Foto: Markus Wachter
07/03/2019

لماذا الثامن من مارس عطلة رسمية في برلين؟

كامرأة أعجبتني فكرة الإضراب عن العمل في اليوم العالمي للمرأة الثامن مارس، والذي يوافق هذا العام يوم جمعة، فقد يكون من الجيد التوقف عن العمل لمدة ساعتين أو ثلاث كنوع من لفت الانتباه للكثير من قضايا المرأة في العالم، حسن إذن، سوف أترك زملائي الرجال في أمل برلين وأضرب عن العمل وأخرج إلى المشاركة في التظاهرات، ماذا؟ قامت حكومة برلين بإعلان الثامن من مارس عطلة رسمية؟ ورغم سعادتي بالعطلة لكن عكر ذلك علي فرصة الإضراب بينما يعمل جميع الزملاء من الذكور، وفي محاولة لفهم لم أفسدوا علي إضرابي المنتظر، نأخذكم في رحلة قصيرة مع في السطور القادمة مع السيدة/ كاتينا شوبرت زعيمة اليسار في برلين وعضو برلمان ولاية برلين عن حزب اليسار، لتخبرنا عن كيفية وأسباب إعلان الثامن من مارس عطلة رسمية

فما هي قصة عطلة الثامن من مارس؟

برلين لديها عدد من العطل أقل من بقية الولايات، فبرلين لديها فقط 9 عطلات رسمية بينما بافاريا لديها 13، وهذا غير عادل لأن ذلك يعني أن البرلينيين عليهم أن يعملوا لأيام أكثر من بعض الولايات الأخرى ويحصلوا على نفس الراتب، من هنا جاءت الفكرة لليسار في برلين لاقتراح عطلة رسمية وكان هذا منذ حوالي العام والنصف، “وبدأنا بالفعل الحديث إلى شركاءنا في التحالف الحاكم بولاية برلين عن عطلة رسمية إضافية”.

الأيام البديلة المقترحة

بعد اقتراح إضافة عطلة رسمية لمدينة برلين، لم يعلم الخضر في البداية أي يوم تحديدًا يريدون، واقترح جزء من الاشتراكي الديمقراطي يوم 18 مارس كتخليد لذكرى بداية الثورة الألمانية الأولى عام 1848، وجزء آخر من الاشتراكي الديمقراطي فضلوا الثامن من مايو تخليدًا ليوم الاستسلام والتحرر من الفاشية عام 1945، ومجموعة ثالثة من الاشتراكي الديمقراطي اقترحوا 8 مارس اليوم العالمي للمرأة ووجدت نساء حزب اليسار الفكرة جيدة وأيدنها. وضمن حزب اليسار مطلب أن يصبح الثامن من مارس عطلة رسميه برنامجه على المستوى الاتحادي.

لا مزيد من العطلات الدينية

وفي إطار النقاش الذي استمر لمدة عام تقريبًا اقترح بعض المحافظين في برلين يوم 31 من أكتوبر احتفالًا بذكرى ثورة الإصلاح الديني التي قادها مارتن لوثر عام 1517، “ولكنه كان من الواضح أننا لا نريد المزيد من العطلات الدينية في برلين، وأننا نريد عطلة تنتمي إلى برلين ومهمة لنا هنا في برلين”.

تواريخ لا يمكن الاحتفال بها

الآن نأتي إلى التاسع من نوفمبر والذي اقترحه البعض باعتباره يومًا هامًا في تاريخ ألمانيا حيث بدأت الجمهورية عام1918، ويمثل رمزية لسقوط حائط برلين وهو يوم آخر هام في تاريخ ألمانيا، ولكنه كان بداية اضطهاد اليهود في ألمانيا فيما عرف بليلة الزجاج المكسور أو كما يطلق عليه بعض الألمان ليلة المذبحة (Reichspogromnacht) حيث قام النازيون بمهاجمة كل ما يخص اليهود من معابد ومنازل ومحال تجارية، وبالتالي “فهو يوم يمكن أن نخصصه كيوم لتذكر ما حدث ولكن ليس للاحتفال”.

وبهذا لم يتبق سوى الثامن من مارس والثامن عشر من مارس والثامن من مايو (والذي سيكون عطلة رسمية لمرة واحدة في كل ألمانيا العام القادم بمناسبة مرور 75 عام على التحرر من الفاشية)، “وبعد عام من النقاش كان لابد أن يتم الاتفاق على يوم العطلة، وقررنا في حزب اليسار أن نبدأ بفتح الإجراءات باقتراح الثامن من مارس ووافق الاشتراكي الديمقراطي والخضر، واكتملت الإجراءات وتم الاتفاق على الثامن من مارس.

لماذا تضرب النساء في العالم في الثامن من مارس؟

وتعد إضرابات النساء حوال العالم بمثابة نوع من الدعوة إلى النقاشات المدنية حول قضايا المرأة كالمساواة والنضال ضد العنف والتمييز الذكوري في المجتمعات، “شهد العام الماضي إضرابات كبيرة شاركت فيها الملايين من النساء، ولكن ألمانيا لديها تقاليد مختلفة بخصوص الإضرابات، فالإضرابات هنا مقيدة جدًا بقوانين محددة، فمن الصعوبة الإضراب بدون قيام اتحاد العمال بعمل موائمات ومفاوضات أولًا مع أصحاب العمل، وبالتالي فمن الصعب القيام بالإضراب كنشاط سياسي، لذا قد يكون من الجيد أن يصبح الثامن من مارس عطلة رسمية، وبالتالي زيادة احتمالات المشاركة في بقية الفعاليات خاصة التظاهرات المنادية بالمزيد من المساواة ورفض العنف والتراتبية الذكورية”.

أمل برلين | تقرير وإعداد: أسماء يوسف
Photo: Katina’s office