التجارة الإلكترونية السورية تجتاح الأسواق الألمانية! فمع تموضع العالم الافتراضي موقع الصّدارة في سلّم أولويات التجارة. ازدادت يوماً بعد يوم سطوة التجارة الالكترونية لتحل محل التجارة التقليدية. وقد استفاد السوريون في ألمانيا من هذه الخاصية، ليفرضوا أنفسهم بجدارة على واقع السوق الرقمي.
التجارة الإلكترونية.. الترويج والإعلانات
يتوجّه العالم حاليا ًنحوالتسويق الرقمي، فالحاجة الملحّة للمستهلكين تتطلب الحضور الكبير والواسع للسوق الالكتروني. خاصة أن ترويج السلع يحتاج للوصول إلى كافة الشرائح المستهدفة من الزبائن على سبيل المثال. هذا ما أكده مدير مكتبة العرب الألمانية الالكترونية راشد حموش قائلاً: “يحتاج الترويج بدوره إلى حملة إعلانية كبيرة تستخدم فيها وسائل التواصل الاجتماعي كالفيسبوك والمنصات الأخرى لعرض المنتجات عبر الإنترنت. حيث تستخدم فيها الصور المعبّرة والنصوص التوضيحية بعدة لغات. وكأن الزبون يرتاد محل تجاري معيّن ويختار السلعة التي يرغب بها. فصاحب الموقع الالكتروني يوظف المبالغ للحملات الإعلانية والدعاية، ليجني ثمار ما تم توظيفه وليبيع منتجاته على مدار اليوم. وبهذا يكون قد حقّق الترويج لبضاعته والشهرة لموقعه في آن واحد”.
وأشار الحموش إلى أن الشركات التجارية تنبهت لضرورة التسويق الإلكتروني. خاصة بعد انتشار جائحة كورونا وما نجم عنها من نتائج سلبية على التجارة العالمية. بحيث تعرّضت شركات عديدة إلى خسائر كبيرة. فاضطرت لتسريح العديد من موظفيها وأبقت بعض العاملين لديها ليقوموا بعمليات فرز وتغليف وشحن الطرود البريدية. وبسبب الإجراءات السالفة التي اتخذتها هذه الشركات، استطاعت تخفيض تكاليف أجور العاملين ورفع معدلات الأرباح، وتمكنت من الوصول إلى أكبر عدد من الزبائن.
أخطاء شائعة!
يوجد عوامل أساسية لابد من التقيّد بها كي ينجح الموقع الإلكتروني في مهمته. منها مصداقية التعامل بين صاحب الموقع وزبائنه والتي تضمن وصول السلعة بالمواصفات المطلوبة. فالزبون يجب أن يشعر بالرضا كي تزداد ثقته بالبائع. هذا ما أوضحه حموش: “من أكثر الأخطاء الشائعة التي يقع بها أصحاب المواقع الإلكترونية، أنهم يعرضون صور ونصوص مختلفة عن السلعة المنشورة بمواقعهم، باعتبار أن الصور والنصوص تأتيهم من المنتجين للسلع. كذلك من أكبر الأخطاء التي تواجه التسويق الإلكتروني هي دفع مبالغ كبيرة على حملات إعلانية غير مجدية! هذه الحملات تستنزف أموال المستثمر وتؤدي إلى إفلاسه. كما أن تأخر وصول السلعة إلى الزبون بالوقت المحدد بسبب الضغط التي تواجهه شركات الشحن يؤدي إلى فقدان ثقة الزبون بالموقع. الأمر الذي يجبر الزبون للبحث عن موقع تجاري آخر”.
ويضيف الحموش: “لابد من تقديم عروض مغرية للزبون من ناحية السعر كي لا يتردد في شراء المنتج. كما يجب أن تكون في سلم أولويات الموقع إرجاع المادة وتحمل تكلفة إرجاعها. وفي حال وصلت السلعة متضرّرة ليد الزبون جراء سوء الشحن، يجب اخذ زمام المبادرة من البائع وإجراء خصم على سعر المادة أو التكّفل بإرجاعها”.
توفير للجهد والمال
التجارة الإلكترونية أكثر ديناميكية وسهولة بالتعامل ولا تحتاج أموال طائلة لإنشاء موقع! فالبائع من خلال موقعه يستطيع أن يروّج ويبيع بضاعته بالمفرّق أو الجملة. هذا ما بيّنه صاحب موقع إلكتروني تجاري اسمه أسامة قاسم، إذ يرى أن أي شخص لديه المام بالكمبيوتر يستطيع أن يدخل مجال التجارة الرقمية. فالبائع يقوم بكافة العمليات وهو جالس في بيته، كالبحث عن المنتج والتفاوض مع الشركة المورّدة وطلب البضاعة ومتابعة الشحن وإرسال واستلام التحويلات النقدية.
البيع عن طريق متجر الإنترنت يوفّر الجهد والمال، لاسيما أن البائع لا يحتاج محل لعرض البضاعة. فهي معروضة بالمتجر الالكتروني، كما أن عدد ساعات العمل مفتوح ولا تتطلب من صاحب الموقع ساعات عمل محددة. ناهيك عن التوفير الكبير الذي يجنيه البائع جراء خفض نفقات الضرائب والرسوم الناجمة عن افتتاح محل تجاري. كذلك يبيع التاجر بنفس أسعار المحال التجارية ويجني أرباحها ولا يتحمل نفس الخسائر التي تتكبدها هذه المحال. أما بالنسبة للزبون فيختار السلعة التي يريدها ويشتريها بسهولة ويسر.
عوامل مؤثرة
يوجد عوامل سلبية تؤثر بشكل كبير على عمليات التسويق هذا ما نوّه إليه قاسم قائلا ً: “تعد المشكلات اللوجستية التي تحدث من أبرز مشكلات التسويق الأونلاين! فأغلب هذه المواقع تبيع بالمفرق وبالتالي الاستيراد والتوريد يخلق صعوبات مع شركات الشحن أو مع العملاء الذين يرسلون البضاعة من بلدان أخرى. فقد تتعرض البضاعة للتلف أو تضيع لسبب ما! وهذه العوامل تؤثر بشكل كبير على استمرارية نجاح الموقع التجاري”.
أما التاجر حاتم مراد فقد استعاض عن محله التجاري في مدينة ديسبورغ بموقع إلكتروني ليبيع بضاعته. وقال حول تجربته: “كنت خائفا ً ومترددا ً من إنشاء موقع تجاري رقمي. لأني لا أمتلك أي خبرة في مجال التسويق الالكتروني. لكن بتشجيع أصدقائي ووقوفهم إلى جانبي، قرّرت افتتاحه والبيع عن طريقه”. وتابع مراد: “بدأت ببيع المواد التموينية بالمفرّق كالرز والبرغل والسمن. وبعد فترة وجيزة زاد عدد الزبائن وتنامت معها الأرباح، وأسعى حالياً لتوسيع مجال عملي ليشمل كافة السلع الغذائية والبيع بالجملة”.
- إعداد وتقرير: عدنان كدم
adnankadm15@gmail.com