Photo : Epd /Rolf Zoellner

تفاصيل الإغلاق الجزئي لاحتواء فيروس كورونا في ألمانيا.!

في ضوء الزيادة الهائلة في عدد الإصابات بفيروس كورونا، قررت الحكومة الاتحادية وحكومات الولايات فرض قيود صارمة على الحياة العامة والخاصة في ألمانيا. مبدئياً من 2 تشرين الثاني / نوفمبر حتى نهاية الشهر. أعلنت ذلك المستشارة أنغيلا ميركل (CDU) وعمدة برلين ميشائيل مولر وماركوس زودر رئيس وزراء بافاريا في مؤتمر صحفي مشترك مساء يوم أمس الأربعاء. بعد نقاش امتد لساعات مع رؤساء وزراء الولايات الاتحادية الأخرى.

من بين أمور أخرى، يجب إغلاق الفنادق والمطاعم ودور السينما والمسارح يوم الاثنين المقبل. ولا يُسمح إلا لعدد قليل من الأشخاص بالاجتماع على انفراد خلال هذا الوقت. أما المدارس ومراكز الرعاية النهارية وكذلك متاجر التجزئة تبقى مفتوحة! وبررت ميركل الإجراءات بالقول إنه ينبغي تجنب حالة طوارئ صحية. حيث حالياً يتضاعف عدد المرضى في العناية المركزة كل عشرة أيام تقريباً وأضافت “نحن بحاجة إلى جهد وطني آخر، جهد مؤقت” فيما قال ميشائل مولر عمدة برلين “إنه يوم صعب ومرير” مضيفاً أن القرارات المتعلقة بالإجراءات صعبة للغاية بالنسبة له، وقالت ميركل إن 75% من الاتصالات التي أجراها الأشخاص الذين ثبتت إصابتهم بفيروس كورونا، لم تعد قابلة للتتبع في الوقت الحالي. والهدف من هذه الإجراءات هو إعادة تتبع جهات الاتصال مرة أخرى. بالإضافة إلى ذلك، ينبغي زيادة السلطات الصحية، بدعم من الجيش الألماني! وبعد أسبوعين سيتم التحقق من مدى النجاح الذي حققته هذه الإجراءات.

القرارات بالتفصيل

قيود الاتصال

يجب ألّا يُسمح بالاجتماعات  في الأماكن العامة إلا لأفراد أسرتك وأفراد أسرة أخرى. بحد أقصى عشرة أشخاص. وعلى السلطات المختصة معاقبة انتهاك قيود الاتصال هذه. أما مجموعات الأشخاص الذين يحتفلون بعيداً عن الأماكن العامة، في الشقق والمرافق الخاصة فهي غير مقبولة.

المدارس ورياض الأطفال

يجب أن تظل المدارس ورياض الأطفال مفتوحة على الرغم من الارتفاع الحاد في أعداد المصابين بفيروس كورونا. أي المدارس ومراكز الرعاية النهارية مفتوحة حالياً في برلين وبراندنبورغ، ما لم يتم طلب الحجر الصحي للفصل أو المجموعة أو المنشأة بأكملها بسبب الإصابة بفيروس كورونا. قال مولر “سنبذل قصارى جهدنا لضمان بقاء المدارس ومراكز الرعاية النهارية مفتوحة”. تشمل المؤسسات التعليمة التي ستظل مفتوحة في براندنبورغ أيضاً الجامعات ومراكز تعليم الكبار, أعلن ذلك رئيس وزراء الولاية بعد المداولات في مؤتمر صحفي في مدينة بوتسدام.

البيع بالجملة والتجزئة

يجب أن يظل البيع بالجملة والتجزئة متاحاً أيضاً. على ألا يكون هناك أكثر من عميل/ زبون واحد لكل عشرة أمتار مربعة. مشروع قرار الحكومة الاتحادية كان يتحدث في الأصل عن 25 متراً مربعاً. ووفقاً لمعلومات من وكالة رويترز للأنباء، يجب أن تظل الشركات الصناعية والمناجر مفتوحة.

إغلاق المرافق الترفيهية

في المقابل سيتم حظر الأحداث التي تخدم الترفيه والتسلية إلى حد كبير في جميع أنحاء ألمانيا خلال الشهر المقبل. حيث يجب إغلاق المسارح ودور الأوبرا، وقاعات الحفلات الموسيقية اعتباراً من 2 تشرين الثاني/ نوفمبر حتى نهاية الشهر. وتشمل المرافق الترفيهية أيضاً المعارض التجارية ودور السينما والمتنزهات الترفيهية. كما سيتم حظر أحواض السباحة والساونا والحمامات الحرارية وكذلك نوادي اللياقة البدنية، فضلاً عن بيوت الدعارة والمرافق المماثلة. وبحسب معلومات وكالة الأنباء الألمانية تؤثر اللائحة أيضاً على الرياضات الترفيهية والهوايات.أما الرياضات الفردية فهي مستبعدة من الحظر كالركض لشخص واحد بمفرده. أما الرياضات الاحترافية ككرة القدم فستكون متاحة في الشهر المقبل لكن دون جمهور وهذا ينطبق أيضاً على الدوري الألماني.

المطاعم والمقاهي 

سيتم إغلاق المطاعم والحانات والنوادي والمراقص والمقاهي مؤقتاً. لا ينطبق ذلك على توصيل الوجبات للاستهلاك في المنزل ويجب السماح للمقاصف بالبقاء مفتوحة. في المقابل ستتلقى المطاعم تعويضات اتحادية. حيث وافقت الحكومة الاتحادية وحكومات الولايات يوم أمس الأربعاء على ذلك.

خدمات والسياحة 

سيتم أيضاً إغلاق استوديوهات التجميل ومحال التدليك ومحال الوشم لأنه لا يمكن الحفاظ على الحد الأدنى للمسافة فيها. أما العلاجات الضرورية طبياً على سبيل المثال من قبل أخصائي العلاج الطبيعي فلا تزال ممكنة. وكذلك مصففو الشعر. يجب حظر عروض الإقامة السياحية في ألمانيا. وهذا مسموح به فقط للأغراض الضرورية مثل رحلات العمل الإجبارية.

التجمعات والمعابد

أعلنت أنغيلا ميركل ورئيس وزراء بافاريا ماركوس سودر بعد المداولات، أنه لا ينبغي زيادة تشديد على الكنائس والمعابد والمساجد، وينطبق الشيء نفسه على المظاهرات. وأشار زودر إلى أن حرية الدين والتجمع يحميها بشكل خاص الدستور الألماني.

حماية المرضى والمحتاجين للرعاية

يجب أن تظل مؤسسات الرعاية الاجتماعية والشبابية والمؤسسات الاستشارية المماثلة مفتوحة. تريد الحكومة الاتحادية وحكومات الولايات حماية المرضى والمحتاجين للرعاية، وكبار السن، والأشخاص ذوي الإعاقة، ولا سيما من أزمة كورونا المتفاقمة. لذلك يجب توفير اختبارات كورونا السريعة لهؤلاء الأشخاص بسرعة  وبأولوية. لا ينبغي أن تؤدي الحماية الخاصة للمستشفيات ودور رعاية المسنين ومرافقهم والمعاقين إلى عزلة اجتماعية كاملة وفقاً لمعلومات وكالة الأنباء الألمانية حول القرارات.

نداء لجعل العمل في المنزل ممكناً

نظراً لارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا، تحث الحكومة الاتحادية وحكومات الولايات الشركات على تمكين العمل في المنزل حيثما كان ذلك ممكناً. كما أعلن يوم أمس الأربعاء أن الحكومة تخطط لمساعدة طارئة بمليارات اليوروهات للشركات المتضررة من الإغلاق المؤقت لاحتواء فيروس كورونا. حيث تتلقى الشركات والمؤسسات التي تتأثر بالإجراءات دعماً يصل إلى 75% من مبيعاتها مقارنةً  بتشرين الثاني/ نوفمبر 2019. هذا القاعدة يجب أن تنطبق على الشركات التي يصل عدد العاملين فيها إلى 50 شخصاً. كما يجب تحديد النسب المئوية بشأن الشركات الكبرة وفقاً للحدود العليا لمتطلبات المساعدة الحكومية ذات الصلة. تبلغ قيمة المساعدات 10 مليار دولار.

وبعد المشاورات الاتحادية الحكومية يوم أمس الأربعاء، شرحت المستشارة سياسة الحكومة الاتحادية بشأن فيروس كورونا للبوندستاغ اليوم الخميس، كما تريد حكومة برلين المحلية مناقشة القرارات اليوم ومن المتوقع مناقشة طويلة ومثيرة للجدل، ومن المقرر عقد مؤتمر صحفي في المساء لعرض القرارات التي تم التوصل لها.

Photo : Epd /Rolf Zoellner