12/12/2024

السفارة السورية في برلين تجدد الجوازات مجانًا لمدة 6 أشهر بسبب التحديات الراهنة

مع سقوط النظام السوري وتراجع أداء مرافق الدولة، بما في ذلك السفارات، بات السوريون في المغترب يتساءلون عن دور السفارات السورية، ولا سيما السفارة السورية في برلين، وما هي الإجراءات المتبعة لتجديد أو إصدار جواز سفر في ظل التحديات الراهنة. للإجابة عن هذه التساؤلات، أجرى الصحفي أنس خبير من موقع “أمل برلين” لقاءً خاصًا مع القائم بأعمال السفارة السورية في برلين، الدكتور عبد الكريم خونده، الذي أوضح المهام والتحديات التي تواجه السفارة اليوم.

مهام السفارة السورية في برلين والتحديات الراهنة

  1. المهام الأساسية للسفارة:
    تعمل السفارة السورية في برلين على تقديم الخدمات القنصلية للمواطنين السوريين المقيمين في ألمانيا. ورغم التحديات التقنية الحالية، لا تزال السفارة تركز على تسيير أمور المواطنين من خلال تمديد جوازات السفر المنتهية صلاحيتها لمدة ستة أشهر مجانًا ولمرة واحدة، وذلك في ظل توقف إصدار جوازات سفر إلكترونية جديدة بسبب تعطل مركز الهجرة والجوازات المركزي في دمشق.
  2. تأثير تعطل منظومة إصدار الجوازات:
    نتج عن الحريق الذي طال إدارة الجوازات في دمشق توقف عمل السيرفر الرئيسي لمنظومة إصدار الجوازات الإلكترونية. هذا التوقف أدى إلى تعطيل عملية إرسال الطلبات إلكترونيًا من السفارة إلى دمشق، ما حال دون القدرة على إصدار جوازات جديدة أو تجديدها. حاليًا، تنتظر السفارة تعليمات جديدة من القيادة في دمشق لاستئناف العمل.
  3. الإجراءات المؤقتة:
    للتخفيف من آثار هذا التوقف على المواطنين السوريين في ألمانيا، اتخذت السفارة خطوات استثنائية لتلبية احتياجاتهم، منها:
  • تمديد جوازات السفر المنتهية لمدة ستة أشهر مجانًا.
  • تقديم الدعم للمواطنين الذين يواجهون صعوبات في تمديد إقاماتهم أو إجراء معاملات مالية بسبب انتهاء صلاحية جوازات سفرهم.
  1. التحديات التي تواجه السفارة:
    تعاني السفارة من نقص حاد في الموارد البشرية والإدارية:
  • يعمل في القسم القنصلي سبعة موظفين فقط، مما يجعل من الصعب تقديم خدمات مثالية لأكثر من مليون و330 ألف مواطن سوري مقيم في ألمانيا.
  • يستقبل القسم القنصلي يوميًا ما بين 300 و350 مواطنًا، وينجز نحو 150 إلى 200 معاملة يوميًا، مما يمثل ضغطًا كبيرًا على الموظفين المتاحين.
  1. المطالب من القيادة الجديدة:
    تأمل السفارة أن تُحدث القيادة السورية الجديدة تغييرات جوهرية تسهم في تحسين الخدمات القنصلية، ومن أهم هذه المطالب:
  • إلغاء شرط الحصول على موافقات مسبقة لإصدار جوازات السفر.
  • تمديد مدة صلاحية جوازات السفر إلى عشر سنوات بدلاً من النظام الحالي.
  • تخفيض رسوم إصدار الجوازات وجعلها رمزية بما يتناسب مع المعايير الدولية.
  • تبني تقنيات حديثة لتقديم الخدمات القنصلية عن بُعد، مثل إرسال الأوراق إلكترونيًا أو تقليل الحاجة إلى الحضور الشخصي للسفارة.
  1. اعتراضات القائم بالأعمال على النظام القديم:
    وفي حديثه عن الوضع القائم، اعترف الدكتور عبد الكريم خونده، القائم بأعمال السفارة السورية في برلين، أنه لم يكن راضيًا عن النظام القديم، وما كان يتم اتباعه من إجراءات، مثل طلب الموافقات الأمنية التي كانت تُعيق المواطنين وتسبب تأخيرات غير مبررة. وأشار إلى أن المبالغ المرتفعة التي كانت تُطلب من السوريين لاستصدار أو تجديد جوازات سفرهم لم تكن تخدم المواطنين بشكل حقيقي. بل أضاف أن الأموال التي كانت تُجمع من المواطنين كانت تُسرق من قبل النظام السابق، ولا يتم استخدامها في دعم خدمات الدولة مما زاد من تدهور الوضع العام.

فيديو للناشطين السوريين أثناء رفعهم علم الثورة داخل السفارة السورية في برلين

  1. رسالة السفارة للمواطنين:
    تؤكد السفارة أنها وجدت لخدمة المواطنين السوريين وتلبية احتياجاتهم. ورغم التحديات، تفتح السفارة أبوابها للجميع وتدعو المواطنين إلى التعاون وتقديم الاقتراحات لتحسين الأداء. وتوجه السفارة رسالة مفادها أن المرحلة الحالية تمثل بداية جديدة لسوريا ديمقراطية ومنفتحة، تعمل فيها المؤسسات لخدمة جميع السوريين.
  2. دور السفارة في المستقبل:
    تسعى السفارة إلى تعزيز الروابط مع الجالية السورية في ألمانيا وتقديم الدعم اللازم لهم، بما يخدم مصالح سوريا الحرة والديمقراطية في المستقبل. وتأمل أن يتم تجاوز العقبات الإدارية التي عرقلت العمل في الماضي من خلال حلول مبتكرة وزيادة الموارد البشرية.
  3. الرد على الانتقادات:
    ردًا على الانتقادات الموجهة إلى السفارة بسبب سوء الخدمات في الماضي، تُعزى هذه المشكلات إلى نقص الكوادر البشرية وعدم توفر التقنيات الكافية للتعامل مع الأعداد الكبيرة من المراجعين. تؤكد السفارة أن هذه التحديات تحت الدراسة، وأنها تأمل في تحسين الخدمات قريبًا بالتعاون مع القيادة الجديدة.