Photo: Oranos Onib
05/04/2020

هل يمكن تطبيق إجراءات الوقاية من كورونا في الحضانة؟

قامت مربية بإحدى دور الرعاية النهارية بتصوير فيديو لها تستخدم فيه موب التنظيف للتربيت على رأس لعبة تشبه الطفل من على مسافة متر ونصف، ثم تستخدمه مرة أخرى لتغيير حفاض الطفل من على نفس البعد، كان الفيديو بمثابة محاولة من المربية لتوضيح استحالة الحفاظ على قيود المسافة.

استحالة تطبيق تعليمات المسافة

تعد مراكز الرعاية النهارية أحد الاستثناءات من الإغلاق في برلين، بالإضافة إلى المشافي والعيادات والسوبر ماركت والمطاعم بشروط، عندما ذهبت للتسوق من متاجر بيني وروسمان وليدل السبت الماضي، راقني النظام من قبل إدارة المتاجر ومن الزبائن أنفسهم، فإدارة السوبر ماركت وضعت حواجز بلاستيكية حول الكاشير، بينما وضعت علامات على الأرض لأجل التزام الزبائن بالمسافة، وبالفعل ما شاهدته التزام الزبائن طوعًا، ننتظر حتى ينتهي المشتري من أخذ السلعة ويبتعد ثم نذهب، ولكن كيف سيبدو الأمر بدور الرعاية النهارية حيث أطفال رضع لا يمكنهم التحكم بأنفسهم؟

مروة أ. تعمل مربية بقسم الـ Krippenbereich (من عام إلى عامين) بإحدى حضانات كرويتسبيرج تقول: “بالطبع هناك تخوف لإنه عملنا يقوم على الاحتكاك المباشر مع الأطفال خاصة من عمر عام إلى عامين، هل تعلمين كم مرة علي أن أنظف أنف الطفل في اليوم الواحد، وكم مرة يجب تغيير الحفاضات للأطفال؟”، تكمل مروة بأنه في الحضانة خاصة في مرحلة الأطفال الرضع من الصعب أن يبتعد الطفل عن المربية، فالأطفال دائمًا ما يلتصقون بالمربيات.. “دائمًا ما يسعل أو يعطس الطفل بوجه المربية، فهم يصابون كثيرًا بالرشح في هذا العمر، هذا أمر حتمي بينما نطعمهم ونغير حفاضاتهم، فنحن في تماس مباشر معهم طوال الوقت”.

نقص معايير الحماية

توجه مجموعة من العاملين والعاملات بدور الرعاية النهارية بعريضة عبر الإنترنت مقدمة إلى عمدة ولاية برلين ميشائيل موللر SPD وقع عليها حتى الآن 17.688 شخص، عرضت الورقة طبيعة المخاطر التي تتعرض لها العاملات والعاملين بدور الرعاية النهارية جراء الخوف من الإصابة بفيروس كورونا، وقال الموقعون: “العاملون بدور الرعاية النهارية لديهم أسر وأطفال أيضًا يخشون عليهم”. كما قارنت العريضة ما بين الحماية المقدمة للعاملين في البنوك حيث الشرائط الحاجزة التي تمنع دخول الزبائن، بينما يصعب توفير أدنى قدر من الحماية بدور الرعاية النهارية، كما عبرت العريضة عن الاستياء من الأسر التي يستطيع فيها أحد الأبويين رعاية الأطفال ويصر على إحضاره إلى الحضانة فقط لأن الطرف الآخر يعمل بوظيفة systemrelevant، تقول مروة: “بالفعل استاءت مديرة الحضانة التي أعمل بها عندما أحضر أب طلفلته فقط لأن زوجته مضطرة للعمل، ولكنه لا يعمل في الحقيقة، ووعدت بالحديث معه بألا يحضر الطفلة”.

معايير النظافة جزء من عمل المربيات

رغم شكوى مروة من عدم وجود أقنعة طبية حتى قبل يومين، إلا أنها أكدت أن معايير النظافة التي يتحدث عنها أهل الاختصاص الآن للحماية من فيروس كورونا، هي أمر طبيعي بالنسبة للمربيات طوال الوقت، ومن قبل انتشار الوباء.. “دائمًا كانت المطهرات موجودة بالغرفة وبكل خزانة، وكنا باستمرار نقوم بتعقيم أيدينا حتى أن يدي تضررت منذ بدأت العمل بالحضانة، دائمًا نغسل أيدينا ثم نرتدي القفازات وقت تغيير الحفاضات للأطفال، ثم نغسل أيدينا مرة أخرى بعد الانتهاء من تنظيف الأطفال”.

دوام الأبطال

مديرة دار الرعاية أرسلت في الأسبوع الأول من الأزمة رسالة للعاملات والعاملين أخبرتهم فيها، بأنها لن تجبر أحد على الذهاب إلى الحضانة، وأن من يريد التطوع فقط يمكنه الحضور، تقول مروة: “تطوعنا نحن خمسة مربيات للذهاب، ثم اكتشفنا بعد ذلك أن عدد الأطفال الذين يذهبون ليس كبيرًا، حيث انخفض عدد الأطفال من 30 بقسم الرضع إلى 5 أطفال، وأحيانًا كان يأتي طفلان فقط، فصممت المديرة جدولًا أسمته دوام الأبطال، بحيث لا تذهب المربيات الخمس كل يوم، الآن تذهب كل مربيتان معًا في اليوم الواحد، ثم تتبادلان مع بقية الزميلات خلال أيام الأسبوع”.