©Asmaa Yousuf
27/08/2017

من منبج إلى برلين.. مشروع سكني يتسع لـ 1000 شخص

شقق سكنية، محلات تجارية، صالات للرياضة والأنشطة الفنية، كان كل هذا وأكثر ضمن مخطط المشروع السكني الذي أعدته مؤسسة Plus50 ليبنى في مدينة منبج السورية قرب حلب عام 2010. لكن اندلاع الثورة هناك أوقف المشروع، وبقيت المخططات حبيسة الأدراج هنا في برلين.

نفس الفكرة لكن بمكان مختلف!

غير أن مجيء آلاف اللاجئين إلى ألمانيا، وتحديداً من سوريا، دفع صاحب الفكرة والمشروع إلى العمل على بناء مخططه السكني في برلين، بهدف إيواء القادمين الجدد والعمل على تعزيز اندماجهم عبر بعض التعديلات التي أدخلها على مشروع منبج السكني، ليصبح أكثر ملائمة لكيفية البناء هنا في ألمانيا.

صاحب المشروع هورست غنتسيهاوزن وزميلته في المكتب

صاحب المشروع هورست غنتسيهاوزن وزميلته في المكتب

يقول صاحب الفكرة ومهندس المشروع هورست غنتسيهاوزن: “نحن 3 مهندسين معماريين نعيش بالفعل في ألمانيا، اثنان من سوريا وأنا ألماني، جلسنا معًا وعملنا معًا، ولدينا تصاميم الوحدات السكنية المنخفضة التكلفة الإنشائية”. ويضيف أنه تم تعديل التصاميم التي كانت معدة للبناء في منبج بما يتناسب مع الطراز العمراني الأوروبي. ويؤكد غنتسيهاوزن: “نريد تدريب وتأهيل كوادر تنفيذية حتى يتمكن المشروع من الاعتماد على ذاته، ويمكن تحقيق ذلك من خلال اسهام اللاجئين في بناء المشروع، وبهذا أيضاَ يمكنهم مستقبلاً إعادة اعمار بلدهم من خلال الخبرات التي اكتسبوها هنا”.

ليس مجرد مكان للسكن

ويتابع غنتسيهاوزن الحديث عن مشروعه السكني: “من المقرر أن يتسع المجمع لإسكان 1000 شخص، هؤلاء يمكنهم اللقاء وتبادل الخبرات مع جيرانهم الألمان من خلال أعمال البستنة ضمن ساحات المشروع للزراعة، وأيضاً يمكنهم إعداد الطعام معاً في مقهى اللغات أو المسمى بافليون، والذي صمم ليتسع لأكثر من 500 شخص”.

وحول الموقف الحكومي والدعم للمشروع قال غنتسيهاوزن: “حكومة برلين أعلنت أنها ستدعم المشروع، والآن نحن نبحث عن قطعة أرض، بعد ذلك سوف نضع خطة العمل، ونريد أن ننجزها هذا العام، وسوف نبدأ أعمال البناء بحلول العام القادم”.. وعن تمويل المشروع ونفقات البناء قال غنتسيهاوزن: “التمويل سيكون خاصاً، ونحن نبحث عن ممولين للمشروع، ربما يمكن أن نحصل على ذلك من جهات مهتمة بدعم اللاجئين في دول الخليج العربي”.

218 شقة سكنية تتسع لألف شخص

المشروع بالصحافة الألمانية

المشروع بالصحافة الألمانية

لكن هل يمكن القول أن هذا المشروع أشبه ما يكون بـ “غيتو”، أي تجميع اللاجئين بوحدات سكنية خاصة وفصلهم عن محيطهم؟ يجيب غنتسيهاوزن: “بالطبع المشروع موجه لإسكان اللاجئين من مختلف الجنسيات، لكنه أيضاً سيتيح السكن للألمان، ربما بنسبة 5 بالمائة، لكن الهدف من مقهى بافليون وغيره من نشاطات وفعاليات اجتماعية ضمن المشروع هو تفعيل الاندماج، وتفعيل عملية التعلم المتبادل، والاطلاع على ثقافة الآخر، ثم أن سكان المشروع يمكنهم الاختلاط بالناس في كل المدينة وليس فقط ضمن وحداتهم السكنية”.

يتألف المجمع السكني من طابق أرضي يضم محلات تجارية و روضة للأطفال ومدرسة، أما الطابق الثاني والثالث فهما مخصصان للشقق السكنية (218) شقة. الطابق العلوي مساحته 6000 متر مربع متصلة ببعضها، إضافة إلى 2500 متر مربع كأحواض زراعية. بهو المجمع سيحمل أسم (بافيلون) وهو مكان مخصص للفعاليات والنشاطات الثقافية والاجتماعية المختلفة. لمزيد من المعلومات وكيفية الإشتراك في المشروع اضغط هنا.

Photo: Asmaa Yousuf