محمد المواجهة.
في لقاء خاص مع موقع أمل برلين، قال محمد: “لم أفكر إلا بمساعدة الناس، لم أكن أفكر كيف ستتم رؤيتي كلاجئ سوري. فقط أردت إنقاذ الأرواح”، وبتعاون مع رجل آخر من أصل شيشاني، تمكّن من السيطرة على المهاجِمة وتثبيتها حتى وصول الشرطة، في تدخل سريع حال دون وقوع المزيد من الإصابات.
تقدير مستحق من الشرطة والإعلام
بادرت الشرطة الألمانية إلى التحقيق مع محمد بعد الحادثة حيث أوضح لهم أنه تصرف بدافع الخوف على الناس ورغبته في مساعدتهم. الشرطة شكرت محمد على شجاعته، وقدمت له كوبًا من الكابتشينو تعبيرًا رمزيًا عن الامتنان. كما أشادت وسائل الإعلام الألمانية ببطولته، ووصفت تصرفه بأنه “نموذج للشجاعة المدنية”. أما منصات التواصل الاجتماعي، فقد امتلأت برسائل الدعم والثناء من الألمان والسوريين على حد سواء.
قال محمد متأثرًا بردود الفعل: “كل الرسائل التي وصلتني، من الألمان والسوريين، حملت كلمات طيبة: (أنت بطل، أنت شجاع، نحن فخورون بك). هذا جعلني أشعر أنني أنتمي لهذا المجتمع، وأنني أديت واجبي تجاهه”.
وراء البطولة واقع قانوني صعب!
رغم بطولته، يواجه محمد واقعًا قانونيًا صعبًا في ألمانيا، حيث تم رفض طلب إقامته ويعيش حاليًا بتصريح مؤقت يعرف بـ”دولدونغ”. لا يعمل الآن، ويقضي معظم وقته في المنزل. يقول محمد: “أتمنى أن تيسير أمور السوريين الذين يكملون دراستهم، لأننا شعب عظيم، لكننا نشعر بالإحباط بسبب قلة الاهتمام”.. يضيف بأسى.
الجدير بالذكر ان محمد يواجه صعوبات مادية ونفسية بسبب ظروف اللجوء، وذكر أن أبرز الصعوبات تتعلق بالمصاريف والبعد عن الأهل، إضافة إلى الشعور بعدم الاستقرار والاهتمام الكافي من الجهات المعنية.