Foto: Heifaa Atfeh/ Amal News
15/09/2025

السوريون في ألمانيا: بين الترحيل والتجنيس والاندماج الاقتصادي والاجتماعي

ما هو مصير السوريون في ألمانيا؟ سواء بين الترحيل والتجنيس أوالاندماج الاقتصادي والاجتماعي. بعد عبارة المستشارة السابقة أنجيلا ميركل الشهيرة عام 2015 “بإمكاننا فعل ذلك” بدأت موجة اللجوء السوري إلى ألمانيا بشكل مكثف. عبر مئات الآلاف من السوريين “طريق البلقان” طالبين الحماية من الحرب في بلادهم، ليواجهوا تحديات متعددة تتعلق بالإقامة، الترحيل، التجنيس، وسوق العمل.

الترحيل والمغادرة الطوعية

وفق المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين (BAMF)هناك التزام قانوني بمغادرة البلاد للأشخاص الذين تُرفض طلبات لجوئهم، خاصة في حال عدم وجود إقامة مؤقتة. وفي 2024، رحّل عدداً محدوداً من السوريين، بينما يشجّع القانون على المغادرة الطوعية من خلال برامج إعادة الإدماج والدعم الاقتصادي. إلا أن أعداد المغادرين المسجّلين منخفضة نسبياً مقارنة بالمطلوبين.

تجنيس قياسي للسوريين

عام 2024 شهد رقماً قياسياً في التجنيس، إذ حصل نحو 229 ألف شخص تقريباً من غير الألمان على الجنسية، بينهم أكثر من ربعهم سوريون. متوسط مدة الإقامة قبل التجنيس للسوريين بلغ من 4 إلى 7 سنوات. ويرجع هذا الارتفاع إلى قانون الجنسية الجديد (StARModG) الذي خفّض شرط الإقامة من 8 إلى 5 سنوات، مع إمكانية تخفيضه إلى 3 سنوات للحالات الاستثنائية والاندماج الكامل.

التوظيف والاندماج الاقتصادي

يعيش في ألمانيا نحو 974  ألف سوري، منهم 685  ألفاً في سن العمل. ويعمل حوالي 287 ألفاً، بما يشمل 236  ألفاً ضمن الضمان الاجتماعي، بمعدل توظيف يصل إلى 41.7% عام 2024.

سد نقص اليد العاملة

أكثر من 54  ألف سوري يعملون في مهن تعاني من نقص، مثل التمريض، النقل، والوظائف التقنية. هذا يساهم في مواجهة التحديات الديموغرافية في ألمانيا، خاصة مع تراجع القوى العاملة المحلية.

الدخل والمساعدات الاجتماعية

ارتفع متوسط الدخل الشهري الإجمالي للسوريين بدوام كامل من 1900 يورو في 2017 إلى 2300 يورو في 2023. أي ما يعادل نحو 70% من متوسط الدخل الألماني. رغم ذلك، ما يزال أكثر من نصف السوريين يحصلون على إعانات SGB II، بما يشمل الأطفال والمراهقين، لكن هذه النسبة في انخفاض مستمر مقارنة بعام 2018 الذي سجل أكثر من 80%.

بعد تسع سنوات على موجة اللجوء الكبرى، يظهر السوريون كعنصر مؤثر في ألمانيا، ليس فقط من حيث التجنيس والاندماج الاجتماعي، بل أيضاً في سوق العمل، سدّ نقص المهن الحيوية، والمساهمة في الاقتصاد.  وبينما تبقى تحديات الترحيل والمساعدات قائمة، تبرز صورة السوريين كمواطنين ومهنيين فاعلين في المجتمع الألماني.

المصدر باللغة الألمانية هنا

Amal, Berlin!
Privacy Overview

This website uses cookies so that we can provide you with the best user experience possible. Cookie information is stored in your browser and performs functions such as recognising you when you return to our website and helping our team to understand which sections of the website you find most interesting and useful.