Foto: Anas Alkharboutli/dpa
10/02/2023

نصائح الخبراء للراغبين بالتبرع للمتضررين في زلزال سوريا وتركيا

كان الزلزال الذي ضرب المنطقة القريبة من غازي عنتاب وشمال سوريا مدمر. أدى لمقتل أكثر من 21 ألف شخصاً في كلا البلدين، ولا يزال عدد من الأشخاص في عداد المفقودين. أما الناجين، فهم يعانون من جروح، ومن إرهاق وبرد وجوع. ناهيك عن خسارتهم لبيوتهم التي كان تأويهم. لذا يرغب الكثيرون بالمساعدة، لكن في نفس الوقت يشعر الكثيرون بالعجز.
وفي برلين تم جمع الكثير من الملابس والألعاب والبطانيات والأجهزة المنزلية، وكلها تم التبرع بها بحسن نية للمحتاجين في تركيا وسوريا. ولكن وبحسب موقع rbb24 الكثير من الأشياء المُتبرّع بها تم رميها بالقمامة، بما في ذلك فساتين زفاف، وأحذية بكعب عالي، وبيكيني. والأشياء التي لا تفيد الناس، خاصة في درجات الحرارة المنخفضة.

إذن ما هي أفضل طريقة للتبرع؟

كتب موقع rbb24  أربع نصائح، للطرق الأفضل للتبرع للمنكوبين جراء الزلزال في سوريا وتركيا.

الأولى:
البحث عن جامعي التبرعات ذوي السمعة الطيبة 

في الأزمات أو مناطق الحروب، يمكن للتبرعات للمنظمات الكبيرة أن تكون منطقية، كما قال بوركارد فيلك من المعهد المركزي الألماني للقضايا الاجتماعي لـ rbb “غالباً ما تكون المنظمات الحكومية الدولية على وجه الخصوص وسيلة جيدة للمتبرعين. إذا لم يكن هناك منظمات محلية موثوقة”. في حالة المساعدة لسوريا على وجه الخصوص، يجب على المرء أن يختار المنظمات التي عملت بالفعل هناك، وعلى دراية بالمنطقة.
يوصي المعهد المركزي الألماني للقضايا الاجتماعية بالنظر إلى النفقات الإعلانية والإدارية للمؤسسة كدليل. فإذا تجاوزت 30% من التكاليف، يجب توخي الحذر. ومع ذلك، يشير المعهد أيضاً إلى أن العديد من المنظمات غير قابلة للمقارنة بشكل مباشر. كما يمنح المعهد الثقة إلى المنظمات التي تتمتع بشفافية عالية.

النصيحة الثانية : التبرعات العينية

يمكن أن تكون التبرعات العينية معقدة، خاصة في مناطق الكوارث. قال فيلك، إنه يجب بالضبط معرفة ما هو المطلوب، ومن الذي يسلم هذه الأشياء، “عندها فقط تكون التبرعات العينية منطقية”، كما يقول فيلك “هذا في حالات قليلة فقط”. من جهته ينصح ديرك سابروفسكي، رئيس قسم التبرعات في CARE Deutschland e.V أن تكون المساعدة من الأقارب أو الأصدقاء. وهذا قد يكون أفضل من التبرع لمنظمات خاصة. لكن ما ظهر في الفترة الأخيرة، هو أن العديد من المتبرعين لا يعرفون ما هو المطلوب ويتصرفون بدافع عاطفي. ويوصي المعهد بإلقاء نظرة فاحصة على ما تطلبه منظمات الإغاثة أو المتضررون. كما يجب توضيح من سينقل البضائع إلى المحتاجين ومتى وكيف. لذا قبل التبرع بالمساعدات العينية يجب التفكير في ذلك.
من جهتها قالت إيلونا أور-فريغ المديرة الإدارية لمنظمة “Alliance Development Helps” لـ rbb: “يرغب الكثير من الناس في تقديم تبرع عيني لأن ذلك يأتي من القلب” على حد تعبيرها. “ويعتقدون أنني إذا تبرعت بسترة دافئة، ستصل لمستحقيها، لسوء الحظ وفي الواقع غالباً ما لا يتم ذلك كما هو مرغوب”.
فنقل التبرعات العينية يتم على النحو التالي: يجب فرز البناطيل والألبسة بشكل فردي، وما هو صالح للاستخدام يتم تعبئته وتبليغ الجمارك به. كما يجب تنظيم النقل الآمن والسريع بالطائرة أو السفينة أو الشاحنة أو السيارة، وهناك أيضاً رسوم أو وثائق للشحن والتخزين. وهذا جهد هائل يكلف الوقت والمال. ويعتبر ذلك خسارة كبيرة، خاصة بالنسبة للمنظمات الصغيرة التي ليس لها ميزانية أو هيكل إداري كبير. كما يجب احتساب تكلفة التخلص من الأشياء المتبرع بها وغير المطلوبة بطريقة احترافية.

النصيحة الثالثة: التبرعات النقدية تساعد الناس أكثر

قال سابروفسكي: “المال هو الدعم الأكثر فعالية”. كما كتب المعهد المركزي الألماني للقضايا الاجتماعية على موقعه في الإنترنت “تمنح التبرعات النقدية لمنظمات الإغاثة مرونة أكبر من التبرعات العينية، وتجنب تكاليف النقل غير الضرورية، وتُمكّن من شراء السلع الضرورية في البلد المستهدف وبالتالي تقوي الاقتصاد المحلي”
وتشير خبيرة التبرعات في منظمة “Alliance Development Helps” إلى أن التبرعات ستكون ضرورية “على المدى المتوسط وقبل كل شيء على المدى الطويل”. “لن يحتاج الناس فقط إلى رعاية طارئة في الأيام القليلة الأولى، ولكن يجب إعادة البناء أيضاً. والمال يمكن استخدامه لفترة أطول من الوقت”. على عكس التبرعات العينية، يمكن “تخزين” الأموال بشكل جيد في حسابات مصرفية، أو تخزين احتياطيات منظمات المعونة لأزمة قادمة محتملة.
ولا ينصح الخبراء بأي طريقة للتبرع سواء كان تحويل مصرفي تقليدي أو حدث رياضي أو بازار كعكة أو حملة على فيسبوك.

النصيحة الرابعة التبرع للقضايا والمنظمات التي تهمك 

يقول سابروفسكي من CARE Germany استمع لنفسك “التبرع هو عمل عظيم يعتمد على الثقة”. غالباً ما تمسنا الكوارث، من خلال الصور والأخبار الرهيبة التي تدفعنا للمساعدة. وهناك العديد من وسائل الإعلام التي تشير بالفعل إلى منظمات التبرع ذات السمعة الطيبة في تقاريرها. بشكل عام، يجب أن تكون التبرعات طوعية وبدون ضغوط خارجية.