في خضم متطلبات الحياة اليومية وتحديات تربية الأطفال، يشعر عدد متزايد من الآباء والأمهات في ألمانيا بالإرهاق والضغط النفسي المستمر. ووفقاً لمسح أجراه معهد Forsa بتكليف من شركة التأمين الصحي التجاري (KKH) في يناير 2024، فإن 70% من الآباء الذين لديهم أطفال قُصّر أفادوا بشعورهم بالإرهاق، مقارنة بـ 55% فقط عام 2019 – زيادة مقلقة تعكس أزمة صامتة تتعمق في قلب الأسرة.
نتائج الدراسة
تشير نتائج الدراسة إلى تعدد عوامل الخطر، من أبرزها: قلة النوم، وضغط التوقعات الاجتماعية، وانعدام الدعم، والمخاوف المالية. وتتفاقم هذه الضغوط في ظل صور مثالية تُروّج عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يبدو أن جميع الآباء الآخرين ينجحون بسهولة في التوفيق بين أدوارهم المختلفة.
كيف يمكن للآباء استعادة توازنهم النفسي؟
تقدم مجموعة من الدوافع والاستراتيجيات اليومية وسائل عملية لتعزيز “الجهاز المناعي العقلي”، أي القدرة النفسية على مقاومة الضغط والتأقلم بمرونة مع تحديات الحياة. نستعرض فيما يلي أبرز هذه الدوافع:
الذهن واللحظة الراهنة
ممارسة تمارين اليقظة الذهنية لا تتطلب وقتاً إضافياً، بل يمكن دمجها في روتين الحياة اليومية. لحظات قصيرة من التنفس، مثلًا أثناء تنظيف الأسنان أو أثناء لعب الطفل، يمكن أن تقلل مستويات التوتر بشكل ملحوظ.
الحدود والأولويات
يؤكد نيكو كولز، أستاذ تعزيز الصحة، على أهمية تعلم قول “لا” واحترام حدود الذات لتجنب الإرهاق. فالرعاية الذاتية ليست أنانية، بل ضرورة لبقاء الآباء بصحة جيدة من أجل أطفالهم.
شبكة الدعم الاجتماعي
العلاقات الاجتماعية تملك تأثيراُ حاسماً على الرفاه النفسي. مجموعات الأمهات والآباء، سواء في الواقع أو عبر المنصات الرقمية، يمكن أن تخفف الشعور بالعزلة وتوفر متنفساً ضرورياً. الحفاظ على الصداقات القديمة ولو بمكالمة قصيرة يومياً يُعد دعماً نفسياً لا يُقدّر بثمن.
الفكاهة كدرع نفسي
الضحك ليس رفاهية، بل أداة فعالة لتعزيز القدرة على التكيف. يقول الدكتور فولكر بوش، طبيب الأعصاب وخبير الصحة النفسية: “الفكاهة تساعد على خلق مسافة صحية من المشكلات، وتعزز النظرة الإيجابية للذات”. تدوين اللحظات الطريفة في دفتر يومي يمكن أن يُعيد صياغة الواقع اليومي بروح أكثر مرونة.
تقليص المهام المستنزفة
تحديد “لصوص الطاقة” مثل التنظيف أو التسوق والبحث عن طرق لتقليل أعبائها، وذلك عبر طلب المساعدة من العائلة أو استخدام خدمات توصيل – يمكن أن يوفر مساحات ضرورية للتعافي النفسي.
تحديات صغيرة.. مناعة أكبر
من خلال خوض مغامرات يومية بسيطة كالمشي في مسار جديد أو تجربة نشاط غير مألوف، يمكن تدريب النفس على التعامل مع المجهول، مما يعزز مرونة العقل ويقلل القلق المرتبط بعدم اليقين.
الطبيعة كدواء مجّاني
المشي في الهواء الطلق لمدة ساعة يساهم في تقليل نشاط الدماغ المرتبط بالإجهاد، كما أظهرت دراسات حديثة. قضاء الوقت في الطبيعة ليس فقط مفيداً للأطفال، بل يُعد علاجًا نفسيًا فعالًا للآباء أنفسهم.
المقال كامل في اللغة الألمانية هنا.