26/06/2023

كيف تحدث الفن في ذكرى اليوم العالمي للّجوء؟

ضمن نسختها التاسعة، نظّمت جمعية “قطار السلام” نهاية الأسبوع الماضي في برلين معرضها الفني السنوي والذي سيستمر حتى 9 تموز/ يوليو ٢٠٢٣ القادم.

مع بداية الافتتاح، ولدى دخولي ساحة المعرض المقام في شارع ميرينغ دام الشهير، كان كل شيء مبهجاً! من الممرات المزينة إلى طاقم الاستقبال وتقديم الوجبات للضيوف الراغبين في التبرع. مروراً بالعزف الموسيقي الجميل، ووصولاً إلى اللوحات الفنية الملفتة لفنانين وفنانات سوريات عبّرن بصدقٍ عن إحساسهن. وسألتهنّ بدوري عمّا أردن تقديمه من خلال هذه اللوحات..

أحلامي واسعة جدًا

خديجة الحلو قالت: “بصراحة، لا يوجد شيء معيّن، فأحلامي واسعة جداً، وأحب تجسيد كل ما يخطر ببالي وفي قلبي من خلال لوحاتي. فلقد تغيّرت ظروفي بشكل جذري ما بين بلدي (الشام) وألمانيا. واستطعت هنا التعمّق بالرسم أكثر وتنمية هوايتي بشكل اكبر، خاصةً بعد تشجيع أبنائي المتواصل لي”.

التعبير بالرسم

وقالت روضة محرز: “أحببت التعبير من خلال لوحاتي المائية عن حالة شعورية يصعب التعبير عنها بالكلمات. وأردت الخروج عن النمط المألوف من خلال مشاركاتي الدائمة بمعارض فنية في سوريا وألمانيا وفرنسا. فبعد تخرجي من كلية الفنون الجميلة في بلدي، أكملت دراستي هنا لمتابعة هدفي بتجسيد الواقع من خلال لوحاتي. وذلك من خلال أسلوب جديد يبتعد عن النمطية قدر الإمكان. وهنا أنصح الجيل القادم المحب لفن الرسم أن ينمّي موهبته ويتابعها، فأنا أرى التعبير بالخطوط والألوان نوعاً من أنواع العلاج للضغوطات النفسية التي نعيشها!”.

التعبير عن حالات الكبت

أما آية حموي فقات: “أكثر ما أهتم به من خلال لوحاتي هو التعبير عن حالات الكبت عند الإنسان. ومشاعر الخوف من المنع وأساليب التربية الخاطئة في التعامل، وخاصةً لدى الأطفال. أنا سعيدة لأنني استطعت تنمية موهبتي في ألمانيا التي جئت إليها طفلة صغيرة. فأعطتني هذه المساحة من التعبير، مع محافظتي على مبادئي رغم تغيّر المجتمع. ولو قدّر لي وبقيت في سورية لكانت رغبتي في التعبير عن الكبت أكثر بكثير!”.

حضور الفن الأوكراني

وضمن فعاليات المعرض، كان للفن الأوكراني حضورًا جميلاً متمثلاً بالفنانين: داريا باشينكو، أندريه بلندين، فيكي بيرغ، فاليريا سكريبشينكو وآخرون. وكانت لوحات داريا باشينكو، الحاصلة على درجة الماجستير من أكاديمية الفنون الجميلة في لفيف، حاضرة بألوانها القوية وخطوطها الواضحة الصريحة، وكأنها شاهدة على حقيقة الحرب والسلام!

الحرب من أجل الحرية!

أما فيكي بيرغ، فقد قدّمت لنا لوحة فريدة من نوعها، وظّفت فيها خبرتها عن الأجداد ضمن إطارٍ عصري، فقالت: “أردت أن أنقل من خلال لوحتي التي أسميتها (الحرب من أجل الحرية) كل ما كان يحدث في مدينتي خاركييف في فترة يوليو ٢٠٢٢. فلوحتي عبارة عن سجادة أرمز من خلالها إلى ارتباطي بمنزلي ومدينتي التي حطمتها الصواريخ الروسية. وقد جعلتها على شكل طابع بريد لأنها تحمل في طياتها معاني وحدة الشعب الأوكراني ممثلة بشخص الفنان والشاعر تاراس شيفتشينكو، الذي قضى حياته وهو يكتب عن أمجاد وبطولات أبناء بلدي، لكنني أرسمه اليوم بدموعٍ زرقاء وصفراء متدفقة على وجنتيه. لأننا عدنا بعد مائتي عام لنقاتل بوتين من أجل حريتنا وثقافتنا وهويتنا”.

قطار السلام في سطور..

تأسست جمعية قطار السلام وبدأت نشاطها منذ عام ٢٠١٥، لتكون منصةً للتواصل بين اللاجئين، من خلال نشاطات وعروض إبداعية لا تتأثر بغياب المعارف اللغوية، وتساعدهم على التأقلم مع محيطهم المجتمعي الجديد الذي لا يعرفون ثقافته ولا لغته، خاصةً بعد ما عاشوه من تجارب قاسية تمثلت في الحرب ورحلة الهروب إلى واقع جديد.

يتألف فريق عمل هذه الجمعية من فنانين وتربويين متطوعين، بحيث يغطي عملهم تقريباً كافة مجالات الفن، كالرسم وتصميم المنسوجات والموسيقى والمسرح، وهم يدافعون عن قضايا المساواة بين البشر، ولا يتطرقون للقضايا السياسية والدينية.

من أجواء المعرض

الفنانة الأوكرانية فاليريا سكريبشينكو

الفنانة السورية آية حموي

الفنانة الأوكرانية داريا باشينكو

الفنانة السورية خديجة الحلو

الفنانة السورية روضة محرز

الفنانة الأوكرانية فيكي بيرغ

إعداد وتقرير وتصوير: خلود فاخرة