عُقد صباح اليوم مؤتمر صحفي للجنة التحكيم الدولية لمهرجان برلين السينمائي الدولي (برليناليه 75) في فندق جراند حياة برلين. ترأس المؤتمر المخرج الأمريكي الشهير تود هاينز، المعروف بأعماله السينمائية المبتكرة.
شخصيات فنية بارزة في برليناليه 75
تضمَّنت اللجنة مجموعة من الشخصيات البارزة في عالم السينما، وهم: المخرج المغربي الفرنسي نبيل عيوش. مصممة الأزياء الألمانية بينا دايغلر، الممثلة الصينية فان بينغبينغ، المخرج الأرجنتيني رودريغو مورينو. الناقدة السينمائية والكاتبة الأمريكية آمي نيكولسون، والمخرجة والممثلة الألمانية ماريا شرادر.
يعد هذا المؤتمر بمثابة الانطلاقة الرسمية لفعاليات مهرجان برلين السينمائي الدولي، الذي يعتبر من أهم المهرجانات السينمائية عالميًا. وستستمر فعاليات المهرجان لعدة أيام، تتخللها عروض متنوعة لأفلام من مختلف أنحاء العالم. بالإضافة إلى تنظيم ندوات وورش عمل لمناقشة قضايا السينما والتحديات التي تواجهها.
كما ستقوم اللجنة، برئاسة تود هاينز، بمشاهدة وتقييم الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية، واختيار الفائزين بالجوائز المرموقة. بما في ذلك جائزة الدب الذهبي لأفضل فيلم. سيتم الإعلان عن الفائزين خلال حفل الختام في نهاية المهرجان.
كما شهد المؤتمر الصحفي نقاشات ثرية حول التحديات السياسية التي تؤثر على السينما، وأهمية الحفاظ على الاستقلالية الفنية. ودور المهرجانات في مواجهة التطرف. في هذا السياق، عبَّر المخرج تود هاينز عن قلقه من صعود اليمين المتطرف، مشيرًا إلى أن السينما يجب أن تخلق مساحات للحوار والتعبير عن التعقيد البشري بعيدًا عن الأحكام المسبقة.
كما أشار المخرج رودريغو مورينو إلى التهديدات التي تواجه الفنون في الأرجنتين نتيجة للسياسات الحكومية الحالية. موضحًا أن قانون السينما الذي دعم الإبداع لعقود بات في خطر، مما يعكس أزمة اجتماعية واقتصادية أعمق.

الممثلة الصينية فان بينغبينغ
وفيما يتعلق بالسينما المستقلة، أكد هاينز أن السينما المستقلة نشأت نتيجة للأزمات. مثل أزمة الإيدز في الثمانينيات، واليوم التحدي الأكبر هو الحفاظ على الجرأة الفنية رغم هيمنة الشركات الكبرى. وأضاف أن نجاحات مثل أفلام كوينتن تارانتينو تؤكد أن الجمهور يتوق للقصص الجريئة.
مقاومة التطرف اليميني
وتحدثت المخرجة ماريا شرادر عن دور المهرجانات في مقاومة التطرف السياسي، معتبرةً أن وجودهم في المهرجان هو بمثابة رد فعل ضد الخطاب اليميني المتطرف، مشيرة إلى أن المهرجانات تدعم التعددية وتجمع الناس حول قصص تعيد الأمل في الإنسانية.
من جانبه، أكد المخرج نبيل عيوش على أن الفنانين ليسوا في برج عاجي، بل عليهم أن يكونوا أصواتًا صادقة في زمن يتعرض فيه الفن لمحاولات تسييس وشراء الضمائر، معتبراً أن المهرجانات مثل مهرجان برلين هي منصات لتبادل الأفكار المقاومة.

المخرج نبيل عيوش
وفي ختام المؤتمر. تحدثت مصممة الأزياء بينا دايغلر عن أهمية مهرجان برلين في تقديم مساحة للاحتفاء بالإبداع بعيدًا عن الانقسامات السياسية. بينما أكدت الناقدة آمي نيكولسون على قدرة الفن على توحيد الناس رغم اختلافاتهم. مشيرة إلى أن السينما الجيدة تعكس تطلعات الأمريكيين للأمان والكرامة.
تستمر فعاليات مهرجان برلين السينمائي الدولي على مدار عشرة أيام، تتخللها عروض لأفلام متنوعة. بالإضافة إلى ندوات وورش عمل لمناقشة قضايا السينما، على أن يتم الإعلان عن الفائزين في حفل الختام.