“انحراف لليمين في الجيل الشاب”، “العديد من الشباب لصالح حزب البديل من أجل ألمانيا”، أو “22% من الشباب سيصوتون لصالح حزب البديل من أجل ألمانيا”: هذه هي عناوين دراسة “الشباب في ألمانيا” التي أثارت الكثير من الجدل في نهاية أبريل/ نيسان الماضي!
البديل والتوجهات السياسية للشباب!
الدراسة ركزت على التفضيلات الحزبية لدى الشباب بشكل خاص، وتقول إحدى ملاحظاتها على سبيل المثال: “22% من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و29 عامًا سيصوتون لصالح حزب البديل من أجل ألمانيا – وهو ما يشكل تضاعفًا للعدد في غضون عام واحد”. ولكن هذه البيانات على الأقل مضللة إلى حد ما. لأن الدراسة التي يقوم بها باستمرار منذ عام 2020 باحثون شباب بقيادة سيمون شنيتزر وزملاؤه، أشارت إلى نسبة 22% – ولكن هذه النسبة تنطبق فقط على المستجيبين للدراسة الذين، أولاً: يعرفون لمن سيصوتون وثانياً: والذين سيقومون بالتصويت أصلاً. وهذا يحدث فرقاً هائلاً.
هل النسبة 22% حقًا؟
فحسب ما ظهر من الدراسة، فإن 25% من المستجيبين – أي كل رابع شخص – أجابوا على سؤال “من ستختار؟” بـ “لا أعرف”. وأشار 10% إلى أنهم لن يقوموا بالتصويت. وبالتالي، لم يذكر أكثر من ثلثي المستجيبين أي تفضيلات سياسية. فمن بين 2042 مستجيباً، لم يذكر حوالي 715 أي حزب.
لذلك نسبة 22% لصالح حزب البديل، بالإضافة إلى البيانات حول الأحزاب الأخرى، تنطبق فقط على المستجيبين الذين ذكروا توجههم السياسي. ومع النظر إلى جميع المستجيبين، تبلغ نسبة الذين سيصوتون لصالح حزب البديل من أجل ألمانيا حوالي 14.3%.
وبالطبع، فإن البيانات نفسها متعلقة بالأحزاب الأخرى أيضًا: تنطبق هذه البيانات فقط على جميع المستجيبين الذين سيصوتون والذين يعرفون أيضًا أي حزب سيختارون. ولدى النظر إلى الحزب الديمقراطي المسيحي/ الاتحاد المسيحي الاجتماعي، سيكون الأمر كذلك. إذ تبلغ نسبة الذين سيصوتون له فعليًا قرابة 13% بدلاً من 20%، وبالنسبة للأخضر، 12% بدلاً من 18%. وبالتالي صياغة بعض وسائل الإعلام بأن 22% من الشباب سيصوتون لصالح حزب البديل من أجل ألمانيا، هي صياغة مضللة، وتخلق انطباع بأن هؤلاء الشباب يمثلون جميع هذه الفئة العمرية.
انتقادات لأسلوب الدراسة
رئيس معهد استطلاع الرأي “فورسا”، مانفريد غولنر، انتقد في حوار مع صحيفة “بيلد” طريقة التواصل مع المستجيبين للدراسة، فالنتائج تعتمد على ما يُعرف بـ “الوصول عبر الإنترنت”. وهذا النوع من الاستطلاعات برأي الخبراء، لا يعكس المشاركة الحقيقية، فبعض الأشخاص يفضلون التواصل الرقمي وهم أكثر نشاطًا في ذلك مقارنةً بغيرهم. وأضاف غولنر: “أنصار حزب البديل أكثر نشاطًا عبر الإنترنت من أنصار الأحزاب الأخرى”.
ضعف تأثير حزب البديل في استطلاعات أخرى
في الأسبوع الماضي، نشر معهد الاستطلاعات “فورسا” استطلاعًا لرأي الشباب حول السلوك الانتخابي. ووفقًا لذلك، تبلغ نسبة الذين سيصوتون لصالح حزب البديل من بين الأشخاص الذين سيذهبون للتصويت وقرروا اختيار حزبًا فقط 14%. بينما بلغت نسبة الحزب الديمقراطي المسيحي/ الاتحاد الاجتماعي والخضر 21%. وفي استطلاع الرأي لقناة ARD في 4 يناير/ كانون الثاني الماضي، بلغت نسبة حزب البديل في جميع الفئات العمرية 22%. وفي 1 فبراير/ شباط الماضي 19%، وفي 4 أبريل/ نيسان الماضي 18%، لذلك فقد فقدت أربع نقاط في غضون ثلاثة أشهر. ويقدر الفارق بين استطلاعي فورسا والدراسة الشبابية بثمانية نقاط مئوية، بالإضافة إلى أن هناك تداخلًا جزئيًا في فترات الاستطلاع.
مؤلفو الدراسة يذكرون أنه يمكن توقع هامش خطأ يصل إلى 10% بنتائج الدراسة. وبالنسبة لحزب البديل، فإن هذا يعني نطاقًا يتراوح بين 19.8 و24.2%. وكانت النسبة في العام الماضي 12%. بالمقارنة: في استطلاع رأي ARD-DeutschlandTrend في يناير/ كانون الثاني 2023، بلغت نسبة حزب البديل 15%. وزادت بذلك بنسبة سبع نقاط مئوية حتى يناير/ كانون الثاني من هذا العام!
سلوك الشباب الانتخابي
تظهر نظرة على السلوك الانتخابي الفعلي للشباب، أنه خلال السنوات الأخيرة، كانت هناك اختلافات كبيرة جداً بالنتائج تبعًا للمنطقة. فعلى سبيل المثال، وفقًا لـ ARD-DeutschlandTrends. صوت 5% فقط من الناخبين الذين أعمارهم أقل من 25 عامًا لصالح حزب البديل في انتخابات البرلمان الأوروبي عام 2019. في حين كانت النسبة 7% في انتخابات البرلمان الاتحادي عام 2021.
وفي الانتخابات البرلمانية بولاية ساكسونيا أنهالت 2021، حصل حزب البديل على 17% من أصوات الفئة العمرية الشابة. وفي بافاريا 2023 حصل على 16%. أما في انتخابات شلسفيغ-هولشتاين وشمال الراين-فستفالين (كلاهما عام 2022)، لم يصل حزب البديل حتى إلى نسبة 5% من أصوات هذه الفئة العمرية.