تميز مهرجان برليناله هذا العام بشكل خاص بالمناقشات السياسية، حيث احتج العديد من صانعي الأفلام ضد التطرف اليميني في حفل الافتتاح. ودعا آخرون إلى إنهاء القتال في غزة. وفي حفل توزيع الجوائز، حمل العديد من الأشخاص على المسرح يافطات مكتوب عليها “أوقفوا إطلاق النار الآن”. وعلى مسرح حفل تسليم الجوائز في المهرجان، كان هناك بعض الانتقادات الواضحة لتصرفات إسرائيل في الأراضي الفلسطينية. وهذا بدوره قوبل لاحقاً بمعارضة العديد من السياسيين. فما الذي حدث؟
طلب وقف توريد الأسلحة يصل لحفل توزيع جوائز برليناله
دعا المخرج الفلسطيني باسل عدرا ألمانيا إلى التوقف عن توريد الأسلحة لإسرائيل. وذلك بعد فوز فيلمه هو وثلاثة مخرجين آخرين “لا أرض أخرى” بجائزة الفيلم الوثائقي. وتدور أحداث الفيلم حول تهجير الفلسطينيين في قرى جنوب مدينة الخليل في الضفة الغربية.
تصريحات عدرا لم تَرُق للسياسيين، إذ وُجهت له انتقادات حادة. من قبل رئيس الجمعية الألمانية الإسرائيلية، فولكر بيك (الخضر). وكتب بيك على منصة X :”هذه نقطة ضعف ثقافية وفكرية وأخلاقية بالنسبة لبرليناله”.
من جهتها نأت إدارة مهرجان برليناله عن التصريحات التي أدلى بها مخرجون بشكل فردي حول الحرب في الشرق الأوسط خلال حفل توزيع الجوائز مساء السبت. وقالت المتحدثة باسم المهرجان لوكالة الأنباء الألمانية “التصريحات التي أدلى بها الفائزون بالجوائز هي آراء فردية مستقلة” وأضافت “إنها لا تعكس موقف المهرجان بأي شكل من الأشكال”. وتابعت لطالما ظلت هذه التصريحات ضمن الحدود القانونية، و”علينا أن نقبلها”.
وأوضحت المتحدثة باسم برليناله، بأن إدارة المهرجان مدركة أن تصريحات بعض الفائزين بالجوائز “يُنظر إليها على أنها متحيزة للغاية”. لكنها أشارت إلى أن “التعبير عن الرأي في المناسبات الثقافية لا يمكن ولا ينبغي منعه”!
برليناله يحذف منشور من صفحته على الانستغرام
في سياق متصل قالت وكالة الأنباء الألمانية إنه تم يوم الأحد نشر منشور مناهض لإسرائيل على صفحة إنستغرام لقسم البانوراما في برليناله، ولكن تم حذفه بسرعة. ونشر أحد محرري موقع فيلت “لقطة شاشة للمنشور على موقع X وأظهرت صورة تحمل شعار “فلسطين حرة من النهر إلى البحر” . وكذلك نأى المهرجان بنفسه عن هذا الأمر. وذكر أنه وقع ضحية لهجوم قرصنة. وقالت إدارة المهرجان لوكالة الأنباء الألمانية “حقيقة أن شخصاً ما يسيء استخدام قناة التواصل الاجتماعي في برليناله للتحريض المعادي للسامية أمر لا يُطاق”. وتم حذف المنشورات على الفور ويجري التحقيق لتحديد كيفية وقوع الحادث. وقالت الإدارة “قدمنا شكوى جنائية ضد مجهولين” وأدانت الإدارة ذلك بأشد العبارات ووصفته “بالعمل الإجرامي”.
