دعا وزير الداخلية الاتحادي ألكسندر دوبريندت إلى إدراج موضوع الاستعداد للأزمات ضمن المناهج الدراسية، بهدف مساعدة الطلاب على التعامل الواعي مع المواقف الطارئة. وأوضح الوزير أن الهدف ليس التخويف، بل نشر ثقافة الحذر والمعرفة العملية، مؤكداً أن “الأطفال والشباب يمكن أن يكونوا وسطاء مهمين في نقل المعرفة إلى عائلاتهم”. واقترح دوبريندت تخصيص حصتين دراسيتين سنوياً لبحث سيناريوهات الأزمات المحتملة وكيفية التصرف السليم في مثل هذه المواقف.
مواقف متباينة من المبادرة
أثارت الفكرة نقاشاً واسعاً داخل الأوساط السياسية. إذ أعربت نيكول غولكه من حزب اليسار عن قلقها من أن يؤدي هذا الطرح إلى خلق أجواء من الخوف بين الطلاب، مؤكدة ضرورة الحفاظ على المدارس كأماكن آمنة يشعر فيها الأطفال بالطمأنينة.أما حزب البديل من أجل ألمانيا (AfD) فقد وجّه انتقاداً أكثر حدة، معتبراً أن المبادرة تُضفي طابعاً عسكرياً على التعليم العام.
في المقابل، أبدى حزب الخضر تفهمه للفكرة، معتبراً أن رفع الوعي بطرق التصرف في الأزمات خطوة مهمة، لكنه شدد على ضرورة أن تكون الجهود شاملة، مقترحاً جعل “يوم التحذير الوطني” مناسبة تدريبية واسعة لجميع السكان.
نحو مفهوم شامل للحماية المدنية
أعلن دوبريندت عن نية وزارته إعداد “ميثاق جديد للحماية المدنية”، يهدف إلى تعزيز الاستعداد المجتمعي لمختلف أنواع الأزمات. وأوضح أن هذا لا يعني القلق أو الشك، بل التحضير المسبق والتصرف الواعي. ويتضمن المفهوم خططاً لتحسين أنظمة الإنذار، واستخدام الملاجئ العامة مثل مواقف السيارات أو الأقبية، بالإضافة إلى تشجيع الناس على الاحتفاظ بمواد أساسية تكفي لبضعة أيام. “وجود مؤن بسيطة، ومصباح يدوي، وبطاريات، وراديو يدوي لا يعني أنك قلق، بل يعني أنك مستعد”. وأضاف أن الإقبال الكبير على دليل الحماية المدنية الجديد يعكس رغبة الناس في معرفة كيفية التصرف السليم في الأزمات.
كتيب الاستعدادات للحالات الطارئة
يعتبر دليل الحماية المدنية الجديد أن الاستعداد المسبق لا يعني الخوف، بل هو تصرف مسؤول يساعد في تقليل التوتر عند وقوع المواقف غير المتوقعة. فقد تنقطع الكهرباء أو الماء أو خدمات الاتصالات لأسباب مختلفة مثل العواصف أو الحوادث أو الهجمات الإلكترونية. وفي مثل هذه الحالات، يسهّل وجود خطة بسيطة ومؤن أساسية التكيف إلى أن تعود الأمور إلى طبيعتها.
دليل الحماية المدنية
يحتوي الدليل على نصائح مهمة منها: الحرص على الاحتفاظ بمخزون صغير من الأطعمة غير القابلة للتلف والماء يكفي لعدة أيام. واختيار أصناف يسهل تخزينها وتناسب ذوق أفراد الأسرة، وضعها في مكان جاف وبارد. والاحتفاظ بحقيبة إسعافات أولية تحتوي على الأدوية الأساسية والضمادات والمطهرات. ويُفضل أن تكون الحقيبة محدثة ومتناسبة مع احتياجات أفراد الأسرة، خاصةً لمن يعانون من أمراض مزمنة.
وفي حالات الإخلاء السريع، مثل الحرائق أو الفيضانات، توفر حقيبة طوارئ معدة مسبقاً الوقت والجهد. وتكون فيها المستندات المهمة، والملابس الأساسية، وبعض الطعام والماء، وأدوات بسيطة للاتصال والإضاءة. كما تتطلب بعض الحالات استعدادات إضافية. كالتفكير مسبقاً بالأدوات أو الأجهزة أو الأدوية الضرورية لشخص يحتاج إلى دعم خاص في حال انقطاع الكهرباء أو الحاجة إلى مغادرة المنزل. بالإضافة إلى أن أصحاب المنازل والمستأجرين يمكنهم اتخاذ خطوات بسيطة لزيادة الأمان، مثل التأكد من متانة النوافذ والأبواب، وتوفير وسائل إنذار الدخان، ومعرفة طرق الإخلاء الآمنة.
الاستعداد كعلامة وعي لا خوف
التحضير للأزمات ليس مؤشراً على القلق، بل على القدرة والمسؤولية. فالمعرفة المسبقة، والتصرف الهادئ، والاحتفاظ بالمؤن البسيطة كلها خطوات صغيرة تصنع فارقًا كبيرًا في المواقف الطارئة. إنها ثقافة جديدة من الطمأنينة المبنية على الوعي، لا على القلق أو التهويل.
المصدر باللغة الألمانية هنا

 
  
 
 
  
 