Foto: Roberto Pfeil/dpa
13/08/2022

هل كان محمد يستحق 5 رصاصات قاتلة حضرة الشرطي؟

قُتل شاب سنغالي يبلغ من العمر 16 عاماً بخمس طلقات من قبل شرطي في مدينة دورتموند الألمانية الأسبوع الماضي. ومنذ ذلك الحين والكثير من الأسئلة تشغلني، وللأسف لم يسعفني غوغل في الإجابة عليها، ولا حتى مواقع التواصل الاجتماعي. حتى أن البعض طرح ذات الأسئلة من بينهم الإعلامية الألمانية دنيا حيالي عبر حسابها على تويتر، حيث غردت: “لماذا لم تُطلق الشرطة النار على الشاب بقدميه أو بركبته”. جاءها الكثير من الردود. منها من اتهمها بنقص الثقافة، واصفين سؤالها بالساذج وأحياناً بالغبي. ومنهم من رد عليها بمقاطع فيديو تُظهر صعوبة التعامل مع شخص يحمل سكينا ويود مهاجمة شخص آخر. لكنها تلقت ردوداً أيضاً تتهمها بالدفاع عن شخص هاجم الشرطة.

رواية من طرف واحد!

في البداية علينا الرجوع إلى الخبر الأساسي، فالخبر يقول إن الشرطة أطلقت النار على شاب سنغالي، هاجم عناصرها بسكين. ويتابع الخبر أن الشرطة حاولت السيطرة على المهاجم بالعصي الكهربائية وبالغاز المسيل للدموع، لكن كل ذلك لم يكبح جماح المهاجم. وجاء في الخبر أن أحد موظفي مركز الرعاية الذي يقيم فيه الشاب، هو من أخبر الشرطة عن الشاب الذي يحمل السكين. ولم يتم التأكد، من أن الشاب كان يشكل خطراً على الآخرين أم لا.

في هذه الحالة ومن المعطيات التي أمامنا، لدينا رواية واحدة، هي رواية الشرطة. والتي حاولت في المعلومات التي قدمتها أن توضح أنها حاولت كبح جماح الشاب بالغاز المسيل للدموع والعصي الكهربائية. وليس لدينا أي دليل على أن هذا الكلام صحيح. بالإضافة إلى ذلك من المفترض أن الشرطة ترتدي كاميرات، لكن هذه الكاميرات بحسب وسائل إعلام ألمانية كانت مطفأة، والسؤال هنا لماذا؟ السؤال الثاني: لماذا تم التعامل مع الشاب بالرصاص الحي مباشرة، في حال أنه لم يكن يشكل خطر على الآخرين؟ ولماذا يتم إطلاق 5 رصاصات دفعة واحدة على الشاب، الذي يحمل سكينا؟ بالتأكيد او من المفترض أن تحقيقات السلطات سوف تجيب على هذه الأسئلة.

العدالة لمحمد

منذ انتشار الخبر، ظهرت ردّات فعل كثيرة، منها ما كان على أرض الواقع كالمظاهرات التي حصلت يوم الحادثة، والتي حدثت البارحة أثناء تشييعه. ومنها ما كان في الفضاء الإلكتروني. حيث أطلق ناشطون هاشتاغ العدالة لمحمد. وهو بالتأكيد مطلب الجميع.

البارحة صحيفة تاتس الألمانية، قالت إن محمد كان يعاني من مشاكل نفسية، وطلب شخصياً الخضوع لعلاج نفسي. وأنه فقد اخاه الأصغر خلال رحلته الشاقة من السنغال إلى ألمانيا. وخلال تواجده هنا فقد أباه وأمه. الأمر الذي بالتأكيد سيترك أثراً نفسياً كبيراً على الشاب الذي يبلغ من العمر 16 عاماً. إذن نحن أمام حالة خاصة. فهل تعامل الشرطة كان صحيحاً مع هذه الحالة؟ وهل كان حتمياً استخدام سلاح ناري؟ هل فهم محمد ما قاله له عناصر الشرطة؟ هل كان مع عناصر الشرطة مترجم؟ كل هذه الأسئلة تبقى مفتوحة دون إجابات حتى تظهر نتائج التحقيقات..

الشرطة قتلت 5 أشخاص هذا العام

أثناء بحثي عن ملابسات الحادثة، عثرت على إحصائيات تتحدث عن عدد الأشخاص الذين قتلوا على يد الشرطة في ألمانيا. فبحسب تقييم أجرته مجلة Bürgerrechte & Polizei / CILIP، قتلت الشرطة الألمانية 5 أشخاص هذا العام حتى الآن. وبحسب موقع polizeischuesse.cilip.de فإن أكثر من 300 شخص لقوا حتفهم برصاص الشرطة منذ عام 1990. بدورها ترى نقابات الشرطة أن هذا العدد منخفض مقارنة بعدد عناصر وضباط الشرطة الألمان الذين يبلغ عددهم حوالي 260 ألف.

في النهاية ما نود قوله هو أننا لسنا مع أي هجوم على الشرطة، ولا ندعو لذلك. ونتطلع لنتائج تحقيق عادلة بشأن قضية محمد. والتعامل مع اللاجئين والمهاجرين والأجانب عمومًا بطريقة أفضل، وخاصة من لديهم حالات خاصة.