Image by USA-Reiseblogger from Pixabay
03/05/2020

في اليوم العالمي للصحافة.. “مهنة المتاعب” ضمير الشعوب

هي السلطة الرابعة، فبعد السلطات التشريعية والقضائية والتنفيذية، تأتي الصحافة كسلطة، وإن كان ذلك بشكل مجازي، للدلالة على تأثيرها في خلق رأي عام! كما تسمى مهنة المتاعب، وهي حقاً كذلك، ولا يدرك هذه الحقيقة سوى من عمل بالصحافة! لكن أين الصعوبة بأن تنقل خبرًا أو أن تقوم بمقابلة مع سياسي أو فنان؟ الخبر مسؤولية مهنية وأخلاقية وأحياناً قانونية على عاتق من يحرره، ناهيك عن صعوبات التغطية الميدانية للأحداث المهمة، وأحيانًا يضطر الصحفي للعمل مدة طويلة جداً، يواصل الليل بالنهار..

المتاعب تلاحق الصحفيين حتى في الدول التي تحترم حرية الصحافة وتكفل حقوق الصحفي، أما بالدول القمعية، فلا يمكن القول عنها متاعب بل مخاطر، إذ يمثل الصحفي الذي لا يملك سوى قلم أو كاميرا وميكرفون، خطرًا على تلك الأنظمة من اللصوص والقتلة، والحقيقة أنهم يرونه عدو لدود يجب محاربته بشتى أنواع التضليل.

الصحفي الجيد بالنسبة للأنظمة المستبدة، هو من يلعب دور المحامي ويدافع عن أي قراراتهم الجائرة، فعندما تقوم الحكومة بمشاريع تسرق قوت الشعب، على الصحفي “البوق” أن يظهر بوسائل الإعلام، ليبرر تلك السرقات والمشاريع الفاشلة، وكيف أنها تصب في مصلحة العباد والبلاد! وعندما يقوم النظام الحاكم بقتل أو اعتقال سياسي طالب بالحرية أو ناشط عمل على تطبيق حقوق الإنسان، يقع على عاتق صحفي النظام تشويه صورة هؤلاء الصحفيين المعارضين أمام الرأي العام، ووصفهم بالخونة والعملاء وأعداء الوطن! عندها تقوم السلطة المستبدة بترقية أصحاب الأقلام المأجورة لصالحها، وتغدق الأموال عليهم، أما الصحفي الذي ينقل الحقيقة، فإما أن يعتقل وتوجه إليه تهماً باطلة، أو يُقتل وتسجل القضية ضد مجهول..

الثالث من أيار/ مايو من كل عام، يحتفل العالم باليوم العالمي لحرية الصحافة، اليوم الذي حددته منظمة الأمم المتحدة للتربية والتعليم والثقافة (اليونسكو)، وهو يوم (إعلان ويندهوك)، ففي الفترة بين 23 نيسان/ ابريل و3 أيار/ مايو عام 1991، نظم الصحفيون الأفارقة حلقة دراسية تحت إشراف منظمة اليونسكو في ويندهوك عاصمة ناميبيا من أجل تنمية صحافة إفريقية مستقلة، وأعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة، بموجب قرار رسمي عام 1993 يوم الثالث من مايو/ أيار، يومًا عالمياً لحرية الصحافة، ويحتفل الصحفيون بهذا اليوم لتذكير حكوماتهم بالكف عن تقييد حرية التعبير، وللتذكير بالصحفيين الذين فقدوا حياتهم بسبب مواقفهم الوطنية وكتاباتهم العادلة، وكان من المقرر الإحتفال بالمناسبة الشهر الماضي في هولندا، إلا أن الإجراءات الحالية بسبب انتشار كورونا، أجلت الإحتقال إلى تشرين أول/ اكتوبر المقبل..

ياتي اليوم العالمي لحرية الصحافة، والدول العربية تتذيل الترتيب العالمي لحرية الصحافة، الذي يصدر كل سنة عن منظمة صحفيون بلا حدود، فمصر على سبيل المثال بالمركز 166 من أصل 180، أما السعودية فتحتل المركز 170، حيث تقوم السلطات باعتقال كل من ينتقد تصرفات العائلة المالكة، أما سوريا المحكومة من نظام شمولي قمعي فتحتل المركز 174، حيث إجراءات السطلة الحاكمة بحق الصحفيين من قمع واعتقال وتصفية، تفوق أي تصور.

في النهاية ورغم أنها مهنة المتاعب، غير أننا سنبقى كصحفيين أحرار، نسعى خلف الحقيقة، لأنها من حق الجميع..

Image by USA-Reiseblogger from Pixabay