Foto: Eman Helal
01/07/2024

الذكرى الـ 15 لرحيل مروة الشربيني.. ضحية العنصرية في دريسدن

يوافق اليوم الأول من يوليو/ تموز، الذكرى الـ 15 لمقتل الصيدلانية المصرية مروة الشربيني في دريسدن. قتلت الشربيني والتي كانت حاملاً بشهرها الثالث طعناً بالسكين 18 مرة أمام زوجها وطفلها (3 سنوات حينها) تعرضت المغدورة لحادث عنصري قبل مقتلها بشهور وقررت التصدي للجاني، لكنها للأسف دفعت حياتها ثمناً لشجاعتها. حيث قتلها الجاني داخل قاعة محكمة دريسدن الإقليمية عندما حكم عليه القاضي بالغرامة المالية. تدخل زوجها سريعاً لإنقاذها فأصيب بجراح خطيرة في اليد، كما أطلق ضابط شرطة النار عليه وأصابه في ساقه. حيث اعتقد أنه الجاني ولم يشك للحظة بالمتهم الألماني من أصل روسي.

ماذا حدث يوم مقتلها؟

صيف 2008 كانت مروة الشربيني تلعب مع طفلها مصطفى في ملعب للأطفال بمنطقة Hopfgartenstraße في مدينة دريسدن. وقد طلبت من الكسندر د. (28 عاماً) أن يعطي المجال لابنها للعب على الأرجوحة. لكن الرجل العاطل عن العمل أهانها ووصفها بـالإسلامية والإرهابية والعاهرة. وفي الأول من يوليو/ تموز 2009 أي بعد الحادث بما يقرب من عام انعقدت جلسة استماع بمحكمة دريسدن الإقليمية وحضرت فيها مروة كشاهدة. حكم القاضي بتعويضها بالغرامة المالية بسبب الإهانات التي تعرضت لها، لكن الجاني لم يقبل الحكم وقبل أن تغادر مروة قاعة المحكمة، أخرج سكين من حقيبته وطعنها 18 طعنة عند منطقة الصدر، ما أودى بحياتها على الفور.

تدخل زوجها علوي علي عكاظ  البالغ من العمر وقتها 32 عاماً، لكنه أصيب بجراح خطيرة أثناء محاولته إنقاذ زوجته. نقل على إثرها إلى المستشفى وظل لفترة ليست قليلة بالعناية المركزة، حتى تحسنت حالته وبدأ بعدها بتلقي الرعاية الطبية في أحد مراكز إعادة التأهيل.

انتقل الزوجان إلى ألمانيا عام 2005 ثم إلى دريسدن عام 2008 حيث وقعت الجريمة هناك. كانت الشربيني تعمل بإحدى الصيدلايات في دريسدن بينما كان زوجها يعمل باحثاً في معهد ماكس بلانك لبيولوجيا الخلايا الجزيئية وعلم الوراثة. وكان قد أكمل للتو أطروحته للدكتوراه حول انقسام الخلايا. وكانت مروة الشربيني عضواً بالمنتخب الوطني المصري لكرة اليد لمدة 7 أعوام وتوفيت عن عمر يناهز الـ 32 سنة.

ردود الفعل في الدول العربية والإسلامية

في الوقت الذي انشغلت فيه الصحافة الألمانية بمناقشة الإجراءات الأمنية التي يجب اتباعها داخل المحاكم. لم تعطِ اهتماماً للدافع العنصري الذي أودى بحياة الشربيني. حيث أثار مقتلها مشاعر الرأي العام المصري والعربي بل والعالم الإسلامي حينها. وخرجت مظاهرات كبيرة في دول عديدة تندد بمقتلها حتى أنهم اسموها شهيدة الحجاب. ووفقاً لصحيفة الجارديان البريطانية، فإن قلة التغطية الإعلامية أججت غضب المتظاهرين. وكان شارك الآلاف في جنازة مروة الشربيني بمسقط رأسها مدينة الإسكندرية، حيث دُفن جثمانها بمقابر العائلة هناك. وغادر زوجها ألمانيا هو وطفله مصطفى بعد مقتلها، ويبلغ مصطفى من العمر هذا العام 18 عاماً.

أسبوع مناهضة العنصرية ضد المسلمين في ألمانيا

حكم على المتهم ألكسندر. د بالسجن مدى الحياة. وفي 2015 اعتمد الأول من يوليو/ تموز يوم مقتل مروة الشربيني يوم مناهضة العنصرية ضد المسلمين في ألمانيا. وخلال الأسبوع الأخير من شهر يونيو/ حزيران تُنظم فعاليات للتوعية بمخاطر العنصرية ضد المسلمين، وورش عمل في مدن ألمانية عديدة.

وخلال هذا الأسبوع من كل عام ينشر تحالف Claim تقريراً سنوياً عن معدل العنصرية ضد المسلمين وجرائم الكراهية في ألمانيا. وسجل تقرير هذا العام زيادة كبيرة في حالات العنصرية ضد المسلمين. فكان هناك ما يقرب من 1926 حالة مسجلة، وهذا يعادل خمس حالات يومياً! وهو ما يمثل زيادة بأكثر من 110% مقارنة بالعام السابق. ومن بين هذه الحالات، كانت هناك أربع حالات قتل وما يقرب من 90 اعتداء على مؤسسات دينية كالمساجد والمقابر.

مروة الشربيني ليست الضحية الوحيدة للعنف المعادي للأجانب بمدينة دريسدن. ففي عام 1991 قتل العامل الموزمبيقي خورخي جومونداي نتيجة هجوم معادٍ للأجانب..