Foto: Jan-Cord Fuhrmann
19/05/2023

عيد الربيع.. أيقونة للتواصل وفسحة للاندماج في نورتهايم

احتفل كافيه ديالوغ بمدينة نورتهايم في ولاية ساكسونيا السفلى مؤخرًا، بمناسبة قدوم عيد الربيع. وحضر الحفل عدد كبير من الشخصيات الرسمية الألمانية ومهاجرون ولاجئون من مختلف الجنسيات. وكان الهدف من اللقاء تفعيل الاندماج والتواصل بين مختلف الثقافات لساكني المدينة والقرى المحيطة بها..

تعميق التواصل

مدير مشروع العمل المجتمعي  في (Café Dialog) يان كورد فوغمان أكد أنه بمناسبة عيد الربيع أقيمت الفعالية بغية مساعدة المهاجرين على الاندماج والتفاعل مع غيرهم. إضافة لتقديم الدعم والنصائح والمشورة من خلال الموظفين الذين يعملون كل ما بوسعهم للوصول للغاية المنشودة. وأضاف فوغمان: “نحاول التواصل مع كافة المهاجرين على اختلاف جنسياتهم لإعلامهم عن أية فعالية تقام من خلال وسائل التواصل، وقد وضعنا كافة الوسائل من أجل تعميق أواصر التواصل، فأقمنا دورات للغة الألمانية واستقطبنا متطوعين من مختلف الجنسيات للترجمة والتفاعل”.

قِبلة للمهاجرين

رئيس بلدية نورتهايم وممثل عن حزب (SPD) في ولاية ساكسونيا السفلى سيمون هارتمان (Simon Hartmann) نوّه قائلاً: “تعد ألمانيا بلد الاندماج مع الثقافات الأخرى ومن أجل هذا غدت قِبلة ًلكل المهاجرين واللاجئين الذين يأتون بحثاً عن الحياة الحرة الكريمة”.

ونوّه هارتمان قائلاً: “يجب على كل المقيمين في المدينة على اختلاف جنسياتهم وثقافاتهم، أن يستغلوا فرصة مبدأ الدولة الاجتماعية ويندمجوا مع الآخرين سواء بإيجاد فرصة عمل أو بالعلاقات الاجتماعية، كما يجب على الجميع إقران القول بالفعل واطلاق عنان المبادرة الذاتية لزيادة التعارف وتعميق التواصل مع الآخرين”.

وأشار العضو في مجلس مقاطعة هانوفر وممثل عن حزب (SPD ) سباستيان بينيتو بالقول: “من خلال لقائي بأشخاص من ثقافات مختلفة استطعت أن أكونّ خلفية ثقافية لكل مجتمع على حدا، وتشكلت لدي نواة الاندماج الذي يعتبر أيقونة التواصل بين الثقافات المتنوعة، ومدينة نورتهايم هي مسقط رأسي ولدتُ وترعرعت  فيها، فمنذ صغري ترسخ في ذاكرتي انطباع مفاده أن المدينة تعتبر ملاذًا للأشخاص الذين فروا من بلدانهم بسبب أتون الحروب، فكانت هذه المدينة هي الأم التي استقبلتهم بأحضان دافئة، وكافيه ديالوغ يعد غيض من فيض مما قدمته المدينة وأهلها لكل القادمين الجدد الباحثين عن حياة أفضل”.

زوار سوريون

أحمد خالد قال: “سررت بوجود نشاطات ثقافية تقيمها كافيه ديالوغ، وجدت أن المكان يعج بالزوار من مختلف الثقافات، كما لاحظتُ أن الناس يتفاعلون مع بعضهم البعض بشكل ملموس، كما أتى سوريون  كثر من قرى عديدة، أتمنى أن تقام الفعالية بشكل مستمر كي أتعرف على أصدقاء جدد”.

أما أحمد غيث الحميد خريج معهد تقني للنفط والغاز، فأكد أن أحد أصدقائه أعلمه بهذه الفعالية وقدم على الفور، والهدف من حضوره البحث عن أصدقاء جدد من ثقافات أخرى، ليتاح له فرصة تكلم الألمانية، لاسيما أن اللغة تعد جسراً للتواصل بين مختلف الثقافات والأعراق، ومن خلال حضوره لاحظ حماس الزوار للتواصل مع بعضهم البعض.

 رأي آخر

أما المهاجرة السورية ضحى العطا أوضحت قائلة: “رغبت بالتحدث مع الألمان إلا أن عددهم كان قليلاً وأغلب الذين تواصلت معهم هم من أصول مهاجرة، وبحسب رأي الشخصي يعود ضعف اندماج اللاجئين مع الألمان لأسباب عديدة منها عدم القدرة على التواصل مع نظرائهم الألمان لضعف اللغة الألمانية لدى اللاجئين أو أن بعض الألمان لا يرغبون بالتواصل مع أبناء الثقافات الغريبة عليهم”.

وأشارت العطا أن القائمين على (Café Dialog) بذلوا كل ما لديهم لإنجاح الفعالية، فقدموا المأكولات والمشروبات والحلويات، وجهزوا ملعباً للأطفال، إضافة إلى تزيينهم المكان بالأعلام والشعارات الجميلة التي تزيد من حماس الزوار.

أجواء إيجابية

فاطمة علي زادة من أفغانستان قالت: “أعمل كمساعدة طبيب وحظيت بالتعرف على صديقة ألمانية تعمل في المجال الطبي وستكون بيننا زيارات عائلية متبادلة، ما يميّز هذه اللقاءات هو الأجواء الإيجابية التي إن دلت على شيء فإنما تدل على نية الحضور بالتعرف على أناس من ثقافات أخرى”.

أما رانكينة مشرف وهي لاجئة أفغانية تدرس مساعدة طبيب أسنان فقالت: “علمتُ بالفعالية من مديرة المشروع، وقد سعدت بالتعرف على لاجئات سوريات وعراقيات لأتكلم معهن اللغة العربية التي طالما رغبت في تعلمها”.

فسحة للتعارف

المتطوعة الأوكرانية  في (Café Dialog) تاتيانا بالي بيّنت قائلة: “بالنسبة لي أرى أن جميع الفعاليات التي تقيمها كافيه ديالوغ مهمة للغاية بالنسبة لنا كلاجئين أوكران، حيث تعد فسحة أمل للتعرف على أصدقاء جدد وتشعرنا بالطمأنينة في بعيدًا عن وطننا المنكوب بالعدوان الروسي، وبأن هناك من يهتم بنا ويمد لنا يد المساعدة (..) عندما كنت في أوكرانيا سمعت من أناس كثر أن ألمانيا تعد مكاناً خصباً للاندماج إلا أنني شاهدت الواقع بأم عيني”.

حضور الأوكران قليل

وعن قلة حضور الأوكران إلى الفعالية أكدت بالي: “لسوء الحظ جاء عدد قليل من الأوكران. لأن غالبيتهم يخضعون لدورات تعلم اللغة الألمانية ولم تتح لهم فرصة الحضور والمشاركة. أما البقية الآخرين لم يتم إبلاغهم بهذه الفعالية بالوقت المناسب، كما أن هنالك أشخاص لم تتح لهم فرصة الحضور بسبب عملهم، خاصة أن الاحتفال لم يتزامن مع عطلة نهاية الأسبوع”.

وعن قلة اندماج بعض الأوكران أوضحت: “نحن نمر حالياً بفترة صعبة للغاية، بحيث تدور حرب واسعة النطاق في بلدنا! كل يوم نعاني من ضغوط نفسية لبقاء أقاربنا هناك وتشتت عائلاتنا في كل أصقاع أوروبا، لذلك نحاول بكل قوة الثبات والابتسام والمضي قدما ً، ونسعى جاهدين للاندماج الناجح أينما ذهبنا”.

  • إعداد وتقرير: عدنان كدم
    adnankadm15@gmail.com