Foto: Eman Helal
11/09/2022

وثيقة دولدونغ تقف حاجزاً أمام أحلام شابة سورية!

علا محمد الشابة السورية ذات الواحدة و العشرين من العمر تقيم مع عائلتها بمدينة لايبزيغ مند خمس سنوات. علا لم تستطع أن تكمل تعليمها مثل أخواتها الأصغر منذ أن جاءت إلى ألمانيا بسبب وثيقة الدولدونج التى تحملها. وفقاً لموقع Diakonie، يوجد في ألمانيا ما يقرب من 250 ألف شخص يحملون وثيقة الدولدونج. لا يسمح لحاملي هذة الوثيقة بالعمل أو الالتحاق بكورس الإندماج.

عندما جاءت علا إلى ألمانيا مع عائلتها عام 2017 كانت تبلغ من العمر 16 عاماً. فلم تحظَ بفرصة استكمال تعليمها في المدرسة مثل باقي أخواتها القصر. بعد نصيحة من مكتب الرعاية الاجتماعية المسجلة عليه، التحقت بمدرسة مهنية “Berufssschule” على أمل استكمال كورس اللغة بعد انتهاء الثلاث سنوات بالمدرسة أو العودة إلى الدراسة. كانت علا قد توقفت عن الدراسة منذ الصف الثامن قبل المجئ إلى ألمانيا.
وبعد أن قضت عام ونصف من الدراسة تم إعلامها أن الشهادة غير معترف بها ولن تستطيع استكمال الدراسة داخل المدارس العادية أو استكمال كورس اللغة. أجرت اختبار لمستوى
A2 ب “BAMF” للحصول على الشهادة. يجب على علا تمديد وثيقة الدولدونج كل ستة أشهر، لكن في الفترة بين 2020- 2022 كان عليها التقدم للتمديد كل ثلاثة أشهر.

محاولة المشاركة في أنشطة اجتماعية

بدأت علا تدريباً لمدة ثلاثة أشهر مع جمعية بيت التنوع الاجتماعي “Haus Sovi” منذ شهر يونيو/حزيران الماضي. يعد التدريب فرصتها الأولى للتواصل مع أشخاص أخرين منذ أن جاءت إلى ألمانيا. ظلت فترة طويلة في المنزل تشعر بالعزلة وعدم الرغبة في الاختلاط بسبب شعورها بالإحباط من إيجاد فرصة لمستقبل واضح في ألمانيا. في بداية التدريب شعرت بالرهبة لخوفها من الأخطاء اللغوية عند التتحدث بالألمانية. الآن تجرأت أكثر و تحاول التخلص من الخجل والخوف من تلقي تعليقات سلبية إذا لم تتحدث اللغة الألمانية بشكل صحيح. الجمعية كانت من ضمن مؤسسات محددوة للغاية وافقت على منحها الفرصة بسبب وثيقة الدولدونج. خلال التدريب تتعلم كيفية عمل دعاية لأنشطة الجمعية على السوشيال ميديا أو بالتحدث المباشر مع الأفراد. تساعد في تجهيزات وورشات العمل والرحلات التى تنظمها الجمعية. كذلك تشارك في أنشطة جمعية الشباب الألماني في أوروبا “djo” في ساكسونيا والتى تنظم أنشطة ثقافية للشباب المهاجرين.

صعوبات زيارة الطبيب مع وثيقة الدولدونج

يعاني والد علا من ظروف صحية صعبة. فقد عمل لسنوات طويلة بإحدى مكابس الأحجار في لبنان، بينما كانت تقيم العائلة في إدلب بسوريا. اضطر والدها لخلع أسنانه هنا في ألمانيا منذ أربع سنوات قبل إجراء عملية تركيب صمام للقلب. والدها لم يحصل على تصريح موافقة لتركيب طاقم أسنان إلا منذ شهرين فقط، وحتى ذلك الوقت واجهته صعوبة كبيرة أثناء الأكل. تتطلب زيارة الطبيب لحاملي وثيقة الدولدونج الحصول على استمارة تحويل من Sozialamt. زيارة المقر متاحة مرتين فقط في الأسبوع. قد يستغرق تجهيز الأوراق أسبوع كامل قبل الذهاب لطلب الحصول على التصريح. عانت علا لمدة عام كامل من ألام متكررة فى احدى الضروس ولم تتمكن من الحصول على هذا التصريح. في النهاية ساعدتها جمعية بشكل تطوعي لتحمل تكاليف زياردة الطبيب.

وعود الحكومة الجديدة لحاملي الدولدونج

أقر مجلس الوزراء مشروع قانون جديد لتحسين أوضاع آلاف الأجانب من حاملي وثيقة الدولدونج. مشروع حق الإقامة الجديد سيتم تطبيقه على الأشخاص الذين مر على وجودهم داخل ألمانيا على الأقل 5 سنوات حتى يناير الماضي. يحق للأشخاص ممن ثبت إندماجهم في المجتمع الألماني التقدم بطلب حق الإقامة. كذلك يجب عليهم تقديم وثيقة إثبات الهوية من سفارات الدولة الأم داخل ألمانيا. شرط استخراج جواز السفر يقف عائق أمام احتمالية تعديل وضع الإقامة بالنسبة لعائلة علا. فهم لا يرغبوا في التواصل مع السفارة السورية. العائلة فرت من حرب قتل خلالها أفراد من أقاربها. كذلك لا تستطيع الأسرة تحمل التكلفة المادية الباهظة لاستخراج جوزات سفر لثمانية أشخاص.

ماذا يحمل المستقبل لعلا

تستعد علا للتقدم بطلب تمديد وثيقة الدولدونج بنهاية الشهر الحالي. خلال الأيام الماضية نجحت في اجتياز اختبار B1 وترغب في استكمال دراسة اللغة. استعدت للامتحان بمفردها وتحملت تكلفته. منذ شهر مايو/آيار الماضي، تواصلت مع احدى مدارس اللغة الحكومية تطلب الانضمام إلى فصولها لكن لم تتلقَ أي رد حتى الآن. بالرغم أن القانون ينص على عدم أحقية حاملي وثيقة الدولدونج الالتحاق بدورات الإندماج، لكن يمكن الاستفسار عن توافر أماكن في كورسات اللغة ويُترك القرار للمكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين “BِAMF” بالموافقة من عدمها.

1660396426470
1660396438421
1660396440809
1660396451036
1660397242586
1660396421270
previous arrow
next arrow