Photo: Harald Tittel/dpa
05/12/2023

تراجع قدرات الطلاب الألمان في الرياضيات والقراءة والعلوم!

أظهرت نتائج دراسة PISA 2022 (برنامج تقييم الطلاب الدوليين)، التي أجرتها منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD)، تراجعاً كبيراً في قدرات الطلاب الألمان في الرياضيات والقراءة والعلوم. مقارنة بالدراسة السابقة من عام 2018.

قدرات الطلاب متدنية لكن أعلى من المتوسط في الدول الأخرى

وفقاً لموقع تاغسشاو الإخباري، تمكنت ألمانيا بعد الدراسة الأولى في عام 2000، في البداية من تحسين نتائجها والحفاظ عليها عند مستوى متقدم. مع ذلك، كانت هناك دلائل تشير إلى تراجع في الدراسات السابقة لبرنامج تقييم الطلاب الدوليين، التي تُجرى كل 3 سنوات. وفي الدراسة الحالية حققت ألمانيا مستوى أعلى بشكل كبير من متوسط دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية. ففي العلوم الطبيعية كان نتيجة ألمانيا في الدراسة السابقة 492، أما في الدراسة الحالية 485 نقطة. وفي الرياضيات حقق الطلبة الألمان في دراسة 2018 (475 نقطة) أما في الدراسة الحالية فكان هناك تراجع 3 نقاط (472) نقطة. وفي القراءة بلغ عدد نقاط الطلاب الألمان في الدراسة السابقة 480 نقطة. وتراجع في العام السابق إلى 476 نقطة. وباتت النتائج الحالية تتماشى مع متوسط منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، والذي انخفض في كلا المجالين.

أصحاب الأداء المنخفض أكثر هذه المرة

وتشير الدراسة إلى أن ما يقرب من ثلث الأطفال في سن 15 عاماً لا يتمتعون إلا بهذه المهارات المحدودة للغاية في واحدة على الأقل من المجالات الثلاثة التي تم الاختبار فيها. وأن واحد من كل ستة شباب تقريباً يعاني من عجز كبير في المجالات الثلاثة جميعها. وقد ارتفعت نسبة هؤلاء الشباب ذوي الأداء المنخفض بشكل خاص منذ 2018، إذ بلغت حوالي 30% في الرياضيات، و26% في القراءة، و23% في العلوم الطبيعية. وانخفضت نسبة الطلاب ذوي الأداء المتقدم بشكل خاص مرة أخرى إلى ما يقرب من 9% في الرياضيات، وفي القراءة إلى ما يقرب من 8%، أما في العلوم الطبيعية، فبقيت نسبتهم ثابتة عند حوالي 10%.

ما هي الأسباب وراء تدني قدرات الطلاب

بحسب الدراسة، التي تم فيها اختبار 6100 طالب في حوالي 260 مدرسة من جميع أنحاء ألمانيا. يمكن استخلاص الأسباب المحتملة لتدهور نتائج الطلاب الألمان. من ناحية يفترض القائمون على الدراسة، أن إغلاق المدراس خلال جائحة كورونا كان له تأثير سلبي على اكتساب المهارات. إذ يستخدم التعلم عن بعد الذي ساد أثناء الجائحة في ألمانيا، الوسائط الرقمية بشكل أقل من المتوسط في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية. ومع ذلك، يُظهر تحليل البيانات الدولية أنه لا توجد علاقة منهجية بين مدة إغلاق المدراس وتراجع الأداء!

ووفقاً للقائمين على الدراسة، فإن العامل الثاني الذي يفسر النتائج في تخصص الرياضيات، يمكن أن يكون العلاقة بين مهارات الشباب والوضع الاجتماعي والاقتصادي للعائلات وكذلك خلفيتهم المهاجرة. وهذا لا يزال واضحاً جداً في ألمانيا. ومع ذلك فإن المهارات الرياضية للشباب الذين ليس لديهم خلفية مهاجرة قد انخفضت مقارنة بعام 2012. ومن أجل تفسير الاتجاه السلبي على المدى الطويل، ينظر الباحثون أيضاً إلى استطلاعات الطلاب حول التحفيز والمواقف وتصميم الدروس. فبالمقارنة مع عام 2012، أصبح لدى الشباب قدر أقل من الشغف والاهتمام بالرياضيات. ومن ناحية أخرى، زاد الخوف من الموضوع. بالإضافة إلى ذلك، يرى الأطفال في سن 15 عاماً عدم جدوى تعلم الرياضيات!

تحذير من سياسة التعليم الفاشلة

قبل وقت قصير من نشر النتائج الجديدة، حذر الخبير الاقتصادي في مجال التعليم لودجر فوسمان من عواقب سياسة التعليم الفاشلة. وقال رئيس مركز إيفو لاقتصاديات التعليم في ميونيخ “إن أزمة التعليم هي أكبر خطر محلي يواجهنا”. وأضاف لـ “Wirtschaftswoche” بان مساهمة الأطفال والشباب بشكل منتج فيما بعد في المجتمع، تعتمد إلى حد كبير على أدائهم التعليمي. ونظراً لنقص العمال المهرة، لم تعد ألمانيا قادرة على تحمل الأزمة التعليمية، كما يقول فوسمان. ومن الأشخاص الحاصلين على شهادة أكاديمية أو تدريب مهني، هناك ما بين 2 إلى 3% عاطلون عن العمل، ولكن من بين أولئك الذين ليس لديهم مؤهلات، فإن 20% عاطلون عن العمل!