Foto: pro familia Hamburg
30/11/2022

“بروفاميليا” مؤسسة استشارية في مجال الإجهاض وقضايا الأسرة

“Profamilia“منظمة غير سياسية وغير دينية تأسست عام 1952 في مدينة كاسل بألمانيا. تقدم المنظمة خدمات متخصصة في مجال الحياة الجنسية، العلاقات الزوجية وتنظيم الأسرة لجميع الرجال والنساء والمراهقين والأطفال. تتكون من ستة عشر اتحاداً إقليمياً تنسّق جغرافياً مع ستّ عشر ولاية ألمانية. ولهذه المنظمة مئة وثمانين مكتب استشاري وثلاثة مراكز صحية.

أنشطة وخدمات استشارية لـ “Profamilia”

في مراكز المؤسسة الاستشارية ينشط أطباء أمراض النساء وعلماء النفس ومستشارون نفسيون وأخصائيون اجتماعيون ومستشارون جنسيون بمختلف المجالات. مثل “الميول الجنسية عند الأطفال والمراهقين”، “الحمل والأسرة”، “الميول الجنسية وتنظيم الأسرة والعلاقات والعواطف”. تتمّ المشاورات بشكل شخصي عن طريق الفيديو أو الهاتف مع مترجمين فوريين مدربين إذا لزم الأمر. لكنّ مستشاري المنظّمة يعملون مع المدارس ورياض الأطفال وأولياء أمور الأطفال في مجال “الميول الجنسية لدى الأطفال والمراهقين”.

قالت السيدة ناهد يكمانش المستشارة النفسية في المركز لمنصة أمل: “من المهم بالنسبة لنا أن يحصل جميع الناس على المعلومات والاستشارات والتثقيف الجنسي. نعتقد أن الصحة الجنسية والخصوبة من حقوق الإنسان الفردية ولكل شخص الحق في تحديد رغباته الجنسية”.

ووفقاً للسيدة يكمانش فإن النساء والرجال والعائلات الذين يأتون إلى هذا المركز يواجهون تحديات ومخاوف مختلفة. فعلى سبيل المثال تأتي النساء والعائلات لمراجعة المركز في الغالب في مجال “الحمل والأسرة”. بقضايا مثل عدم الرضا عن الحمل والنزاعات والمشاكل أثناء الحمل والإلمام بالقواعد الاجتماعية أثناء الحمل وبعده وفحوصات أمراض النساء. وفي مجال “الرغبات الجنسية وتنظيم الأسرة والعلاقات والمشاعر”. ويأتون مع مواضيع مثل المشاكل والمخاوف الجنسية والعقم وصحة المرأة ومنع الحمل والأزواج من نفس الجنس والرغبة في الإنجاب وسن اليأس وآثاره.

تضيف ناهد يكمانش التي تساعد وتوجّه النساء في الغالب في مجالات الإجهاض القانوني وطرق منع الحمل وحل المشاكل والقضايا الأسرية. “جزء آخر من عملنا هو مع النساء أو الأزواج الذين لا يرغبون في الإنجاب ويستمرون في ذلك الحمل. لأن الإجهاض ليس خياراً متاحاً لهم أو لأن الإجهاض غير ممكن قانونياً في ألمانيا فلديهم خياران آخران في هذه الحالة: أحدهما إعطاء الطفل للتبني والآخر هو الولادة بشكل مجهول (Anonyme Geburt). ومن المؤكد أن الغرض من هذا الحل هو تسهيل الولادة الآمنة والاهتمام بصحة الطفل والأم.

تقديم برامج خاصة داخل دور إيواء اللاجئين

تواجه العائلات وخاصة النساء العديد من المشاكل الصحية والنفسية في مخيمات اللاجئين. وعدم إلمامهم باللغة الألمانية والبيئة والنظام الصحي الألماني زاد من مشاكلهم اليومية.  لذلك نظّم مركز بروفاميليا للاستشارات برنامجاً مدته ثلاث ساعات تشارك فيه النساء في مجموعات أو بشكل فردي منذ عام 2016. يمكن للسيدات التحدث إلى طبيب أمراض النساء واستشاري نفسي ومترجم فوري مدرب والتحدث عن مشاكلهن وإيجاد طريقهن إلى النظام الصحي الألماني.

الإجهاض وإنهاء الحمل غير المرغوب فيه

لا يعتبر الإجهاض في ألمانيا جريمة حتى الأسبوع الرابع عشر من الحمل وبعد تلقي المشورة الإلزامية. لكن الحديث عن موضوع الإجهاض لا يزال يعتبر من المحرمات في العديد من البلدان والثقافات وخاصة بين العائلات الأفغانية. وإذا قررت المرأة في بعض الأحيان إنهاء الحمل غير المرغوب فيه فإن هذا الخوف يتبعها دائماً بأن أحداً من الأسرة أو الزوج على معرفة بهذا القرار.

تقول السيدة يكمانش عن أسباب الإجهاض: “لدى النساء أو الأزواج أسباب مختلفة للإجهاض، لكن ما يدفع النساء ذوات الأصول المهاجرة إلى الإجهاض هو مسألة جنس المولود”. على عكس دول أخرى مثل الهند وإيران يُمنع في ألمانيا تحديد جنس الجنين في الأسابيع الأولى من الحمل لأسباب أخلاقية. ومع ذلك ووفقاً للسيدة يكمانش فإن عدداً من النساء الأفغانيات غالباً ما يلجأن إلى مركز الاستشارة “Pro Familia” لمعرفة كيفية تحديد نوع الجنين في الأسبوع الثامن أو التاسع من الحمل لأنهنّ ينوين الإجهاض إذا كان الجنين بنتاً. ويبقونه إذا كان ذكراً. ومع ذلك يمكن ألّا يكون القرار لمعظم هؤلاء النساء ويخترن هذه الطريقة تحت ضغط ومخاوف الأسرة الشديدة.

الوصول إلى النساء المستضعفات

وفقا للسيدة يكمانش من الممكن أن تتعرف النساء على المؤسسات والمراكز الإرشادية مثل Profamilia لكن القضية المهمة هي أنهنّ لا يلجأن إلى المراكز في الغالب بسبب تأثرهن بالتقاليد والعادات الخاطئة أو تحت ضغوط أسرية قوية. هذا ينطبق في الغالب على من يعشن في ألمانيا منذ سنوات عديدة. على النقيض من ذلك فإن أولئك اللواتي وصلن إلى ألمانيا مؤخراً هنّ أكثر انفتاحاً ولديهنّ القدرة على التحدث عن مشاكلهم الخاصة مع طرف ثالث ليس من أفراد الأسرة ويعتبر غريباً. لذلك فإنهنّ يحوّلن إلى مراكز الاستشارة أكثر من غيرهنّ ويستفدن من مرافقها.

  • الصورة profamilia Hamburg
  • إعداد: نيلاب لانجر Nilab Langer
  • ترجمة إلى العربية: Heifaa Atfeh
, Heifaa Atfeh