© Screenshot / Fortschritt im Tal der Ahnungslosen
30/04/2021

سوريون بدورات اندماج المعسكر الاشتراكي في “وادي الغافلين”!

انطلق مهرجان الفيلم العربي برلين بدورته الثانية عشر الأسبوع الماضي رغم العوائق والتحديات التي فرضتها جائحة كورونا. يشارك بالمهرجان العديد من الأفلام التي حققت نجاحات فنية حول العالم، وتطرح أفكار عديدة وأنواع مختلفة من وثائقيات ودراما وغيرها. في الفيلم الوثائقي فورتشريت في وادي الغافلينيواجه الأبطال تحدياً من نوع أخر حيث تعني فورتشريت، التقدم بالعربية! هناك، يلتقي اللاجئون السوريون مع مواطنين سابقين من الجمهورية الألمانية الديمقراطية. يحاول المواطنون الألمان القيام بدورات اندماج من نوع آخر في مصنع الآلات الزراعية القديم والذي تحول إلى سكن للاجئين. حيث يقوم الفيلم بتصوير تجربة ألمانيا الشرقية من منظور الوافدين الجدد والتي لا تختلف كثيراً عن الواقع السوري!

كلمة انطلاق مهرجان الفيلم العربي برلين بنسخته الثانية عشر في برلين

أين يقع وادي الغافلين؟

تدور أحداث الفيلم في مصنع “Fortschrittللآلات الزراعية بالقرب من مدينة نويشتات بولاية سكسونيا شرق ألمانيا. كان المصنع مملوكاً لألمانيا الشرقية، أو ما كان يعرف بجمهورية ألمانيا الديمقراطية. بعد سقوط الجدار والوحدة الألمانية، تحول المصنع إلى خراب مهجور ضخم كالعديد من مصانع ألمانيا الشرقية. أما عن سبب تسمية  تلك المنطقة بوادي الغافلين، فيعود ذلك لموقع المدينة التي يقع فيها المصنع وسكن العاملين به قرب ما كان يعرف بتشيكوسلوفاكيا. كانت المنطقة منعزلة جداً ولم تصل إشارة التلفزيون لهناك ما جعلهم خارج الزمن في فقاعتهم الخاصة!

اللقاء الأول

في مشهد البداية، يعاني الشباب السوريون الثلاثة، شاهين، محمد وضياء مع أبرز ما اشتهرت به ألمانيا الشرقية، سيارة “ترابي” القديمة. يقود الشبان السيارة عبر طبيعة ساحرة وواسعة خالية من البشر باتجاه مدينة نويشتات. حيث تحول سكن عمال مصنع التقدمالمهجور إلى سكن للاجئين عام 2015. اعتقد ان مشهد البداية يحدد المسار الذي يسلكه الفيلم عن معاناة الوافدين الجدد مع ما تبقى من ألمانيا الشرقية. يستدعي مخرج العمل، فلوريان كونرت، عمال المصنع السابقين، رجالاً ونساءً، لاستعادة ذكريات الاشتراكية ويجعلهم يقابلون اللاجئين القادمين من سوريا في مكان سكنهم الذي كان سكناً لهؤلاء المواطنين سابقا. يتحدث أحد المواطنين الألمان وعمال المصنع سابقاً القليل من العربية ويعرض صوراً أثناء زيارته لسوريا. فشركة “Fortschritt” كانت تصدر الآليات الزراعية الى حليفها في المعسكر الاشتراكي آنذاك، سوريا. 

برومو فيلم Fortschritt im Tal der Ahnungslosen

دورة اندماج اشتراكية!

يقوم عمال المصنع السابقين بالتواصل مع اللاجئين السوريين في دورة اندماج خاصة! يرتدي الشبان الثلاثة الزي العسكري لألمانيا الشرقية ويتم إعطائهم شهادة الانتساب لطلائع المعسكر الاشتراكي في مشهد يتجاوز الزمان والمكان ليعيد للذاكرة حصص التربية العسكرية في سوريا. ينهي طلاب الاندماج حصتهم بشعار مستعد دائماً“. لعل أكثر ما مسني في الفيلم هو المقاطع الوثائقية التي تظهر زيارة الأسد الأب المؤسس لدكتاتورية سوريا، أثناء زيارته لدكتاتور ألمانيا الشرقية إيريش هونيكا في مصنع Fortschritt. كما يبين الوثائقي أوجه التشابه بين النظامين والحياة الاجتماعية وقتها، حيث يشعر الجميع بأنهم مراقبين ولا يستطيعون التعبير عن أرائهم خوفاً من الاعتقال. ويتطرق الفيلم إلى معاناة اللاجئين في ألمانيا الشرقية وتعرضهم للعنصرية ورغبتهم بمغادرة المكان. بالأخص بعد أن وجد أحدهم لحم الخنزير موضوعاً في صندوق البريد الخاص به!

فيلم وثائقي موجه

لا أدري ما هو التصنيف المناسب للفيلم. يتضمن الوثائقي العديد من المشاهد المفتعلة، ويتخلله الكثير من التمثيل والتوجيه لشخصيات العمل. تارة يكون كوميدياً، وتارة يشعر المرء بشناعة الحرب والديكتاتوريات. قد يجد المشاهد نفسه تائهاً عن الرسالة التي يرغب المخرج في إيصالها. لكن الفيلم يحتوي على العديد من المشاهد  القاسية والمؤلمة، ولجأ مخرج العمل لاستخدام العدسات العريضة لإظهار صور معبرة عن المكان. 

  • للمزيد من المعلومات عن مهرجان الفيلم العربي اضغط هنا
    لحجز التذاكر اضغط هنا