تسحرنا الأماكن وتسرق قلوبنا، ويجتاحنا الشوق لرؤيتها بين حين وحين. هكذا هي حارات الشام القديمة، رغم رماديتها وضيقها، وروائح العفن والرطوبة والطبخ وربما القليل من “الياسمين”.
لوحات ناطقة!
يركز الفنان السوري غيث تحسين في لوحاته على أدق التفاصيل التي يحملها بذاكرته عن مدينته دمشق. بعض الرسومات لها ملمس خشن، كملمس جدران الحارة، ويكاد الناظر لإحدى اللوحات أن يشم رائحة المكان، ويسمع رنين جرس بسكليته، وقرقعة قبقاب، وهدير سيارة سوزوكي..
في معرضه الذي يستضيفه معهد غوته للغات وسط برلين، يعرض غيث تحسين مجموعة من أعماله الفنية على مدار سنوات. تحضر الحارة الدمشقية بقوة في معظم اللوحات، وهناك أعمال أخرى تجسد حياة الفنان الجديدة في برلين.
ليست مجرد حارات وبيوت قديمة
يقاوم غيث في لوحاته النسيان، فهو يحفظ حارات الشام عن ظهر قلب. وبسحرٍ يفوق دقة الصور الفوتوغرافية، تتسربل روحه عبر ضربات ريشته والألوان التي تنسج أعماله. إنها ليست مجرد لوحات موضوعها الحارات والبيوت القديمة، إنها ومضات حنين، ونبضات قلب، وأسماء ووجوه وذكريات..
دمشقي وما بعد..
يمكنكم زيارة معرض غيث تحسين “MEIN DAMASKUS UND DANACH” في معهد غوته للغات Neue Schönhauser Str. 20, 10178 Berlin. من الاثنين إلى الجمعة، من الساعة 08.30 إلى الساعة 15:00، ويوم الاثنين فقط حتى الساعة 18:30. وسيستمر المعرض حتى نهاية الشهر الجاري.
جانب من المعرض بالصور
