Photo:Amloud Alamir
15/11/2019

اللغات كوسيلة للتواصل أو الإقصاء في مجتمعات الهجرة

تلعب اللغة والتعليم دورًا مهمًا في سياق الهجرة، فهي وسيلة للفهم، وبنفس الوقت ربما تكون أداة للإقصاء من المشاركة الاجتماعية! وانطلاقاً هنا، انعقد المؤتمر السنوي الخاص باللغة والتعليم في 7 و8 نوفمبر/ تشرين الثاني 2019، حيث تطرق للعديد من التحديات التي يواجهها النظام التعليمي بتعامله مع قضايا الهجرة والتنوع وتعدد اللغات، بالاضافة الى طريقة تناول قضية الهجرة في السياسة التعليمية وعامل التفاوت الاجتماعي.

الظروف مصدر الهجرات

كانت حركات الهجرة في العقود الأخيرة مرتبطة بعمليات إنهاء الاستعمار والتطورات الاقتصادية والسياسية، تلك التغييرات أدت لتدفق أعداد هائلة من المهاجرين، منهم كهجرة عمالة، ومنهم كلاجئين هدفهم البحث عن مستقبل آمن وأفضل. البروفيسورة أنيت تريبل، من جامعة كارلسروه ركزت في حديثها على أن الهجرة ليست دائماً ناتجة عن قرارات ذاتية محضة للمهاجر، وإنما غالبا ما تكون انعكاس لظروف متنوعة.

الكثير من الألمان الجدد والذين لديهم خلفية هجرة لديهم رغبة بأن لا يتم التعاطي معهم على أساس جذورهم أو خلفيتهم، فاللغة أحياناً تكون أداة للتمييز والاقصاء، لكن ذلك ينطبق أيضاً على الألمان أنفسهم الذين اضطروا لتغيير أماكنهم، فمثلاً لغة الشمال الألماني تختلف عن لغة الجنوب، لكن أهمية ذلك عند طلاب المدارس له بعد آخر، الاختلاط بين الطلاب باختلاف خلفيتهم يرتكز على اللغة لخلق علاقات وتواصل مع المحيط، لذا تم انتقاد وجود صفوف خاصة باللاجئين أو المهاجرين في المدارس، فهي تحمل في طياتها عملية تمييز تجاههم، وهذا أمر اشكالي ومعقد، ومن المهم العمل على خلط مختلف مكونات المجتع في المدرسة، كما يمكن التمييز بين اللغة التعليمية واللغة الواقعية أو الحياتية، لغة المراهقين تختلف ويمكن تمييزها عن لغة الأطفال أو البالغين، فهي لغة ترتبط بالعمر أيضاً.

برنامج تدريب المدرسين والمدرسات

من المهم ادراك حدود اللغة ومعرفة امكانياتها، كيف يقدمها المعلمون في المدارس وآلية ايصالها بشكل صحيح للطلاب على اختلاف مشاربهم. فالكثير من الطلاب الذين لديهم خلفية هجرة يشعرون بالحرج للسؤال عن معنى كلمة أومصطلح. هنا يلعب الاستاذ الدور المهم في ايصالها بشكل صحيح لكافة الطلاب في الحصة التعليمية، وعدم الاستهزاء بهم!

في نفس السياق التعليمي، تحدثت البروفيسورة د. ميريام فوك، من جامعة بوتسدام عن برنامج المعلم اللاجئ، في محاولة لدمج المهاجرين واللاجئين، لتصبح مجموعة مدرسين ومدرسات مؤهلة، حيث تم تجاهل هذه الفئة الأكاديمية “المعلمون” لفترة طويلة في ألمانيا. يمنح هذا البرنامج المعلمين، الفرصة للعمل مرة أخرى في مهنتهم، خاصة مع النقص الكبير بالمدرسين والمدرسات على صعيد الولايات جميعها، ومن المهم الإشارة الى أن المدارس ليست مستعدة كفاية لدمج الأطفال اللاجئين والمراهقين.

يذكر أن جامعة بوتسدام تواصل منذ عام 2016 العمل على برنامج المعلمين اللاجئين، وهو برنامج تأهيلي ليكونوا قادرين على تلبية احتياجات مجتمع الهجرة.

Photo: Amloud Alamir