Photo by Markus Spiske on Unsplash
02/06/2022

تحالف واسع ضد التعامل غير المتكافئ مع اللاجئين!

انتقد تحالف من 57 منظمة وجمعية، المعاملة غير المتكافئة للاجئين في ألمانيا. مطالباً بضمان الحصول على الرعاية الطبية لجميع اللاجئين دون تمييز. وذلك في رسالة مفتوحة إلى وزير الشؤون الاجتماعية الاتحادي هوبرتوس هايل نُشرت أمس في برلين. هذه الرسالة جاءت بعد قرار من الحكومة الاتحادية يضمن للأشخاص الذين فرّوا من أوكرانيا الحق بالإعانات الاجتماعية، وبالتالي الحصول على الخدمات الصحية الضرورية أيضاً. والذي أصبح سارياً من 1 حزيران/ يونيو الجاري.

معاملة غير متكافئة!

استهل التحالف رسالته المفتوحة، والتي نشرها موقع ميغاتزين كاملة، بالقول: “نتواصل معك لأننا نلاحظ معاملة غير متساوية للاجئين في انتهاك لحقوق الإنسان ونقص بالإمداد الطبي لمئات الآلاف من الأشخاص عندما يتعلق الأمر بالحصول على الرعاية الصحية”. وتابع تحالف المنظمات: “وفقاً للفقرتين 4 و6 من AsylbLG، يحق للاجئين في ألمانيا حالياً الحصول على خدمات صحية محدودة فقط في الأشهر الـ 18 الأولى من إقامتهم”. فقانون إعانات طالبي اللجوء يضمن فقط علاج الأمراض الحادة. غالباً ما تتطلب جميع العلاجات الأخرى، بما في ذلك تلك الخاصة بالأمراض المزمنة أو العقلية، قراراً منفصلاً من قبل السلطات الاجتماعية والصحية. وهذا يؤدي لنقص في الإمدادات وسوء استخدام الرعاية الصحية.

ورحب التحالف في رسالته بقرار المستشار ورؤساء حكومات الولايات الاتحادية الصادر في 7 نيسان/ أبريل الماضي، منح اللاجئين من أوكرانيا وفقاً للمادة 24 من قانون الإقامة، واعتباراً من 1 حزيران/ يونيو الحصول على المزايا الاجتماعية، والخدمات الصحية الشاملة. ورأى التحالف أن هذا القرار “خطوة صحيحة وهامة”. لكن في الوقت ذاته عبر القائمون على التحالف عن شعورهم “بالقلق البالغ” إزاء “المعاملة غير المتكافئة للاجئين في ألمانيا، والتي تلاحظ في ما يتعلق بحقوق الإقامة والحصول على الخدمات الاجتماعية والاندماج وسوق العمل، خاصة في مجال الرعاية الصحية”.

استبدال اللاجئين من سوريا والعراق وغيرها بلاجئين أوكران!

وذكر التحالف في رسالته أنه في عدة ولايات وأماكن، اضطر لاجئو الحرب من سوريا والعراق وأفغانستان واليمن إلى مغادرة منازلهم والانتقال إلى أماكن رعاية رديئة لإفساح المجال للاجئين من أكرانيا! وأنه في بعض البلديات يستطيع اللاجئون الأوكران استخدام وسائل النقل العام مجاناً، بينما يواجه لاجئون من بلدان أخرى غالباً صعوبات بزيارة عيادة طبيب لأنهم لا يستطيعون تحمل تكاليف النقل.

معاملة غير متساوية لكل القادمين من أوكرانيا

من ناحية أخرى جاء في الرسالة: “وفقاً للقرار الصادر في 7 نيسان/ أبريل الماضي، على المستوى الاتحادي، فإن الحق بالرعاية الصحية الشاملة، موجود فقط للأشخاص المحتاجين من أوكرانيا، الذين لديهم تصريح إقامة بموجب المادة 24 من قانون الإقامة. لذا يُحتمل أن يُستثنى كلاً من الأشخاص عديمي الجنسية، ورعايا البلدان الثالثة الذي فروا من أوكرانيا دون حق دائم بالإقامة في أوكرانيا وكذلك اللاجئين من البلدان الأخرى الذين لا يزالون يتمتعون باستحقاقات محدودة فقط”!

وأشارت الرسالة إلى أن جميع الأشخاص في ألمانيا يحتاجون لرعاية صحية على مستوى كتالوج خدمات GKV. ولا يوجد سبب لافتراض أن حاجة اللاجئين من دول أخرى غير أوكرانيا، أو اللاجئين من أوكرانيا الذين لا يحصلون على تصريح إقامة وفقاً للمادة 24 أقل من “مستوى الضرورة” المحدد في كتالوج خدمات GKV.

ضمان الخدمات للجميع

وورد في الرسالة أن الوصول المحدود للرعاية الصحية غير مناسب من منظور اقتصادي. ففي دراسة أجراها Kayvan Bozorgmehr  وOliver Razum عام 2015. جاء أن استبعاد طالبي اللجوء في ألمانيا يتسبب بتكاليف أعلى من إدراجهم في الرعاية الصحية العادية. وختم القائمون على التحالف رسالتهم  للوزير بطلب إنهاء المعاملة غير المتكافئة الحالية. واغتنام ذلك كفرصة لإلغاء القيود بقانون مزايا طالبي اللجوء لجميع اللاجئين. لأن كل فرد في ألمانيا يجب أن يكون قادراً على ممارسة حقه بالحصول على الرعاية الصحية دون تمييز. وطالب التحالف بضرورة تمتع اللاجئين بوصول غير بيروقراطي على الصعيد الوطني عبر بطاقة صحية إلكترونية، وتوسيع عروض الرعاية الصحية، وخاصة بمجال الصحة النفسية، وتكييفها لتلبية احتياجاتهم. وضمان وجود مترجمين مؤهلين.