Bild von Bananayota auf Pixabay
17/06/2024

دراسة: الشعور بالوحدة منتشر بين الشباب في ألمانيا!

بدت الوحدة لفترة طويلة وكأنها ظاهرة تتعلق بالشيخوخة. لكن جائحة كورونا زادت الضغوط على الشباب بشكل خاص. وما زال الشعور بالوحدة مستمرًا، كما يظهر من استطلاع حالي أجرته مؤسسة برتلسمان! فنحو واحد من كل عشرة مشاركين (11%) من الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و30 عامًا عبروا عن شعورهم بالوحدة الشديدة. وشعر 35% من المشاركين بـنوع من “الوحدة المعتدلة” إن صح التعبير، وهذا يختلف حسب الجنس والفئة العمرية.

الشابات أكثر عرضة للوحدة!

يُشار إلى أن الشابات أكثر عرضة للوحدة مقارنة بالشباب. ويزداد الشعور بالوحدة بشكل أقوى في الفترة العمرية بين 19 و 22 عامًا. ووفقًا للمعلومات، فإن القيم ما زالت أعلى بكثير مما كانت عليه قبل جائحة كورونا، وخلص الخبراء إلى أن “الزيادة بالشعور بالوحدة تبدو مستدامة في هذه الفئة العمرية”.

لا يمكن تفسير زيادة الشعور بالوحدة فقط بسبب القيود التي كانت مفروضة على التواصل خلال فترة الوباء. إذ يمكن أن تكون التغيرات بظروف النمو والتواصل، والتغيرات بالمفاهيم الأخلاقية والأزمات العامة، كلها أمور لها تأثيرات أيضًا. ويمكن أن يلعب تغيير الوظائف والعلاقات دورًا في هذا الزيادة.

بشكل عام، أظهرت الفئة العمرية التي تتراوح بين 16 و30 عامًا رضاً متوسطًا عن الحياة، وكانت قيمة الرضى 6.75 على مقياس من صفر (غير راضٍ على الاطلاق) إلى عشرة (راضٍ تمامًا). وقد أظهرت الدراسات أنه كلما شعر الشخص بالوحدة، انخفض رضاه عن حياته. ووفقا للدراسة، فإن الشباب المطلقين أو الأرامل، أو الحاصلين على مؤهل مدرسي منخفض، أو العاطلين عن العمل، أو الذين يعيشون في مدن متوسطة الحجم أو لديهم خلفية مهاجرة، هم الأكثر تأثرًا. شارك بالدراسة 2532 شاباً وشابة تتراوح أعمارهم بين 16 و30 عاما وتم استطلاع 30 منهم عبر الإنترنت في شهر مارس.

خطر على الديمقراطية

وصفت وزيرة الأسرة ليزا باوس الشعور بالوحدة على أنها “ظاهرة لا تحظى بالتقدير الكافي”. ويمكن أن تضر أيضًا بالديمقراطية على المدى الطويل. وقالت السياسية المنتمية للخضر لصحف مجموعة فونكه الإعلامية: “كل من يفقد الثقة بالمجتمع، يفقد أيضًا الثقة بالديمقراطية، وتنخفض المشاركة السياسية، وكذلك الرغبة بالتصويت”. ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، فإن الشعور بالوحدة يعادل مخاطر السمنة والتدخين وتلوث الهواء.

المجموعات المعرضة للخطر

المجموعات المعرضة لخطر الشعور بالوحدة تشمل بالأساس أولئك الذين يعانون من مستويات عالية من التوتر وقليل من الدعم. مثل الوالدين الوحيدين، والعاطلين عن العمل، والفقراء، والأشخاص المحرومين اجتماعيًا. ومنذ انتشار جائحة كورونا، تمت إضافة مزيد من الشباب والمراهقين والأطفال إلى هذه القائمة.

أسبوع لمحاربة الوحدة

اليوم يفتتح أسبوع العمل حول موضوع الوحدة، بمبادرات تشمل مثلاً خبز الفطائر معًا أو تعزيز الصداقات عبر الهاتف. بالإضافة إلى دعم مؤتمر متخصص ومناقشات من قبل مجلس الأخلاقيات بخصوص الوحدة. ووفقًا للوزيرة باوس، تدعم وزارتها استراتيجية الحكومة الاتحادية للتعامل مع الوحدة بميزانية تصل إلى 70 مليون يورو. لكنها أشارت إلى أن هذا قد لا يكون كافيًا نظرًا لتأصل الوحدة بالمجتمع الألماني بشكل كبير!