Foto: Boris Roessler/dpa
07/10/2025

ألمانيا وانقسام الشارع في ذكرى 7 أكتوبر

في الذكرى الثانية لـ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، انقسمت المدن الألمانية. وأثارت جدلاً واسعاً بين إحياء رسمي لذكرى الضحايا واحتجاجات مؤيدة للفلسطينيين. ففي برلين منعت الشرطة مظاهرة كانت مقررة في ساحة ألكسندر بلاتس خشية وقوع أعمال عنف. بينما سمحت محكمة فرانكفورت بتنظيم مظاهرة مماثلة رغم اعتراض سلطات المدينة. أما في هامبورغ. فلم تُسجَّل مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين، واقتصر الحضور في الشوارع على وقفة تضامنية مع إسرائيل، أكد أحد منظميها على أنهم يفكرون أيضاً في ضحايا غزة.

هذا التباين بين المدن يعكس الانقسام المتزايد في المواقف داخل المجتمع الألماني، بين من يدعو إلى التضامن مع إسرائيل ومن يطالب بلفت الأنظار إلى معاناة الفلسطينيين في غزة. في وقت تفرض فيه السلطات قيوداً صارمة في كثي من الأحيان.

الشرطة تمنع مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين في برلين

في العاصمة الألمانية برلين، حظرت الشرطة مظاهرة كانت مقررة في ساحة ألكسندر بلاتس مساء الثلاثاء، حملت عنوان “أوقفوا الإبادة الجماعية”. ووفقاً لمتحدث باسم الشرطة، اتُخذ قرار المنع بسبب مخاوف من تحول المظاهرة إلى أعمال عنف. متعذّرين بحساسية التوقيت المتزامن مع ذكرى 7 أكتوبر.

كانت المظاهرة قد سُجّلت بمشاركة نحو 150 شخصاً، لكن السلطات اعتبرت أن طبيعتها وشعاراتها المحتملة قد تعرّض الأمن العام للخطر. وأكدت صحيفة Tagspiegel أن الشرطة تصرفت استباقيياً لمنع أي تصعيد. خاصةً بعد وقوع تجمعات عفوية صباح اليوم نفسه بالقرب من جسر أوبرباوم. حيث أطلق نحو 40 شخصاً الألعاب النارية ورفعوا لافتات مؤيدة للفلسطينيين، مما أدى إلى إغلاق الطريق وتوقيف 17 شخصاً بتهم تتعلق بإطلاق شعارات محظورة أو عرقلة المرور.

إحياء ذكرى ضحايا السابع من أكتوبر في العاصمة

في موازاة ذلك، شهدت برلين فعاليات رسمية وشعبية لإحياء ذكرى السابع من أكتوبر، نُظّمت خلالها مراسم رمزية تضمنت قراءة أسماء الضحايا ووضع كراسٍ فارغة تخليداً لذكراهم. وقد أحاطت الشرطة بالنصب التذكاري بعدد كبير من عناصرها لتأمين الفعالية في ظل توقعات باحتجاجات موازية. ووفقاً للشرطة، شارك نحو 1400 عنصر أمني في تأمين العاصمة خلال هذا اليوم الذي اعتُبر من أكثر الأيام حساسية منذ أشهر، مع انتشار مكثف في محطات القطارات والمناطق الحيوية.

مظاهرة مؤيدة لفلسطين في فرانكفورت رغم القيود

وفي فرانكفورت، شهدت الساعات الأخيرة تطوراً قضائياً لافتاً، بعدما سمحت المحكمة الإدارية بإقامة مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين في المساء، رغم اعتراضات بلدية المدينة ومحاولاتها المتكررة لحظرها. وأوضحت المحكمة أن تاريخ المظاهرة وحده لا يبرر المنع. مشيرة إلى أن تقييم الشرطة لا يظهر خطراً وشيكاً للعنف. ورفضت المحكمة حجج مكتب النظام العام الذي اعتبر أن إقامة المظاهرة في ذكرى الهجوم على إسرائيل تمثل “تمجيداً للعنف”. خاصة بعد الدعوة للظهور بملابس سوداء مع ورود حمراء، وهي رموز ارتبطت بشعارات حماس.ومع قرار المحكمة، عدلوا مسار المظاهرة لتقليل الاحتكاك، وحذوا المشاركين من استخدام أي شعارات أو رموز معادية للسامية أو داعمة للعنف. ومن المتوقع أن يشارك فيها نحو ألف متظاهر.

انتقادات سياسية ودعوات لضبط النفس

أثار موعد المظاهرة في فرانكفورت انتقادات حادة من وزير الداخلية في ولاية هسين، رومان بوسيك، الذي وصف تنظيم مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين في 7 أكتوبر بأنه “اختيار مستفز وغير مقبول”. واعتبر أن الاحتجاج في هذا اليوم يعكس “عقلية مستهجنة”. كما حذر حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي في فرانكفورت من “خطر حقيقي لاندلاع أعمال عنف ورفع رموز مخالفة للدستور”. بينما شددت السلطات على أن قوات الأمن ستتعامل بحزم مع أي تجاوزات.

بين حرية التعبير والأمن العام

تسلط التطورات في برلين وفرانكفورت الضوء على التوتر المستمر في ألمانيا بين حماية حرية التعبير وضرورة صون الأمن العام. خصوصاً في ظل تصاعد الانقسام حول الحرب المستمرة على غزة منذ عام 2023، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 65 ألف شخص في قطاع غزة.

المصادر باللغة الألمانية هنا  وهنا

Amal, Berlin!
Privacy Overview

This website uses cookies so that we can provide you with the best user experience possible. Cookie information is stored in your browser and performs functions such as recognising you when you return to our website and helping our team to understand which sections of the website you find most interesting and useful.