انطلقت مجددًا طائرة من مطار لايبزيغ/هاله وعلى متنها لاجئون ملزمون بمغادرة البلاد. لكن الوجهة هذه المرّة العاصمة العراقية بغداد. ووفقًا لموقع Flightradar24، أقلعت الطائرة عند الساعة 10:52 صباحًا، وأكدت قناة MDR أن الرحلة تُعد من عمليات الترحيل القسري. وبحسب أحد المصورين العاملين لدى وكالة الأنباء الألمانية dpa، تولت الشرطة تأمين إجراءات الرحلة. ولم يصدر في البداية أي تصريح رسمي من وزارة الداخلية الاتحادية حول تفاصيل العملية.
وقبل الإقلاع، وصل عدد من سيارات شرطة إلى المطار تقل الأشخاص المعنيين بالترحيل. وحتى اللحظة، لم يُعرف عدد المرحّلين في هذه العملية تحديدًا. وكان من المقرر أن تقلع الطائرة في الأصل عند الساعة السابعة صباحًا، إلا أن موعد الإقلاع تأجل إلى فترة الظهيرة. وكانت الطائرة، التابعة لشركة طيران تركية، قد هبطت في المطار في اليوم السابق وبقيت في وضع الاستعداد حتى موعد الترحيل.
ثاني عملية ترحيل خلال أسبوع واحد
يُشار إلى أن عملية ترحيل سابقة انطلقت من لايبزيغ يوم الجمعة الماضي، وشملت 81 مواطنًا أفغانيًا مصنّفين كمجرمين إلى العاصمة كابول. ووفقًا لوزير الداخلية ألكسندر دوبريندت، فإن هؤلاء الأشخاص من مرتكبي “الجرائم الخطيرة والخطيرة جدًا”. وعلّق الوزير المنتمي إلى الحزب المسيحي الاجتماعي CSU بالقول إن “لدى المواطنين مصلحة مشروعة تمامًا في مثل هذه الترحيلات”.
وتُعد هذه الرحلة أول عملية ترحيل من هذا النوع منذ تشكيل الائتلاف الحكومي الحالي بقيادة المستشار فريدريش ميرتس من حزب CDU. وقد أثارت هذه الترحيلات، خاصة إلى أفغانستان، انتقادات شديدة من منظمات حقوقية مثل Pro Asyl، نظرًا لسيطرة حركة طالبان وما توصف به من نظام قمعي ووحشي. ويُذكر أن الحكومة الألمانية لا تربطها أي علاقات رسمية بالحكومة التي تقودها طالبان، وقد تم تنظيم عملية الترحيل الأخيرة عبر وساطة من دولة قطر.
تزامناً مع اجتماع وزراء داخلية أوروبا بكوبنهاغن
في الوقت نفسه، يعقد وزراء داخلية دول الاتحاد الأوروبي اجتماعًا اليوم في العاصمة الدنماركية كوبنهاغن لمناقشة سياسات الهجرة والأمن الأوروبية. وتتضمن المحاور الأساسية للاجتماع مسألة إعادة طالبي اللجوء المرفوضين، ومكافحة الهجرة غير النظامية، بالإضافة إلى التصدي للجريمة المنظمة وتجارة المخدرات. كما يسعى الوزراء إلى البحث في سبل تعزيز قدرة الاتحاد الأوروبي على مواجهة الأزمات وتبني مقاربات جديدة للحد من الهجرة غير الشرعية.
انتقادات واسعة
واجهت عملية الترحيل الأخيرة إلى كابول انتقادات حادة، لا سيما من حزب الخضر. ووصف رئيس الحزب فيليكس باناسزاك في مقابلة مع قناة WDR هذه السياسة بأنها “رمزية” وتفتقر إلى فعالية حقيقية. وأعرب عن شكوكه فيما إذا كانت ترحيلات المجرمين تسهم فعلًا في تعزيز الأمن. وقال إن المرحلين يعودون إلى نظام إرهابي إسلامي متشدد، وهناك خطر حقيقي من أن تقوم حركة طالبان بتدريبهم مجددًا وإعادتهم إلى أوروبا.
عودة التعاون القنصلي مع أفغانستان
وفي تطور لافت، أعلنت الحكومة الألمانية عن خطوات جديدة تهدف إلى تمهيد الطريق لترحيلات إضافية إلى أفغانستان. إذ سُمح للمرة الأولى منذ سيطرة طالبان بدخول موظفين قنصليين أفغان إلى ألمانيا. وذكرت وزارة الخارجية، ردًا على استفسار من وكالة الأنباء الألمانية dpa، أن البعثات الدبلوماسية الأفغانية في ألمانيا لا تزال تدار من قِبل موظفين تم اعتمادهم قبل سيطرة طالبان على الحكم، إلا أن الطواقم تعاني من نقص كبير في الأفراد.
وقد وصل الموظفان الجديدان إلى ألمانيا نهاية الأسبوع الماضي. وجاء في توضيح الوزارة: “للحكومة الألمانية مصلحة في أن يحظى المواطنون الأفغان المقيمون في ألمانيا برعاية قنصلية مناسبة، مثل إصدار جوازات السفر”.