18/09/2020

كورونا.. توقعات بخريف حافل بالتحديات في ألمانيا!

في مساء 18 مارس/ آذار الماضي، توجهت المستشارة أنجيلا ميركل بخطاب متلفز للشعب الألماني للحديث عن مواجهة وباء كورونا، والقيود الطارئة التي ستفرض للحد من انتشار العدوى! وقالت المستشارة حينها: “إنه أمر خطير، عليكم أخذ الأمر على محمل الجد”!

وتيرة سريعة ومحظورات مكسورة

يسابق علماء الفيروسات وعلماء الأوبئة وعلماء العدوى وغيرهم من العلماء الزمن لإنجاز أبحاثهم حول الفيروس بشكل أسرع، وضمن تعاون دولي وتحت ضغط عالٍ لم يسبق له مثيل! تتم الموافقة على تمويل الأبحاث في غضون مهلة قصيرة، ويتم نشر النتائج الأولى رقميًا دون فحص مسبق من قبل المجتمع العلمي، يكسر كبار الناشرين العلميين المحرمات، ويتيحون الدراسات على الإنترنت مجانًا! بهذه الطريقة، يمكن الوصول للمعلومات الأساسية حول الفيروس بسرعة كبيرة.

فجأة أصبح الباحثون في دائرة الضوء

الباحثون أصبحوا فجأة في دائرة الضوء، وعليهم التأقلم مع الاهتمام المفرط بكل ما يتعلق بأبحاثهم، ويتعين على السياسيين والإعلام والجمهور معرفة أن التناقض بتصريحات العلماء ونتائج الأبحاث ليس علامة ضعف، بل هو مبدأ مركزي للعمل العلمي! فمثلاً دعت أعلى سلطة للأوبئة في ألمانيا، معهد روبرت كوخ (RKI) لضرورة الالتزام بارتداء حماية الفم والأنف بداية أبريل الماضي، لتنصح الناس لاحقًا بعدم وضعه! لكن بعد ذلك تغير الموقف من الكمامة وبات وضعها مطلبًا أساسيًا يعرض المخالف للغرامة!

الأقنعة وحدها لا تكفي

من وجهة النظر العلمية اليوم، كان فرض مطلب الكمامة إضافة مفيدة للتدابير الوقائية الأخرى من الفيروس! ومع ذلك، خبراء معهد الأدوية والأجهزة الطبية الاتحادي (BfArM) يشددون على أن الكمامات المطابقة للمعايير الصحيحة هي فقط التي توفر الحماية الموثوقة، بخلاف بقية الأنواع الشائعة! بالإضافة إلى ذلك، يكون للأقنعة دور فعال فقط عند التقيد بتدابير أخرى كالحفاظ على مسافة التباعد، فدون هذه المسافة تصبح الكمامة أقل جدوى!

180 مشروع لتطوير اللقاح!

يعقد العالم أمله على إيجاد لقاح مضاد للفيروس، ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية (WHO)، يجري حاليًا تنفيذ حوالي 180 مشروعًا لتطوير اللقاح، منها 35 بمراحل متقدمة من الاختبار! وفي ألمانيا بدأت شركة BioNTech في ماينز، وشركة CureVac في توبنغن، تجاربهما السريرية على االمتطوعين البشر! ومع ذلك لا يعرف ما إذا كان اللقاح سيكون مناسبًا للجميع، ومتى يمكن توفيره بالأسواق! شيء واحد فقط يمكن أن يقال على وجه اليقين اليوم في ألمانيا: هذا الخريف يحمل تحديات واسعة للبلاد في مسألة وقف انتشار الوباء وإيجاد العلاج!

Photo:Hans-Juergen Bauer-EPD

Tagesschau