06/10/2024

هل فريدريش ميرتس مرشح قوي لمنصب المستشار الألماني؟

أعلن رئيس حزب الاتحاد المسيحي الديموقراطي (CDU) فريدريش ميرتس رسمياً عن ترشحه لمنصب المستشار الاتحادي لعام 2025. جاء ذلك بعد يوم واحد من انتخابات برلمان براندنبورغ والتي حصل فيها الحزب على المركز الرابع بنسبة 12.1% فقط من الأصوات. وقد وافقت اللجنة العليا لقادة حزبي CDU و CSU بالإجماع على ترشيحه للمنصب. حيث تجري الانتخابات البرلمانية الاتحادية في نهاية شهر سبتمبر/أيلول من العام القادم.

تغيرات سياسية كثيرة تشهدها الساحة الألمانية مع إحراز أحزاب اليمين تقدماً ملحوظاً وتراجع أحزاب أخرى في تحالف إشارة المرور الذي يقود الحكومة الحالية. المزاج العام للناخبين متقلب لدرجة لا يمكن التنبؤ بها وجيل جديد أصبح من حقه المشاركة في الانتخابات المحلية والبرلمانية في بعض الولايات بعد خفض سن الانتخاب من 18 إلى 16 عاماً. جيل جديد لا يتابع مؤتمرات الناخبين مثل الآباء والأجداد. لكن يمكن التأثير عليهم من خلال منصات التواصل الاجتماعي مثل التيكتوك. ومن يفعل ذلك سيكون قادراً على ضمان أصواتهم. هذا ما أثبتته نتائج الانتخابات البرلمانية في ولايات ساكسونيا وتورينغين وبراندنبورغ. يحاول فريدريش ميرتس تقديم نفسه الآن للناخبين على أنه المنقذ الذي يعرف كيف يعيد ألمانيا إلى مجدها. فهل ينجح خلال الأشهر القادمة في زيادة مؤيديه ليكون مُرشحاً قوياً لمنصب المستشار الاتحادي القادم؟

من هو فريدريش ميرتس ؟

فريدريش ميرتس عمل محامياً قبل دخوله إلى عالم السياسة. يبلغ الرجل 68 عاماً وهو متزوج وأب لثلاثة أطفال و يعيش في أرنسبيرغ في منطقة ساورلاند جنوب غرب ألمانيا. عمل ميرتس محامياً تجارياً ثم عضواً في مجلس الإشراف على الشركات الكبرى من بينها (BlackRock) وهي واحدة من أكبر مديري الأصول في العالم. كان نائباً في البرلمان الأوروبي منذ عام 1989 وحتى 1994. ثم أصبح بعدها مباشرة عضواً في البوندستاغ الألماني . استمر ميرتس عضواً في البرلمان حتى عام 2009 ثم اعتزل العمل السياسي لفترة وركز على عمله كمحامي. عاد الرجل مجدداً للعمل السياسي في عام 2021 مع ترشحه لمنصب رئيس حزب الاتحاد المسيحي الديموقراطي  (CDU).

خطاب ميرتس الحاد: زلات لسان أم استفزاز متعمد؟

شارك ميرتس مقطعاً للفيديو علـى حسابه على X الشهر الماضي تحدث فيه بعنصرية عن المهاجرين. وقال حالتا اغتصاب تحدث في اليوم الواحد، وأكثر من نصفها يرتكبها المهاجرون لأن لديهم ثقافة مختلفة ولديهم صورة مختلفة عن المرأة حيث لا يحترمون النساء، خاصة الشباب من تلك المجموعات المهاجرة. وأضاف هذه هي الحقيقة في ألمانيا وعلينا أن نضع حداً لذلك وسنقوم بدورنا لوضع حد لهذا الأمر. يجب على هذا البلد أن يعيش في سلام وحرية وأمن مرة أخرى.

هذه ليست المرة الأولى التي يلقي فيها ميرتس اتهامات بدون دليل أو الترويج لمعلومات غير صحيحة. فقد تعرض ميرتس للانتقاد مرات عديدة بسبب عدم اختياره الكلمات الصحيحة خلال تصريحات أدلى بها في النقاش العام. في سبتمبر/أيلول 2023 قال ميرتس في برنامج حواري على قناة “Welt” إن 300 ألف طالب لجوء رفض طلبهم ولا يسمح لهم بمغادرة ألمانيا. لكنهم يحصلون على الرعاية الطبية الكاملة ويخضعون لعمليات جراحة الأسنان في ألمانيا، وبالتالي يحرمون المواطنين الألمان من الحصول علي موعد عند طبيب الأسنان.

ما قاله ميرتس غير صحيح لأن الأشخاص الذين يحملون تصريح (الدولدونج ) يحصلون على رعاية طبية منخفضة في أول 18 شهراً من إقامتهم وفقاً لقانون مزايا طالبي اللجوء. ويعني ذلك الحصول على مواعيد علاج الأسنان فقط في حالات الطوارئ وفقاً للفقرة 4 من قانون إعانات طالبي اللجوء.

كيف يحاول ميرتس مهاجمة أولاف شولتس علناً لكسب مزيد من الأصوات ؟

نشرت صحيفة شبيغل مقالاً بعنوان فريدريش ميرتس يلعب لعبة خطيرة”. حيث ترى كاتبة المقال أن زعيم الحزب الديموقراطي المسيحي يحاول دفع المستشار أولاف فيما يتعلق بقضايا الهجرة و اللجوء. لكن ميرتس يبالغ في فعل ذلك ويمكن أن يتسبب في نتيجة عكسية تزيد من قوة حزب SPD . في حين يسعى الرجل إلى إضعافه. خلال إعلان البيان الحكومي حول الميزانية الاتحادية لعام 2025 في جلسة البوندساتغ منتصف سبتمبر/أيلول الماضي. وجه المستشار أولاف شولتس هجومه بشكل مباشر لميرتس ونفى أهليته لمنصب المستشار. جاء ذلك بعد محاولة استغلال ميرتس حادثة الطعن الأخيرة في زولينغن لانتقاد المستشار وإظهاره بموقف الضعيف لتلميع نفسه إعلامياً وإجراء مقابلات صحفية كثيرة.

وقال شولتس منفعلاً أنت من نوع السياسيين الذين يعتقدون أنهم قد حلوا بالفعل مشكلة الهجرة بمقابلة واحدة مع صحيفة بيلد يوم الأحد. لكن هذه ليست الحقيقة. وأضاف خاصة إذا كنت تنتمي إلى مجموعة السياسيين الذين يغادرون مكاتب الصحفيين ثم ينسون مباشرة ما اقترحوا خلال المقابلات لأنك لم تنوِ مطلقاً التعامل معه.

وجه نظر ميرتس المحافظة تجاه النساء

اختار ميرتس إجراء أول مقابلة صحفية له بعد الإعلان الرسمي عن ترشحه لتكون مع تلفزيون بيلد”. وقد سألته محاورته عن رأيه في صورة رئيسة حزب الخضر السابقة ريكاردا لانغ عندما استقلت تاكسي بعد حفل زفافها منتصف شهر أغسطس/ آب الماضي. ويظهر في الصورة سائق التاكسي مرتدياً كوفيه فلسطينية على رأسه.  نشر موقع بيلد الصورة وصاحبها عنوان سائق يرتدي كوفية فلسطينية: فما مدى خطورة رحلة ريكاردا لانغ بسيارة الأجرة ؟”.

في الخبر اعتبرت الصحيفة أن الشال الفلسطيني هو رمز لأعداء إسرائيل. ذكرت المحاورة تلك الصورة وطرحت على ضيفها ميرتس السؤال عما إذا كان سيستقل سيارة الأجرة كما فعلت لانغ أم لا. فأجاب ميرتس أنه من المحتمل كرجل أن يستقل سيارة الأجرة لكن كسيدة لا.. معللاً ذلك بأنه كرجل لديه مستوى مختلف من الثقة بالنفس وقادر على المطالبة بمستوى مختلف من الاحترام.

نشرت ريكاردا لانغ رداً على ميرتس عبر حسابها على X قائلةلا تقلق عزيزي فريدريش ميرتس. لدي ثقة بالنفس لركوب سيارة أجرة. وحتى لو كان ذلك قد يفاجئك: يمكن للمرأة أن تحظى بالاحترام بشكل جيد. مرحباً بك في القرن الحادي و العشرين. وأضافت بخصوص تجربتي فقد كان سائق التاكسي ودوداً ولا يوجد سبب يدعو إلى أن يكون موضع انتقاد علني.

Amal, Berlin!
Privacy Overview

This website uses cookies so that we can provide you with the best user experience possible. Cookie information is stored in your browser and performs functions such as recognising you when you return to our website and helping our team to understand which sections of the website you find most interesting and useful.