Foto: Monika Skolimowska/dpa
09/02/2024

قطعان اليمين المتطرف الألماني تسرح بحرية في تيك توك!

قطعان اليمين المتطرف الألماني تسرح بحرية في تيك توك، إذ قال مرشح حزب البديل للانتخابات الأوروبية، ماكسيميليان كراه، في مقطع فيديو نشره على منصة تيك توك: “الرجال الحقيقيون هم يمينيون”! وحصل الفيديو على 1.4 مليون مشاهدة!

اليمين المتطرف والشعبوية الرقمية!

ماكسيميليان كراه (47 سنة)، يخاطب المستخدمين الشباب بشكل خاص من خلال مقاطع الفيديو التي ينشرها. كما أنه ينشر مقولات متخلفة من قبيل: “لم يكن أسلافنا مجرمين. ولدينا كل الأسباب التي تجعلنا فخورين ببلدنا وبالشعب الذي بناه”! لا يمثل هذا المتطرف اليميني حالة منفردة في المشهد السياسي الألماني، إذ يحقق حزب البديل من أجل ألمانيا نجاحًا كبيرًا على شبكات التواصل الاجتماعي أكثر من أي حزب ألماني آخر.

رسائل يمينية دون مراقبة

كما أن المنظمة الشبابية اليمينية المتطرفة التابعة للبديل Junge Alternative (JA)، تبعث رسائلها القومية العرقية دون مراقبة على تيك توك. العام الماضي، اليميني إيريك آرنس خبير وسائل التواصل الاجتماعي، تصدر عناوين الأخبار بعد مطالبته بضرورة إلزام النساء الألمانيات بالتبرع ببويضاتهن من أجل استقرار “التركيبة السكانية”. وخلال محاضرة لـ آرنس في “معهد سياسة الدولة” الخاص، وهو أهم مركز أبحاث يميني متطرف وفقًا لمكتب حماية الدستور، أشاد آرنس بالتأثير الكبير الذي يمكن تحقيقه من خلال TikTok مقارنًا شعبية هذا التطبيق وانتشاره، بشعبية وانتشار الراديو سنة 1923.

المؤثرون اليمينيون وأساليبهم الذكية!

هناك أكثر من 20 مليون شخص في ألمانيا يستخدمون TikTok وخاصة الشباب. على عكس ما يعتقد الآباء غالبًا، لا يتعين على الأطفال والشباب البحث بنشاط عن مقاطع الفيديو هذه. فهي تظهر كاقتراحات مشاهدة من تلقاء نفسها وفقًا للمكان والتفاعل والوصول. المؤثرون اليمينيون يستخدمون أسلوبًا ذكيًا ومعاصرًا لعرض مقاطع الفيديو الشعبوية. فهؤلاء يرفقون مقتطفات من خطابات الساسة بالموسيقى والرموز التعبيرية والسخرية. ويخاطبون المشاهد بشكل شخصي، أي بصيغة “أنت”.

خطر الاعتياد على المحتوى والوجوه اليمينية

عالم الإعلام دانييل هاجوك من جامعة إرفورت حذر من أن يعتاد المستخدم الشاب تدريجيًا على محتوى ولغة هذه الفيديوهات، ويتعرف بالتالي على وجوه أعضاء حزب البديل والشخصيات اليمينية المتطرفة. على سبيل المثال، زعيم المجموعة البرلمانية لحزب البديل بولاية ساكسونيا أنهالت، أولريش سيجموند، يصنفه مكتب حماية الدستور على أنه يميني متطرف. ورغم ذلك تلقى سيجموند 201 ألف مشاهدة لمقطع فيديو على تيك توك، حاول فيه نزع الشرعية عن مكتب حماية الدستور!

تمويل يميني لصناعة المحتوى!

عالمة السياسة، آنا صوفي هاينز، قالت في مقابلة مع دويتشلاندفونك: “هناك العديد من الأعضاء اليمينيين النشطين للغاية على وسائل التواصل، ومن الواضح أن الكثير من الأموال تذهب لإضفاء الطابع المهني على أنشطتهم”. ووفقًا لمعلومات نشرتها مجموعة كوركتيف للأبحاث (المجموعة التي فضحت اجتماع اليمين المتطرف في بوتسدام مؤخرًا)، ناقش الاجتماع أيضًا مسألة تمويل صناعة مقاطع الفيديو لنشرها على وسائل التواصل الاجتماعي.

هل الحذف يحل المشكلة؟

أما منصة TikTok فقالت إنها تحذف المحتوى الذي ينتهك القوانين المحلية. وهذا ما أكده مرشح حزب البديل في الاتحاد الأوروبي، ماكسيميليان كراه. إذ حذف موقع تيك توك مقاطع الفيديو الخاصة به.

ومع ذلك، غالبًا ما تكون مقاطع الفيديو قابلة للنشر من الناحية القانونية ولا يلزم حذفها. حتى وإن حذفت هذه الفيديوهات وحسابات ناشريها، فإنه لا يمكن هزيمة المؤثرين على منصة تيك توك! لأنه على سبيل المثال “إذا حظرت القناة لسبب ما، فيمكن لصاحبها ببساطة إنشاء حساب جديد! وبعد ذلك يمكنه الانتشار مرة أخرى خلال فترة زمنية قصيرة جدًا لأنه معروف بالفعل لدى المجموعة المستهدفة”.

لذلك يرى عالم الإعلام هاجوك أن الأطراف الأخرى بحاجة أيضًا لأن تكون أكثر حضورا في وسائل التواصل والعالم الرقمي اليوم. وإلا فإن أولئك الذين يتقنون التعامل مع التكنولوجيا الحديثة بشكل أفضل، سيحققون قدرًا أكبر من النجاح والوصول إلى المجتمع ككل.