Bild: Canva
07/08/2025

بعد سقوط الأسد: أربعة آلاف سوري يعودون من ألمانيا إلى وطنهم

منذ سقوط نظام الأسد في نهاية ديسمبر 2024، باتت العودة إلى سوريا خياراً مطروحاً من جديد أمام ما يقرب من مليون سوري يقيمون حالياً في ألمانيا. وبينما تروّج الحكومة الألمانية لبرامج العودة الطوعية وتلوّح بإمكانية استئناف الترحيل القسري، ما تزال الأوضاع الأمنية في سوريا غير مستقرة، ما يثير انقساماً واسعاً في الرأي العام الألماني.

أربعة آلاف سوري يعودون من ألمانيا

بحسب تحقيقات أجراها برنامج “بانوراما” التابع لتلفزيون ARD، عاد 4.000 مواطن سوري تقريباً من ألمانيا إلى سوريا خلال النصف الأول من عام 2025. من بين هؤلاء، استفاد 995 شخصاً من برنامج العودة المدعوم “REAG/GARP 2.0″، الذي يقدّم مساعدات مالية تشمل منحة بدء حياة جديدة بقيمة 1.000 يورو للفرد (بحد أقصى 4.000 يورو للعائلة). بالإضافة إلى منحة سفر وتكاليف الرحلة والعلاج عند الحاجة. كما دعمت بعض الولايات الألمانية 193 حالة مغادرة أخرى ضمن برامج محلية. أما غالبية العائدين (2.727 شخصاً)، فقد غادروا ألمانيا من دون أي دعم مالي. ويُرجّح أن جزءاً منهم لم يتوجه مباشرة إلى سوريا. وهو ما لا يمكن التأكد منه بحسب وزارة الداخلية الألمانية.

آراء متباينة في الشارع الألماني

أظهرت استطلاعات الرأي انقساماً في مواقف المواطنين الألمان تجاه ملف العودة. حيث أيد 52% من المستطلَعين عودة السوريين غير المندمجين سريعاً إلى بلادهم. بينما طالب 25% بعودة جميع اللاجئين السوريين بغضّ النظر عن مدى اندماجهم. في المقابل، رفض 13% العودة في الوقت الحالي، و4% يرفضونها بشكل عام.

لا ترحيل قسري حتى الآن

رغم النص الواضح في الاتفاق الحكومي على السماح بعمليات ترحيل إلى سوريا، بدءاً بالمجرمين ومن يُصنَّفون “خطراً أمنياً”. لم تنفَّذ حتى الآن أي عملية ترحيل من هذا النوع. غير أن بعض الولايات، مثل بادن-فورتمبيرغ، أشارت إلى أنّها نجحت في “تشجيع” خمسة أفراد من هذه الفئة على مغادرة ألمانيا بشكل طوعي خلال عامي 2024 و2025 بعد انتهاء فترات سجنهم.

الجدل السياسي مستمر

وزير الداخلية الألماني، ألكسندر دوبريندت (CSU)، شدد مؤخراً على ضرورة تسريع وتيرة الترحيلات، بما في ذلك إلى سوريا. وأشار إلى تجربة النمسا التي أعادت ترحيل بعض السوريين مؤخراً. وأكدت وزارة الداخلية الألمانية أنها تدعم الولايات وتعمل على تهيئة الظروف اللازمة لاستئناف عمليات الترحيل، بما في ذلك التواصل مع الحكومة السورية. في المقابل، انتقدت النائبة عن حزب الخضر، لويزه آمسبرغ، خطط الحكومة قائلة: “ما دامت الأوضاع في سوريا غير مستقرة، لا مجال للحديث عن الترحيل”. ودعت إلى دعم جهود اللاجئين السوريين في الاندماج والمشاركة بدلاً من بث الخوف في نفوسهم.

Amal, Berlin!
Privacy Overview

This website uses cookies so that we can provide you with the best user experience possible. Cookie information is stored in your browser and performs functions such as recognising you when you return to our website and helping our team to understand which sections of the website you find most interesting and useful.