Photo : epd-bild/Carsten Kalaschnikow
29/07/2021

الشباب والمراهقين يعانون نفسيًا بسبب إغلاق المدارس!

ترك إغلاق المدارس ودور الحضانة بسبب وباء كورونا أثراً سلبياً على الصحة العقلية للشباب والمراهقين، ووقت التعلم، ونجاح التعلم للأطفال والمراهقين. جاء ذلك من دراسة أجراها المعهد الاتحادي لأبحاث السكان، والتي عُرضت نتائجها في مدينة فيسبادن. ومن نتائج الدراسة بحسب موقع ميغاتزين أنه كانت هناك زيادة خطيرة بشكل خاص بأعراض الاكتئاب ذات الصلة سريرياً مثل الكآبة واليأس والفتور، لدى المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و19 عاماً.
وأوصى الباحثون القائمون على الدراسة، بإبقاء المدارس مفتوحة إلى حد كبير مع تقدم الوباء، وتعويض فجوة التعلم على المدى الطويل. فمن المهم لهذه الفئات العمرية وجود جهات اتصال، والابقاء على حيوية الحياة مع الأشخاص من نفس أعمارهم.

المهاجرون الشباب هم الأكثر تضرراً بشكل خاص

بعد الإغلاق الأول في ربيع عام 2020، أظهر ربع المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و 19 عاماً “أعراض الاكتئاب ذات الصلة سريرياً” كما قال مارتن بوغارد مؤلف مشارك للدراسة ونائب مدير المعهد الاتحادي. ووفقاً للدراسة في العام الذي سبق الوباء، كان هذا هو الحال بالنسبة لـ %10 فقط من هذه الفئة العمرية. وبحسب استقراء، فإن الزيادة تؤثر على حوالي 477 ألف شاب، معظمهم من الفتيات والشباب المهاجرين.
وبحسب الدراسة، تعد خلفية الهجرة عاملاً قوياً بشكل خاص. تقول الدراسة: ” لدى الشباب من أصول مهاجرة زيادة قوية بشكل خاص في أعراض الاكتئاب مقارنة بالشباب الذين ليس لديهم خلفية مهاجرة”. وبحسب المعلومات، ارتفعت نسبة الشباب الذين ليس لديهم خلفية مهاجرة ولديهم أعراض الاكتئاب من 9% إلى 21%، بينما تضاعفت نسبة الشباب المهاجرين 3 مرّات من 11% إلى 33%.

زيادة شكاوى الشباب والمراهقين النفسية

وأضاف بوغارد أن هناك أيضاً مؤشرات على زيادة الشكاوى النفسية الجسدية والمشاكل السلوكية. كما تأثر التطور الشخصي والهوية للعديد من الأطفال والمراهقين سلباً بسبب قيود الاتصال. فنتيجة لإغلاق المدارس بسبب الوباء. تدهورت “نوعية الحياة المرتبطة بالصحة” بشكل كبير لما يقدر بنحو 1.7 مليون شاب تتراوح أعمارهم بين 11 و 17 عاماً.
وبحسب عالمة الاجتماع كرستين روكديشل، فإن إغلاق المؤسسات التعليمية بسبب كورونا؛ شكّل عقبات كبيرة لكثير من الأطفال والشباب. ففي حالة الإغلاق، لم تعد المدرسة مكاناً مرتبطاً بالتعلم يحدد إيقاعاً ثابتاً للتعلم وأوقات الاسترخاء، والتي لها عواقب بالنسبة لهم لها دوافع التعلم، وأوقات التعلم، والتعلم الناجح. قبل كل شيء فإن تلاميذ المدارس من العائلات المحرومة تعليمياً أو أولائك الذين لا يتحدثون اللغة الألمانية في المنزل يعانون بشكل خاص من إغلاق المدارس.

انخفض وقت التعلم إلى النصف

ونتج عن الدراسة، ان وقت التعلم انخفض إلى النصف خلال الإغلاق الأول، وبلغ المتوسط حوالي 60% في الإغلاق الثاني. وقالت روكديشل إن تلاميد المدارس قبل كورونا. كانوا يقضون حوالي 7.4 ساعة في اليوم بالأنشطة المدرسية. وخلال الإغلاق الجزئي الأول في 2020. انخفض عدد هذه الساعات إلى 3.6 ساعة فقط، وخلال الجزء الثاني من هذا العام كان 4.3 ساعة. بدلاً من ذلك، كان التلاميذ يقضون وقتاً أطول على وسائل التواصل الاجتماعي أو يلعبون الألعاب عبر الإنترنت.
وقال بوغارد على الرغم من هذه الأرقام، فإنه  ليس من المبرر التحدث عن “جيل ضائع” في جميع المجالات. فلقد اجتاز ما يقرب من ثلثي الأطفال والمراهقين القيود السابقة المتعلقة بالوباء بشكل جيد نسبياً، على الرغم من بعض الصعوبات. وأضاف أن الأطفال والمراهقين يتعرضون للإجهاد في جميع الفئات السكانية، لكن بشكل أكبر في الأوساط الأقل تعليماً.