Foto: Böllstiftung
14/12/2016

كاتبة ألمانية: النظام السوري يمارس إرهاب دولة

قالت الصحفية والكاتبة الألمانية كريستين هيلبيرغ أن ما دفعها قبل سنوات لتأليف كتاب (سورية بؤرة توتر.. نظرة في عمق بلد مغلق) وكتابها الأخير (السوريين بيننا.. نظرة مشوهة)، هو إحساسها بضرورة تعريف الألمان بطبيعة نظام الحكم والمجتمع السوري. وأضافت أنها وجهت الكتاب للقارئ الألماني العادي، ليتمكن من تشكيل صورة واضحة عن سورية قبل قيام الثورة عام 2011.

عرضت هيلبيرغ كتابها الأول على عدة دور نشر ألمانية، ولاقت صعوبة في اقناع هؤلاء بنشر الكتاب، إذ أن الوضع السوري لم يكن مهماً لهم آنذاك. وبعد عدة محاولات، وافقت إحدى دور النشر على طباعة الكتاب، وتزامن التحضير للطباعة مع اندلاع الثورة في سورية، ما أعطى الكتاب أهمية مضاعفة وساهم في انتشاره بشكل واسع.. “أصبحت سورية محط أنظار العالم”!.

Im Interview beschreibt die Journalistin Kristin Helberg, wieso sie es für einen Fehler hält, dass westliche Regierungen heute wieder mit dem syrischen Regime zusammenarbeiten wollen. Präsident Baschar al-Assad ist nit Teil der Lösung des Syrienkonfliktes, er ist dessen Ursache

  • ماذا حصل في سورية؟

قالت هيليبرغ إنها في محاضراتها تشرح تفاصيل الثورة السورية، كالتسميات التي أطلقها الثوار أسبوعيا كعنوان لمظاهراتهم فترة الحراك السلمي، وتركز أن الثورة بدأت بنشاط مدني من قبل شباب سلمي للغاية.. “الثورة في حقيقتها ليست مسلحة أو كما يروج لها إعلامياَ على أنها حرب طائفية”، وكان الحضور يستغرب كلام هيلبيرغ حول سلمية الثورة السورية!.

وتشدد هيليبرغ في محاضراتها على أنه يجب فهم ما يلي: “لماذا خرج الناس إلى الشوارع وطالبوا بإسقاط النظام السوري؟”، فحتى نوقف الحرب السورية يجب أن نفهم السوريين أكثر، ويجب أن نعلم كيف قامت الثورة.. “المشكلة السورية مشكلة قديمة، أي منذ تسلم حافظ الأسد السلطة وارتكب المجازر في سبيل الحفاظ عليها، كمجزرة حماة مطلع ثمانيات القرن الماضي”. ورأت هيليبرغ أنه حتى لو وقف العالم إلى جانب بشار الأسد، فإن ذلك لن يوقف الحرب، لأن المهم كيف ينظر الإنسان السوري لهذا الصراع، وأضافت: “حتى لو اتفقت أمريكا وروسيا على بقاء الأسد، الشعب السوري لن يقبل بذلك”.

  • لن يقضي على داعش إلا.. السنّة!

ترى كرستين هيلبيرغ أن المسلمين السنَة هم الأقدر على كشف أكاذيب وادعاءات داعش المنافية للإسلام، ومن ثم القضاء على هذا التنظيم المتطرف.. “أمريكا وأوروبا تسعيان للقضاء على التنظيمات الإرهابية وأولها داعش، وذلك بسبب شعورهم بالخطر المباشر من هذا التنظيم، أما الإنسان السوري داخل وطنه، فهو يرى طائرات التحالف الدولي تقصف داعش بحجة مكافحة الإرهاب، ولا تقوم بأي عمل تجاه الممارسات والمجازر التي يرتكبها الأسد بحق الشعب السوري، وهي ممارسات ترقى لأن توصف بإرهاب دولة”

  • الأسد والمتطرفين وتبادل الأدوار!

“عمل نظام الأسد على تفريق المجتمع السوري، واستثمر الإسلاميين المتشددين لتحقيق ذلك”، قالت هيلبيرغ وأضافت: “العدو الحقيقي والأخطر بالنسبة للأسد هو الإسلامي المعتدل وليس الإسلامي المتشدد، فهذا الأخير يتيح للنظام السوري بأن يتعامل معه بالقوة، ويعطيه الذريعة أمام الرأي العام العالمي.. الإسلامي المعتدل هو العدو الحقيقي للأسد، إذ يحرمه من حجة محاربة الإرهاب”.

وتابعت هيلبيرغ: “بداية الثورة قام النظام السوري بإفراغ السجون من المتشددين كما فعل في سجن صيدنايا، حيث أفرج عن 1500 إسلامي متشدد في فبراير ومارس من عام 2011، هذا يدل أن النظام كان لديه مخطط لاستثمار هؤلاء في القضاء على الاحتجاجات”.. وأضافت هيلبيرغ: “الأمن السوري لديه علاقات قوية مع هؤلاء المتطرفين، عدد كبير منهم قاتل في العراق ضد أمريكا بمباركة من مخابرات الأسد، وعندما عادوا إلى سورية، قامت هذه المخابرات باعتقالهم”.. وختمت هيلبيرغ بالقول: “كان هدف نظام الأسد من الإفراج عن الإسلاميين المتشددين هو تحويل الثورة ضده إلى جهاد إسلامي، وإظهارها أمام العالم بأنها عبارة عن تطرف إسلامي، وإرهاب يجب القضاء عليه”.

يذكر أن الكاتبة الألمانية كريستين هيلبيرغ عاشت في سورية نحو سبع سنوات قبل اندلاع الثورة، وعملت خلال تلك المدة كمراسلة صحفية.

 أنس الخبير | أمل برلين

Foto: Böllstiftung