يرى المستشار الألماني فريدريش ميرتس بعد قرابة شهرين في منصبه أن هناك حصيلة إيجابية لعمل الحكومة حتى الآن. وقال سياسي حزب (CDU) في المناقشة العامة داخل البوندستاغ اليوم : “لقد تناولنا الكثير من الموضوعات، وحققنا بعض الإنجازات، لكن لا يزال هناك الكثير مما يتعين القيام به. وأضاف يلاحظ المرء أن المزاج العام يتحسن في البلاد مرة أخرى، ولكن يلاحظ أيضاً أن العديد من المواطنين لا يزالون يشعرون بالقلق ولديهم مخاوف، وعدم يقين وقال “نريد أن ننقل لجميع الناس في ألمانيا الشجاعة والثقة بأن الأمر يستحق العمل في بلدنا، وأنه من الممتع العيش في ألمانيا، وأننا محظوظون للعيش في بلدنا بحرية وسلام”. ووعد ميرتس أنه لن يحيد عن هذا الطريق “حتى لو كان هناك من يروجون للمزاج السيء، والذين يحملون الضغائن، والذين يريدون في الحقيقة مجتمعاً مختلفاً”.
نحن نتحمل مسؤولية قيادة البلاد
أكد مرتس في خطابه أيضاً على أهمية القرار بزيادة الإنفاق الدفاعي بشكل كبير في ألمانيا. “نحن نتحمل مسؤولية القيادة التي تتوقعها أوروبا منا”، وأن تعديل القانون الأساسي سيمكّن من بذل جهود كبيرة لاستعادة القدرة الدفاعية لألمانيا. “لو لم نفعل ذلك ولو لم نعد مستعدين لإنفاق المزيد على دفاعنا، لو اتبعنا حزب البديل من أجل ألمانيا واليسار، لكان الناتو قد انهار في العام السبعين من عضويتنا.”
وأظهر المستشار ثقته في أن التخطيط للميزانية سيضع الأساس لمزيد من الاستثمارات الكبيرة في البلاد. “بذلك تكون الحكومة الاتحادية قد بدأت التحول في السياسة الاقتصادية”. وبرر المستشار الاستدانة الإضافية المقررة لذلك. عدم فعل شيء وعدم تمكين الاستثمارات ليس بديلاً أفضل.
فايدل تتهم ميرتس بالاحتيال الانتخابي
وقبل حديث المستشار أمام البوندستاغ، تحدثت أليس فايدل بصفتها عضو من أكبر فصيل معارض كما جرت العادة في جلسات المناقشة العامة. وانتقدت الرئيسة المشاركة لحزب AfD الحكومة الاتحادية بشدة. واتهمت ميرتس بخرق الوعود الانتخابية. “بعد مخالفتك لوعودك، إلغاء الخفض الموعود لضريبة الكهرباء للجميع، يعرف المواطنون على الأقل ما يتوقعونه منك: أي لا شيء”. وأن وجوده في مبنى المستشارية “أكبر احتيال انتخابي في التاريخ الألماني”.
وفقاً لفايدل، يواصل الائتلاف الأسود-الأحمر سياسة ائتلاف إشارة المرور ولا يقدم التخفيفات الموعودة – مثل ضريبة الكهرباء. “كلمتك لا تساوي شيئاً، حتى لو كانت مكتوبة بالأسود على الأبيض في اتفاقية ائتلافك الهزيلة”، قالت فايدل.
كما اتهمته بـ”رمي أموال المواطنين التي لا تخصك من النافذة”. وتحدثت فايدل عن “دولة شرهة ومبذرة”. يُشار أن ميرتس وعد قبل الانتخابات بإصلاحات وتقليل الإنفاق الحكومي، لكنه الآن يحقق مع وزير المالية ونائب المستشار لارس كلينغبايل (الحزب الاشتراكي الديمقراطي) مزيداً من الديون. كما انتقدت فايدل بشكل خاص سياسة الهجرة واللجوء للحكومة: “هذا ليس تحولاً في الهجرة، هذا تضليل للشعب.”
بدوره رفض ميرتس في خطابه اتهامات فايدل بخرق الوعود. وقال :” نصف الحقائق، ورمي الاتهامات، والانتقاص الشخصي لا يجب على أحد في الديمقراطية أن يتقبله دون اعتراض”. مضيفاً أن يرفض بشدة تقليل فايدل من شأن عمل الحكومة الاتحادية الجديدة.
