Efrem Lukatsky/AP/dpa
02/10/2025

من الشمال إلى الجنوب.. المسيّرات الروسية لا تهدأ وتضع ألمانيا على صفيح ساخن

من الشمال إلى الجنوب، باتت سماء ألمانيا تعجّ بطائرات مسيّرة مجهولة الهوية تحلّق فوق الموانئ ومحطات الطاقة وشركات السلاح والقواعد العسكرية، في مشهد يثير قلقاً متزايداً لدى السلطات. والأخطر هو ظهور ما يُعرف بـ “الدرون الأم” التي تطلق سرباً من الطائرات المسيرة الصغيرة المزوّدة بالذكاء الاصطناعي. وزير الداخلية الألماني ألكسندر دوبرينت حذّر هذا الأسبوع في تصريح لصحيفة بيلد قائلاً: “تحليق هذه المسيرات إنذار خطير يجب أخذه بجدية”. تحذيرٌ جاء ليعزز المخاوف التي عبّر عنها المستشار فريدريش ميرتس حين قال: “ألمانيا ليست في حرب، ولكنها أيضاً لم تعد في سلام كامل”. تعكس هذه التصريحاتٌ حجم التوتر الذي يرافق هذه التطورات ويضع الأمن القومي الألماني أمام تحديات غير مسبوقة.

هجمات في شمال ألمانيا

الأسبوع الماضي، سُجِّل أبرز حادث في شمال البلاد، عندما ظهرت طائرات مسيّرة فوق حوض بناء السفن التابع لشركة “Thyssenkrupp Marine Systems” في مدينة كيل، حيث تُبنى غواصات للبحرية الألمانية وحلف الناتو. وبعد دقائق، شوهد سرب كامل من الطائرات فوق المستشفى الجامعي في المدينة، ثم فوق محطة طاقة ساحلية وقناة كيل. كما أُبلغ عن تحليقها فوق مقر البرلمان الإقليمي ومصفاة “هايده” التي تزوّد مطار هامبورغ بالوقود. مصادر أمنية رجّحت أن الطائرات أُطلقت من سفينة مجهولة الهوية كانت تبحر في بحر البلطيق باتجاه روسيا. ويُشتبه بأنها تابعة لما يُعرف بـ”أسطول الظل” المرتبط بأجهزة الاستخبارات الروسية.

أهداف استراتيجية

تركّز الطائرات المسيّرة الروسية على بنى تحتية حيوية مثل الموانئ، التي تعتبرها وزارة الدفاع الألمانية خط الدفاع الأول في حال نشوب أزمة عسكرية. إذ تُستخدم لنقل القوات والمعدات إلى الجبهة الشرقية لحلف الناتو. ولهذا السبب أجرت القوات المسلحة مؤخراً مناورات واسعة في ميناء هامبورغ للتأكد من جاهزية الأنظمة الأمنية وتعزيز التنسيق بين الجيش والشرطة والقطاع المدني.

لكن الأمر لا يتوقف عند الموانئ والمواقع العسكرية؛ فشركات الصناعات الدفاعية باتت بدورها هدفاً لهذه التحركات. إذ أكّد مدير شركة “Airbus Defence” أن طائرات مسيّرة ظلّت تحلّق لساعات فوق مواقع تابعة للشركة، دون أن تتمكن الشرطة من اعتراضها. كما أفادت مصادر أمنية برصد طائرة مسيّرة فوق مجمّع صناعي عسكري حساس، من دون معرفة الجهة التي تقف خلفها.

صمت رسمي وتحذيرات أمنية

رغم خطورة الموقف، التزمت بعض الحكومات المحلية والحكومة الاتحادية الصمت، في محاولة لتجنّب إثارة الهلع بين المواطنين. غير أن مصادر أمنية عدّة، والتي كان آخرها وزير الداخلية، وصفت الوضع بأنه “مقلق للغاية”. ويمثل “تهديداً غير مسبوق” للبنية التحتية والأمن القومي الألماني!

Amal, Berlin!
Privacy Overview

This website uses cookies so that we can provide you with the best user experience possible. Cookie information is stored in your browser and performs functions such as recognising you when you return to our website and helping our team to understand which sections of the website you find most interesting and useful.