Foto: NADA AZIZI
28/03/2024

رمضان في برلين.. تمر هندي وعرقسوس وأجواء عربية بامتياز!

مع دخول شهر رمضان نصفه الثاني، يستمر اكتظاظ منطقة sonnenalle (أو ما يعرف بشارع العرب) في العاصمة الألمانية برلين. صفوف طويلة أمام المحلات العربية لشراء المنتجات التي تعتبر تقليدا رمضانيًا مميزًا. رصدنا منذ اليوم الأول للشهر المبارك، البهجة في هذا الشارع الذي تزين بأهلة رمضان وفوانيسه..

رمضان وبرلين والحنين!

بدءً بالزينة مرورا بالطعام وانتهاء بالمشروبات، يعج شارع العرب بالمنتجات والمتسوقين، فمن العرق سوس والتمر الهندي إلى المعروك ولقمة القاضي وغيرها من المأكولات والمشروبات التي تشكل تقليدًا لا غنى عنه بالنسبة للمهاجرين العرب في هذا الشهر الكريم.

في شارع العرب البرليني، لن تسمع عبارة “شفا وخمير يا عرق سوس”، أو “يا سمرا يا تمر هندي” التي لطالما سمعناهما عند شراء العرق سوس والتمر الهندي في بلادنا، إلا أن العرق سوس، والتمر هندي يشكلان معلمًا رمضانيًا ينتقل من جيل لآخر! وقد اكتظت أرفف المحلات العربية بهما، إلى جانب الأنواع المختلفة من التمور العربية.

الأسامي كلام.. وشو نفع الكلام!

أحد المحلات الذي يشبه تصميمه المتاجر القديمة بالأحياء الدمشقية، يجعلك تشعر أنك انتقلت عبر آلة الزمن من برلين إلى دمشق في لمح البصر! وعلى بعد أمتار من محطة مترو هرمان بلاتز Hermann Platz ترى المتاجر التي كتب على لافتاتها أسماء عربية، منتشرة على جانبي الطريق، وتبيع المنتجات والمأكولات العربية المعروفة، إلى جانب التمر المعروض بأنواع ومصادر مختلفة.

أسماء المحلات، تشي بهوية أصحابها، فمثلا: شعيبيات إدلب، حلويات دمشق، الدمشقي.. إلخ، وداخل كل متجر، يختلف اسم الحلوى طبقا لما يطلقه عليها أهل المدينة. فلقمة القاضي عند أهل حلب ومدن أخرى، يطلق عليها أهل الشام اسم العوامة! كل ذلك التنوع الثقافي واللغوي، يمكن رؤيته بوضوح في شارع العرب وسط برلين.

يا كريم

لم يقتصر الاختلاف على أسماء الحلوى، بل امتد ليشمل الأسعار التي تختلف من دكان لآخر! فكل متجر في شارع العرب يبيع المنتجات بأسعار مختلفة عن الآخر، ليخلق ذلك أحيانًا حالة تنافس تصب في صالح الزبون. أحد الباعة في سوق العرب قال لأمل برلين: “الأسعار تشهد تذبذبا كبيرا هذا الشهر، فمثلا ببداية رمضان ازدادت الأسعار مقارنة بأسعارها في الأسبوع الثاني من رمضان، ولعل السبب وراء ذلك، تسابق الناس على الشراء قبل دخول الشهر الفضيل، وهو ما يعتبره التجار موسم البيع المثالي”.

ريحة هلي!

يعتبر شارع العرب البرليني وجهة جذابة لكل من الألمان والعرب على حد سواء. ولعل أحد مميزاته أنه يقع في منطقة نويكولن التي تعد مركزا للتعدد والتنوع الثقافي. العديد من العرب المقيمين في ألمانيا، أو القادمين حديثا إليها، يجدون في هذا الشارع ما يفتقدونه من عادات وتقاليد مرتبطة ببلادهم الأم، ويصبح بالنسبة لعم حاضنة شعبية مهمة، ودليلا على الحضور العربي في العاصمة الألمانية.

الاندماج العكسي

إلا أن الشارع لا يجذب العرب فقط، بل يجذب الألمان أيضًا، الذين يجدون فيه عادات وتقاليد وثقافة مختلفة. أحد الألمان الذين يقطنون في شارع العرب قال لأمل برلين: “أشعر بالسعادة البالغة لأنني أسكن في ما يعرف بالحي العربي. أستطيع في أي وقت الذهاب إلى المقهى، أو تناول وجبة طعام من أحد المطاعم الشرقية المتنوعة هنا، والأهم من ذلك، أنا لا أشعر بالوحدة في شارع العرب، لدي العديد من الأصدقاء العرب، وألتقي بهم أكثر من مرة في الأسبوع دون الحاجة لترتيب موعد اللقاء قبل أشهر! على خلاف أصدقائي الألمان، الذين لا أستطيع رؤيتهم أو مقابلتهم لفترات طويلة قد تمتد أسابيع وحتى أشهر”.

  • تصوير وإعداد: ندى عزيزي