تُظهر استطلاعات الرأي تقدم حزب البديل من أجل ألمانيا AFD ليحتل حالياً المرتبة الثانية بأكثر من 20% من الأصوات. بينما يحتل المركز الأول حزب الاتحاد الديموقراطي المسيحي CDU ليكون المنافس الأقوى الذي تهاجمه أليس فايدل في الوقت الحالي. حيث اتهمت فيدل حزب CDU بأنه ينسخ برنامج حزبها الانتخابي بشكل صارخ كما وصفته بـ “حزب المحتالين”. فهل يمكن أن تخدع أليس فايدل الناخبين بالقلوب الحمراء؟
تدعو رئيسة حزب AFD ومرشحته لمنصب المستشار الألماني إلى خروج ألمانيا من الاتحاد الأوروبي في حالة وصولها للسلطة، كما تقترح أن تحل العملة الوطنية (المارك) محل اليورو. يحتل مصطلح “إعادة التهجير”-“Remigration” قائمة البرنامج الانتخابي للحزب، والذي ربطه اليمين المتطرف ليس فقط بطالبي اللجوء المرفوضين لكن أيضاً بالألمان ذوي الأصول المهاجرة. ويريد الحزب أيضاً حظر الحجاب وإلغاء إعانة المواطن. وقد صنف المكتب الاتحادي لحماية الدستور حزب AFD بأنه “حالة متطرفة مشتبه بها”.
من هي أليس فايدل؟
ولدت أليس فايدل في غوترسلوه في NRW وتبلغ 45 عاماً. درست إدارة الأعمال والاقتصاد في بايرن وحصلت على الدكتوراه في الاقتصاد. كتبت أطروحتها للدكتوراه عن نظام التقاعد الصيني فهي تتحدث اللغة الصينية. وبعد إنهاء دراستها سافرت إلى آسيا فأمضت عاماً في اليابان وخمس سنوات في الصين ، كذلك عملت في بنك كريدي سويس في سنغافورة. عملت فايدل في القطاع المالي في إدارة الأصول وفي شركة أغذية وفي مجال الشركات الناشئة.
تعيش فايدل في سويسرا مع زوجتها سارة بوسارد وابنيهما. وتصف صحيفة “نيو زوريخ تسايتونغ” NZZ الأربعة بـ “عائلة قوس قزح”. وقالت فايدل للصحيفة أن زوجتها جاءت من سريلانكا وتبناها زوجان من القساوسة السويسريين عندما كانت تبلغ من العمر ثلاثة أشهر وأنهما في علاقة منذ 15 عاماً. والمفارقة أن حزب البديل من أجل ألمانيا يتبنى الصورة التقليدية للأسرة. حيث أكد مؤتمر الحزب في ريزا مطلع الشهر الحالي صراحة على تعريف الأسرة بأنها وحدة الأب والأم والطفل. وفقاً لصحيفة بيلد فإن الحزب يريد وفقاً لبرنامجه حظر الزواج من نفس الجنس على الرغم من أن رئيسته تعيش في علاقة زواج مسجلة مع امرأة.
تاريخ فايدل السياسي
انضمت فايدل لحزب البديل من أجل ألمانيا في عام 2013. وبالرغم من فشلها في الترشح لرئاسة ولاية بادن فورتمبيرغ في عام 2017، إلا أنها ترشحت في العام نفسه إلى انتخابات البوندستاغ. بعدها أصبحت رئيسة المجموعة البرلمانية إلى جانب ألكسندر غاولاند. وفي عام 2022 تولت فايدل مع تينو شروبالا منصب المتحدثين الرسميين للحزب. شغلت فايدل منصب رئيسة ولاية بادن– فورتمبيرغ من عام 2020 إلى 2022. بجانب ترشح فايدل لمنصب المستشار الاتحادي ، فإنها أيضاً المرشحة الأولى لحزب البديل في ولاية بادن فورتمبيرغ للانتخابات الاتحادية.
كيف تحاول أن تُجمل صورتها ؟
في حين استبعدت جميع الأحزاب الممثلة في البوندستاغ التحالف مع حزب البديل من أجل ألمانيا والذي صنفه المكتب الاتحادي لحماية الدستور على أنه “حالة متطرفه مشتبه بها”. فإن أليس فايدل رئيسة الحزب تلقت دعماً من الرجل الأغنى في العالم إيلون ماسك والذي استضافها في حوار مباشر استغرق 75 دقيقة على منصته X في مطلع الشهر الحالي. ورغم ذلك الدعم تظاهر أكثر من 16 ألف شخص ضدها خلال زيارتها الأخيرة لمبنى بلدية هامبورغ. وقد نشرت فيديو –على صفحتها على انستغرام– من داخل سيارتها الرانج روفر في طريقها إلى هامبورغ، وقالت فيها إنها ارتدت بلوفر بقلوب حمراء خصيصاً. وبضحكة ساخرة قالت “دعونا نصنع الحب وليس الحرب”.
انتشار “الأندية النشطة” في المشهد اليميني المتطرف
أظهرت أبحاث أجرتها ( SWR ) توجهاً يمينياً متطرف يسيطر على ما يعرف “بالأندية النشطة”. ففي مظهرها هي تجمعات شبابية تمارس الرياضة معاً مثل المشي لمسافات طويلة والتخييم ، لكن فنون الدفاع عن النفس مثل الملاكمة أو الجين جيتسو تحظى بشعبية كبيرة. يوجد حالياً ما لا يقل عن 19 نادياً في ألمانيا. وتلخص عالمة السياسة الأمريكية جيسا ميليا أن تلك الأندية ظاهرة جديدة نسبياً في المشهد اليميني المتطرف. وتنظم هذه المجموعات أنشطتها حول الفنون القتالية واللياقة البدنية لمنع ما يمسي بالإبادة الجماعية البيضاء كما يجمع هؤلاء الأشخاص توجهات سياسية يمينية. بينما يقول ألكسندر ريتزمان خبير التطرف في معهد براندبورغ للمجتمع والأمن إن تلك الأندية تهدف لبناء شبكة من المتطرفين اليمينيين المستعدين للقتال واستخدام العنف.
