لماذا أديان من أجل السلام؟ وكيف يمكن أن تساهم الأديان في حل الصراعات؟ هل يوجد تجارب ما لإحلال السلام ؟ هل كان للقيادات الدينية المختلفة دور فيها؟ كيف يرى رجل الدين البوذي ما يحدث في ميانمار؟ ولماذا يحرص رجل دين يهودي على المشاركة؟ وكيف ترى قيادة دينية مسلمة دور المرأة؟ وكيف تمكنت أخت مسيحية من الوساطة في بلدها؟ وهل من الممكن أن تتحسن الأمور بوجود نسبة أكبر من القيادات الدينية النسائية؟ العديد من المشاركات والخبرات حرصت قيادات دينية على إخبارنا إياها من التجمع العاشر لأديان من أجل السلام الذي أقيم بمدينة لينداو في الفترة من 19 إلى 23 أغسطس/ آب الحالي:
- الأخت أجاثا تشيكيليوه، كاثوليكية والرئيس المشارك لأديان من أجل السلام بنيجيريا ورئيس مشارك لمجلس النساء المؤمنات: تأتي أهمية رجال الدين في إحلال السلام من خلال إشراكهم في الحوار ليعودوا إلى مجتمعاتهم للحديث مع الشباب من خلال الوعظ أو حتى الندوات، وهذا ما نفعله في نيجيريا في إطار مواجهتنا لبوكو حرام، حيث نحاول من خلال الحوار تعليم الشباب أنه هناك قنوات يمكن من خلالها التعبير عن قضاياهم ومشكلاتهم بعيدًا عن الانتقام.
- السيد بشير نكشدي سكرتير مجلس الأديان من دولة موريشيوس: متفائل برؤية أناس من مختلف الخلفيات الدينية والثقافية يحاولون إرساء السلام المستدام، والجميع يتحدث عن التسامح والعدالة والحب، وهذا شيء جميل لكن لا يجب أن نكتفي بالحديث فبمجرد انتهاء المؤتمر يعود الجميع إلى ثقافاتهم ودياناتهم ووظائفهم وفي النهاية كل منهم يرى أنه على حق وأنه المفضل بالنسبة للإله، وقد استغربت أن يتم الحديث عن حقوق الإنسان في هذا المؤتمر دونما ذكر أي شيء عما يحدث لمسلمي الصين أو ما يحدث بكشمير، فهم أيضًا “إنسان ولهم حقوق”.
- رجل الدين اليهودي الأرثوذكسي إلياس تشيتيسيميسكي: من بيرو والمدير الإقليمي لأديان من أجل السلام لأمريكا اللاتينية والكاريبي: كوني يهودي ساعدني في عملي، أولًا: لأننا كيهود لدينا خبرة في كيفية مواجهة الكراهية ويمكننا أن نعرض خبراتنا فلدينا اهتمام مشترك فيما يتعلق بمواجهة العنصرية ومعاداة السامية والإسلاموفوبيا، والخوف المرضي من الأجانب، وثانيًا: لأننا أقلية صغيرة في العالم، وهناك العديد من سوء الفهم لليهود، فمثل هذا المؤتمر يتيح لنا الحوار وفهم أفضل للعديد من الأمور.
- دكتور برندر سينج، سيخي ورئيس مشارك لأديان من أجل السلام بالمملكة المتحدة: ما يهمني من المؤتمر هذه المرة هو النقطة الأولى بالأجندة وهي ميثاق السلام للمسامحة والمصالحة، فلا يمكن تحقيق السلام المستدام إلا بالمسامحة، وأما فيما يتعلق بالهند فهناك حب بين الناس أكثر من الكراهية ولكن الحب لا يصنع خبرًا، لذا أصبحنا نعيش في خوف بسبب ما ينشر على السوشيال ميديا.
- الحاجة فريدة جينشازلان من أتباع الطريقة النقشبندية، ورئيسة المجلس الأوروبي للصوفية والأديان: أنا غير مقتنعة أن المرأة قائدة أفضل من الرجل وغير متأكدة أنها كانت ستؤدي بشكل أفضل لو تصدرت المشهد فنحن في عالم تقوده وتدمره الرأسماية ويتصدره الرجال، لكن بشكل عام النساء لديهن مرونة ودبلوماسية أكثر فهكذا خلقهن الله، وأظن أنهن مؤهلات لذلك بحكم خبراتهن كمعلمات وتربويات وقائدات في أسرهن.
- القس صونج جان من القسم الديني العسكري الخاص لنظام جونج للبوذية الكورية من كوريا الجنوبية: تقوم البوذية على فكرة التعاطف، ومبدؤنا الأساسي هو “لكل دينه المختلف والكرامة لكل البشر”، إن ما يحدث للروهينجا في ميانمار لشيء محزن، ولكي نحل هذه المشكلة علينا أن نؤسس لحوار بين البوذيين والمسلمين هناك، وعلينا أيضًا أن نشرك الديانات الأخرى في النقاش، ولكن المهم في هذه العملية هو التركيز على فهم الخلفيات الثقافية والتاريخية لكل الأطراف لعله يساهم في حل المشكلة.
- دكتور دانيال عبد الخالق من الدروز الموحدين، رئيس جمعية معًا من أجل الإنسان، ومدرس بجامعة القديس يوسف بلبنان: دورنا كرجال دين هو التوجيه الأخلاقي والدفع في زيادة المكون الأخلاقي في السياسة العالمية، ويمكن لرجال الدين استغلال كونهم مفاتيح انتخابية لبعض السياسيين ويضغطوا عليهم لأجل ذلك…. لا، لا أرى خطورة من تدخل الدين بالسياسة لأنه تدخل محمود والدين والسياسة متداخلين بالأساس ولا يمكن لأحد أن يفصل بينهما إلا إن كان طوباويًا، المهم ألا يسمح لرجال السياسة باستغلال النفوذ الديني وألا يصل رجال الدين لمناصبهم عبر السياسة، المهم أن يتكاملا في خدمة الإنسانية…!
- دكتور أحمد مبلغي، شيعي ومدرس فقه في الحوزة العلمية من إيران: تنحصر أهم أسباب العصبية في إهمال الرؤى الاجتماعية القرآنية والتركيز فقط على بعض الآداب والطقوس والتعاليم بشكل فردي ومنعزل، ما ترتب عليه الاختلافات الفكرية وبالتالي الصراعات الدامية بين أفراد المجتمع، ويجب الانطلاق من الآية: “شرع لكم .. أن أقيموا الدين” وتكمن مشكلة الدواعش في أنهم جعلوا الدين لإقامة الشريعة ولكن الصحيح هو العكس بمعنى أن يكون الدين هو الأصل والشريعة لإقامة الدين…. ولا أرى أن صراعات الشرق الأوسط بين السنة والشيعة سببها ديني ولكنها ترتدي لباسًا دينيًا، كما أنها ليست صراعات عصية على الحل، وفي النهاية هناك خط أحمر لابد من مراعاته وهو مصالح الأمة الإسلامية سنة وشيعة..
Fotos: Asmaa Yousuf