© epd-bild / Rolf Zöllner
29/09/2021

عقد ونصف على تأسيس مؤتمر الإسلام الألماني وانتقادات كثيرة!

بدافع “التحدث أكثر مع بعضنا البعض، والتحدث بشكل أقل عن بعضنا البعض” انطلق مؤتمر الإسلام الألماني قبل عقد ونصف، حسبما كتب المؤتمر على موقعه  الرسمي. فقبل 15 عاماً، التقى وزير الداخلية الاتحادي آنذاك، فولفغانغ شوبله، بمممثلي المسلمين والدولة في الاجتماع الأول للمؤتمر في برلين. الاجتماع الذي شكل مقدمة لحوار بين الدولة والحكومة والمسلمين الذين يعيشون في ألمانيا وممثليهم. هذا الحوار وبحسب الموقع الرسمي للمؤتمر لم يخل”من النقد والنكسات”، لكن في الوقت نفسه تم انجاز الكثير!

الحاجة للمؤتمر باتت أكثر من ذي قبل!

يعمل أخصائي علم الاجتماع التربوي سامي شرشيره مع المؤتمر كخبير في الرعاية الإسلامية منذ عام 2014. ويرى أن المؤتمر ناجح، لكن تقييمه متباين، يقول في ريبورتاج نشره موقع NDR: “كلنا كنا نريده مختلفاً قليلاً قبل بضع سنوات”. وتحدث شرشيره عن الرعاية الدينية أو التعليم الديني الإسلامي ويقول أن هذه المشاريع توقفت. كما تم تعليق ما يسمى بمعاهدات الدولة مع الجمعيات الإسلامية على مستوى الولايات، في ولاية سكسونيا أنهالت على سبيل المثال. ويرجع ذلك أساساً إلى قرب جميعة مسجد DITIB من الحكومة التركية! ويضيف شرشيره أثناء حديثه مع NDR: “اليوم نحن بحاجة إلى مؤتمر الإسلام أكثر من قبل، لأنه الآن آخر شكل من أشكال الحوار الرئيسية للدولة مع المسملين، ومع المنظمات الإسلامية، ومع الإسلام المنظم، الذي ما زلنا نتمتع به”.

لا وجود للجمعيات الليبرالية في المؤتمر!

في السياق ذاته دعا مهند خورشيد، رئيس المركز الإسلامي بجامعة مونستر، إلى إسلام حديث ومنفتح على الحوار. وانتقد تكوين مؤتمر الإسلام الألماني: “دائماً يتم التحدث بشكل أساسي فقط إلى المجتمعات الكبيرة التي تمثل صورة معينة وأكثر تحفظاً للإسلام، لكني أرى أن عدم وجود مجتمعات ليبرالية في مؤتمر الإسلام بالتساوي مع هذه المجتمعات، يشكل عجزاً لمؤتمر الإسلام”.

الأصوات الشبابية مفقودة!

ومن الانتقادات التي توجه للمؤتمر أنه مؤتمر نخبوي! أيسينور إردن رئيسة منظمة الشباب المسلم في سكسونيا السفلى، تتابع عمل المؤتمر منذ عدة سنوات، وتفتقد “الأصوات الشابة والأنثوية”. وترى عالمة الاجتماع البالغة من العمر 26 عاماً أن الشباب المسلم يهتم بموضوعات مثل تزايد الإسلاموفوبيا، ولكن هذه الموضوعات لا تدخل ضمن اهتمامات المؤتمر على الإطلاق!

الوصول إلى المجتمع المحلي

ويرى سامي شرشيرا، بأن توصيات العمل الصادرة عن مؤتمر الإسلام لم تصل حتى الآن إلى القاعدة الشعبية: “الهدف هو إجراء النقاشات في الولايات الاتحادية، ولكن قبل كل شيء نقلها إلى المجتمع المحلي ومواصلة العمل عليها، الجمعيات مدعوة لاتخاذ الإجراءات ليتم ذلك، ولكن الدولة مدعوة أيضاً إلى أن تفعل الشيء نفسه”. وبما أن الفترة التشريعية للحكومة الحالية تقترب من نهايتها، فإنه لا يزال من غير الواضح كيف ستسير الأمور مع مؤتمر الإسلام الألماني. لكن الأمر المؤكد أن هناك ما يكفي للحديث عنه!

يذكر أن عدد المسلمين بحسب تقديرات المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين لعام 2019 بلغ من 5.3 إلى 5.6 مليون مسلم في ألمانيا. وهذا يعادل نسبة 6.4 إلى 6.7% من إجمالي عدد السكان البالغ 83.17 مليون نسمة.