Foto: Eman Helal
18/08/2024

مرشحة مصرية بانتخابات مجلس الاندماج والأجانب في دريسدن

تنطلق انتخابات المجلس الاستشاري للاندماج والأجانب بمدينة دريسدن في الأول من شهر سبتمبر/ أيلول القادم. ويوافق ذلك موعد انتخابات البرلمان بولاية ساكسونيا. يحق للأجانب فقط ممن لا يحملون الجنسية الألمانية الترشح لانتخابات المجلس الاستشاري للاندماج والأجانب، ويتم التجديد كل خمس سنوات. يشارك في انتخابات هذا العام خمسة مرشحين عرب من بين 28 مرشحاً ومرشحة.

مرشحة مصرية في الانتخابات

تشارك المهندسة المصرية خديجة خالد البالغة من العمر 30 سنة في انتخابات المجلس الاستشاري للاندماج والأجانب هذا العام. تحاول خديجة التواجد في التجمعات العربية للتعريف بنفسها وأهدافها من المشاركة بالمجلس. خديجة مهندسة في مجال الطاقة الشمسية ومقيمة في ألمانيا منذ خمس سنوات ونصف، حيث انهت دراسة الماجستير من معهد الطاقة المتجددة الشهير “Fraunhofer” بمدينة Freiburg. أجرت أبحاثها في مجال خلايا الطاقة الشمسية، ثم انتقلت بعدها إلى مدينة دريسدن عقب زوجها، وهي حالياً في أجازة أمومة ولديها طفل رضيع عمره شهر ونصف.

شعرت خديجة أنها مستعدة في تلك المرحلة للمشاركة سياسياً وخصوصاً مع تحقيقها قدر عالٍ من إجادة اللغة الألمانية. كونها سيدة مسلمة محجبة تعي جيداً التحديات التي تواجه السيدات المحجبات المهاجرات في ألمانيا. لذلك رأت أنه من المفيد الترشح لمجلس الاندماج والأجانب لتكون حلقة الوصل بين المهاجرين والسياسيين بالمدينة. تأتي في مقدمة أولويات خديجة كل ما يهم المرأة والأسرة، إذ تتعرض السيدات لتحديات أكثر من الرجال فيما يتعلق بالعنصرية وخصوصاً السيدات المحجبات. تُخطط خديجة لاستكمال أبحاثها ودراسة الدكتوراه في جامعة كيمنتس لتكون أقرب إلى دريسدن.

السمعة السيئة التي تلاحق دريسدن

انتقلت خديجة خالد منذ عام ونصف لمدينة دريسدن مع زوجها. لم تكن تعرف في البداية أنها المدينة التي شهدت مقتل الصيدلانية المصرية مروة الشربيني عام 2009. وشعرت بعد معرفة ذلك بحالة من الرعب كون الشربيني كانت أيضًا سيدة مصرية محجبة تعمل في الأبحاث. كذلك لإنتشار أعضاء حركة (Pegida) المناهضة للإسلام في دريسدن. وهي حركة مُصنفة على أنها يمينية متطرفة من قبل مكتب حماية الدستور. وعندما أُعلنت نتيجة الانتخابات الأوروبية في مايو الماضي، وأظهرت تقدم اليمين المتطرف، فتح ذلك النقاش حول استمرار عائلتها في ألمانيا أم ضرورة البحث عن بلد أخرى للانتقال إليه في حالة تقدم حزب البديل من أجل ألمانيا (AFD) بالانتخابات القادمة في الولاية. تقول خديجة إنها محظوظة فمنذ انتقالها إلى مدينة دريسدن تعرضت مرة واحدة فقط لموقف عنصري.

انجازات حققها المجلس الاستشاري الحالي

يُعد المجلس الاستشاري حلقة وصل بين الأجانب المقيمين في دريسدن والحكومة المحلية والأحزاب الحاكمة. إذ يقدم رأي استشاري عند مناقشة القوانين والقرارات الحكومية المتعلقة بالأجانب في الولاية. لذلك من المهم لكل جالية أن يكون لها ممثل داخل المجلس للتعبير عن احتياجاتهم. ويتكون المجلس من عشرين عضواً، تسعة منهم ألمان من الأحزاب الحاكمة و11 عضو من الأجانب. على سبيل المثال، تناقش المدينة ميزانية روضات الأطفال مع المجلس الاستشاري لذلك من المهم طرح التحديات واحتياجات العائلات المهاجرة.

وكان من بين الانجازات التي حققها المجلس الحالي، مناقشة مشكلة نقص عدد الموظفين بمكتب تسجيل الأجانب (Auslanderbehörder)، فالنظر في طلب الحصول على الجنسية الألمانية كان يستغرق حوالي 36 شهراً في مدينة دريسدن. لذلك رفع المجلس الاستشاري طلباً إلى عمدة المدينة ديرك هيلبيغرت من أجل تعيين عدد أكبر من الموظفين. وبالفعل تم تعيين أربعة موظفين جدد وأصبحت عملية النظر في الطلب تستغرق الآن 24 شهراً.