استضافت العاصمة الألمانية برلين، في الفترة من 19 إلى 21 مايو 2025، النسخة الثامنة والعشرين من الملتقى الاقتصادي العربي الألماني، الذي نظمته الغرفة العربية الألمانية للتجارة والصناعة. جمع هذا الحدث السنوي نخبة من صناع القرار وقادة الأعمال من الدول العربية وألمانيا، وقدم منصة حيوية لتبادل الأفكار وبناء شراكات استراتيجية.
سوريا على طاولة النقاش: ولادة جديدة ومسار نحو التعافي
من أبرز فعاليات الملتقى كانت الجلسة الخاصة بمناقشة الوضع في سوريا، حيث تركز النقاش على التغيرات التي شهدتها البلاد خلال الأشهر الستة الماضية، والتي وصفها المشاركون بأنها تمثل “ولادة جديدة” لسوريا بعد سنوات طويلة من الأزمة والدمار.
أشار الحضور إلى أن سوريا تسعى اليوم لإعادة بناء علاقاتها مع المجتمع الدولي برؤية جديدة ترتكز على الانفتاح والتعاون، مع التركيز على سيادة القانون والعدالة. وأكدوا أن هذه المرحلة تتطلب دعماً دولياً مكثفاً لتعزيز الاستقرار وتحقيق التنمية المستدامة في البلاد. وقد أعرب المشاركون في الجلسة عن رغبتهم في عقد اجتماع مستقبلي مخصص لمناقشة الوضع في سوريا بعمق أكبر، بهدف تعزيز الحوار واستكشاف فرص التعاون العملي بين الجانبين العربي والألماني.
رؤى حول الاستثمار وإعادة الإعمار: منظور ألماني- سوري
في لقاء خاص مع السيد أولاف هوفمان، رئيس الغرفة العربية الألمانية للتجارة والصناعة. تحدث عن رؤيته لفرص الاستثمار وإعادة الإعمار في سوريا. أشار هوفمان إلى أن رفع العقوبات الأمريكية مؤخراً، وتوجه حكومات أخرى لرفع العقوبات، يمثل نقطة تحول مهمة لبدء دوران عجلة الاقتصاد السوري وأضاف هوفمان: “بصفتي رجل أعمال، لم نغادر سوريا تماماً. كان لدينا دائماً مكتب اتصال في دمشق، لكننا لم نكن نشطين بالكامل. الآن يمكننا التفعيل مرة أخرى وقد أعددنا أشياء مختلفة لسوريا”.

مشيراً إلى التحديات، أوضح هوفمان: “سوريا مرت بعقد من الدمار. هناك شبكة الجيل الخامس (5G) الآن، لكن الكثير دمّر. لذا، إذا سألت ما هو المطلوب في سوريا من حيث البنية التحتية، فكل شيء”. وفي ختام حديثه، أكد هوفمان على الاستعداد الألماني، قائلاً: “الاقتصاد الألماني مستعد للقيام بالخطوة الأولى. نحن مستعدون للذهاب إلى سوريا. من المهم جداً هنا أن نتحالف مع السياسة الألمانية ونذهب معاً إلى دمشق”.
شخصيات بارزة وحوارات مرتقبة
شهدت الجلسة حضوراً رفيع المستوى لعدد من الشخصيات الهامة، ما عكس الأهمية المتزايدة للنقاش حول مستقبل سوريا. كان من بين الحضور:

المبعوث الألماني إلى سوريا، ستيفان شنيك. ومحمد هيكل، رجل أعمال سوري بارز ومقيم في الإمارات العربية المتحدة، يشغل منصب رئيس مجلس إدارة مجموعة هيكل ورئيس مجلس إدارة شركة ترانستك سيستمز. ويُعرف بأنه والد عبد السلام هيكل، وزير الاتصالات والتقانة في الحكومة السورية الانتقالية منذ 29 مارس 2025.
وأيضًا روبا هاشم، خبيرة سورية في التحول الرقمي ونجاح العملاء. تشغل حالياً منصب المديرة الإقليمية لـ “Modern Work & Copilot – Customer Success” في مايكروسوفت لمنطقة أوروبا الوسطى والشرقية، الشرق الأوسط وأفريقيا. تتمتع بخبرة تزيد عن 16 عاماً في مايكروسوفت، وهي أيضاً عضو فاعل في مجلس إدارة “التحالف السوري الأمريكي للسلام والازدهار” (SAAPP). وهي منظمة غير ربحية تعمل على تعزيز الشراكة بين المجتمعين السوري والأمريكي.
الدكتور عبد الكريم خوندة، القائم بالأعمال في السفارة السورية ببرلين.

أنيت شماس (Annette Chammas)، مسؤولة ألمانية بارزة تشغل منصب رئيسة قسم الشرق الأوسط II في وزارة التعاون الاقتصادي والتنمية الفيدرالية الألمانية (BMZ). حيث تلعب دوراً محورياً في صياغة وتنفيذ سياسات التنمية الألمانية المتعلقة بملفات سوريا والعراق. وإلى جانب هذه الشخصيات، شارك العديد من الفاعلين البارزين الآخرين في النقاش. ما أثرى الحوار وقدم رؤى متعددة حول سبل دعم التعافي السوري.
لقاءات مصورة حصرية قادمة على أمل برلين
ترقبوا بث اللقاءات المصورة الكاملة والحصرية مع كل من محمد هيكل، وروبا هاشم، وأولاف هوفمان قريباً على موقع أمل برلين. ستتناول هذه المقابلات المتعمقة المزيد من التفاصيل حول رؤاهم لمستقبل سوريا. واستراتيجيات دعم جهود إعادة الإعمار، والدور الذي يمكن أن يلعبه المجتمع الدولي والاقتصاد الألماني في هذه المرحلة الحاسمة.