يساعد برنامج ذكاء اصطناعي جديد مرضى السكتة الدماغية في مستشفى دياكو في Flensburg بدقة وسرعة لإنقاذ حياتهم. يقيّم البرنامج فحوصات الدماغ من جهاز التصوير المقطعي (CT) للأطباء بسرعة استثنائية، ويحدد انسداد الأوعية الدموية، ويقدم اقتراحات علاجية. تقول أخصائية الأشعة وجراحة الأعصاب سيلكه هوبف جينسن “نحصل على النتائج على هواتفنا الذكية في غضون دقيقتين إلى ثلاث دقائق خاصةً فيما يتعلق بتدفق الدم في الأوعية“. هذا يوفر 45 دقيقة في المتوسط ويمنع فقدان ما يصل إلى 90 مليون خلية دماغية. لكن تمويل هذا البرنامج ليس حكومياً بل تعتمد المستشفيات على التبرعات. يستخدم البرنامج أيضًا بمستشفى فرانزيسكوس في فلنسبورغ.
الابتكار الطبي يعتمد على التبرعات
لا تعدّ تقنيات الذكاء الاصطناعي جديدة في علاج مرضى السكتة الدماغية في شليسفيغ هولشتاين. تستخدم المستشفيات الجامعية في كيل ولوبيك هذه التقنية منذ سنوات. وما يميز إطلاق هذا البرنامج الرائد في فلنسبورغ هو نوع التمويل. لن تدفع شركات التأمين الصحي ولا الحكومة رسوم ترخيص البرنامج التي تبلغ 120 ألف يورو خلال السنوات الثلاث المقبلة. فقد جمعت جمعية دعم جديدة الأموال من الشركات والأفراد. ويغطي بنك VR Nord ما يقرب من 80% من التكاليف. وتعد هذه الجمعية أول جمعية دعم مستشفيات في الولاية متخصصة في الابتكارات الطبية.
كان الدافع وراء التأسيس أيضًا هو خطط العيادة المركزية في Peelwatt بفلينسبورغ والتي من المقرر دمج مستشفيي فرانزيسكوس ودياكو بدءًا من عام 2030. وتعالج مستشفيات فلنسبورغ 1200 مريض سكتة دماغية سنويًا من جميع أنحاء شمال شليسفيغ هولشتاين وجنوب الدنمارك و10% منهم حالات خطيرة. وعند مقارنة تكاليف وفوائد برنامج الذكاء الاصطناعي الجديد تبدو رسوم الترخيص البالغة 120 ألف يورو ضئيلة. حتى لو أحدثت هذه التقنية فرقًا كبيرًا في جزء صغير فقط من الحالات.
لماذا لا تمول الحكومة وشركات التأمين الصحي هذا البرنامج؟
تُعدّ برامج الذكاء الاصطناعي رائدة في مجالات أكثر بكثير من هذا المجال. وفقاً لأخصائية أشعة وجراحة الأعصاب سيلكه هوبف–جنسن فلا يُدرج حاليًا التشخيص القائم على الذكاء الاصطناعي ضمن نظام السداد المُعتاد ، ما يعني أنه لا يوجد تمويل لاستخدام هذه التقنيات حتى تعتمدها أو تدعمها صناديق الابتكار كمعيار. يقول جيرد بونتيوس، رئيس جمعية الدعم الجديدة “إن الوتيرة المذهلة للتغييرات الثورية في الطب تُثقل كاهل المستشفيات وشركات التأمين. تقع على عاتق جمعية الدعم لدينا الآن مهمة ضمان وصول هذه التطورات إلى المنطقة، وليس فقط إلى المستشفيات الجامعية مثل تلك الموجودة في كيل وهامبورغ.“
الاستثمارات الطبية في الولايات
ينقسم تمويل المستشفيات في ألمانيا إلى قسمين. حيث تتولى شركات التأمين الصحي تمويل العمليات اليومية أما الولايات الاتحادية فهي المسؤولة عن الاستثمارات وتحدد حجم التمويل. أظهر استطلاع أجرته جمعية المستشفيات الألمانية (KGSH) عام ٢٠٢٢ أن شليسفيغ هولشتاين تحتل المرتبة الخامسة من بين ١٦ ولاية اتحادية من حيث التمويل لكل سرير مستشفى – في شليسفيغ هولشتاين وقد تجاوز التمويل ٩٠٠٠ يورو سنويًا. وتصدرت مدينة هامبورغ هذه الإحصائية بينما احتلت ولاية ساكسونيا المرتبة الأخيرة. ذكرت وزارة الصحة أن الدولة زادت تمويلها لاستثمارات المستشفيات بشكل كبير حيث وصلت لما يقرب من 180 مليون يورو في قطاع المستشفيات بحلول عام 2024. بينما تقدر احتياجات ولاية شليسفيغ هولشتاين الاستثمارية بحوالي مليار يورو. ولا تستطيع جمعيات الدعم فعل الكثير لتغيير ذلك.
المستشفيات الصغيرة تعتمد بشكل خاص على التمويل
وفقاً للطبيب توماس واندر كبير الأطباء والمدير الطبي لمستشفى Föhr-Amrum فإن المستشفيات الصغيرة تتلقى تمويلًا حكوميًا أقل للاستثمارات مقارنةً بالمستشفيات الكبيرة. ولذلك تعتمد هذه المستشفيات بشكل خاص على جمعيات أو مؤسسات الدعم. وتستفيد جمعيات الدعم في المناطق الريفية من ارتباط السكان القوي بالمستشفيات مما يمكنها من جمع التبرعات. ويرى الطبيب توماس واندر أنه من غير المقبول وجود جمعية دعم لتمويل جهاز تصوير مقطعي (CT) في مستشفى. ويضيف الطبيب “إن مستشفيات ألمانيا تعاني من التآكل والتلف سواء من حيث المعدات أو الكوادر. هذا أمر لا يمكن السماح به في واحدة من أغنى دول العالم. يجب على صانعي السياسات تغيير هذا الوضع”.
النص باللغة الألمانية هنا
