Photo: Amloud Almir
25/08/2018

العبور.. عرض راقص “يعبرنا ونعبره” لساشا فالتز

العبور هو العرض الراقص الجديد لساشا فالتز الذي لا يعترف بالحدود ولا يقدم للمتفرج عرضاً سهلاً أو بسيطاً، بل يستفز كل خلية بك لتعرف من أنت وما هو دورك في هذا العرض؟

تدخل القاعة المظلمة، ضباب يعيق الرؤية، تدريجياً يدخل المزيد من المشاهدين، ينتشروا في المكان  لتتكشف الرؤية رويداً رويداً، في القاعة تجد أشخاص في صناديق زجاجية طويلة يسقط الضوء عليها، في البداية تظنهم تماثيل لكن سرعان ما تكتشف أنهم بشر، لكن الصناديق أكسبتهم شكلاً آخر، أسقطت عنهم انسانيتهم.  تتنقل بين الصناديق مع راقصين أو ممثلين يرتدون ملابس خيطت بشكل عشوائي، لا يفصل بينكم ستار أو منصة الكل على احتكاك مع الكل، بعد دقائق يتبادل الراقصون الأدوار، بين من هم داخل الصناديق ومن هم خارجها، ربما هي إشارة أن كل شخص في حالة ما أو في موقف ما سيكون داخل هذا الصندوق الزجاجي وسيكون عرضة للفرجة هو وآلامه.

العبور  (Exodos)

استمر العرض لساعتين ونصف تقريباً بحركة مستمرة للراقصين في القاعة تارة يرغموك على المشاركة وتارة ترغب أنت بذلك لوحدك، لا تستطيع ان تجد أماكن ثابتة، امرأة ترضع هيكلاً بشرياً صغيراً ربما ابنها، ثم تطلب قليلاً من الطعام ممن يعبر بها، يرتمي في أحضانها رجل يبغى الخلاص، لتحمله مع طفلها. امرأة أُخرى تغزل من الحبال دائرة تسكنها، وأُخرى تجر حذاء خلفها لن يوصلها الى مكان … مشاهد متفرقة في الساعة الأولى. ثم يتدفق العرض كموج لا يتوقف بمكان،  ترى حالات مختلفة من العبور (Exodos) عنوان العرض، من الممكن أن يكون عبور من مكان لآخر،  من زمن أو من مرحلة لأخرى  ومن فكرة لأخرى وحتى من حياة لأخرى أو من موت لآخر. هي حدودٌ  ترغب بتجاوزها كيفما كانت، هناك عبور ناجم عن ذعر جماعي، فترى سلاسل بشرية كإشارة لموجة اللاجئين، وقد يكون ناتج عن رغبة بالانعتاق من الآني والبحث عن الأفضل، يحظى البعض بعبور صعب أو موجع وأحياناً أُخرى يكون عبوراً فاشلاً مأزوماً هو العبور أو الانتقال بكل ما للكلمة من تنوع بالحالات وبالمعاني منتهياً بوصول لكن ليس دائماً الى المبتغى.

المدينة الفاضلة (يوتوبيا)

 تقدم ساشا فالتز(55 عاماً) في عرضها “اكسودوس” الجسم الجماعي لأولئك الذين يخرجون للغوص في بعضهم البعض هاربين من أنفسهم، في محاولة لإيجاد طريق للخروج من الفضاء المادي واختراق مساحات الصوت والضوء. ربما فكروا بالنجاة لكن إن كنت تفكر بخلاص فردي، هو أسهل بكثير مما لوكنت تفكر بالخلاص الجماعي والذي أساسه التخلص من التفكير داخل الصندوق ضمن أطر وثوابت وضعها غيرك في زمن غير زمانك، هذا يتطلب ارادة جماعية ثورية ليتحقق التغيير والوصول الى اليوتوبيا والتي نادى بها الراقصون في النهاية.”يوتوبيا” مصطلح يصف المدينة الفاضلة التي تتمتع بكل القيم النبيلة من العدل والمساواة ونبذ الفقر والبؤس، وأصلها من كتاب يوتوبيا المنشور في عام 1516 من تأليف توماس مور واعتمد في أفكار مدينته الفاضلة على أفكار أفلاطون في كتاب الجمهورية.

يُقام هذا العرض في راديال سيستم في برلين بمناسبة الذكرى ال 25 ل Sasha Waltz & Guests  لمزيد من المعلومات عن العرض يمكنكم زيارة الموقع هنا.

أمل برلين- اعداد وتقرير: أملود الأمير
Photos: Amloud Alamir