في ليلة رأس السنة لعام 2023، شهدت برلين تصعيدًا كبيرًا بأعمال العنف، خاصة في حي نويكولن. وأطلق عقب ذلك، عدة مشاريع وقائية جديدة، كما تم فرض حظر على الألعاب النارية بمنطقة معينة من نويكولن. لكن ووفقاً لنائب عمدة برلين، ورئيس بلدية نويكولن، مارتن هيكل، فإن ليلة رأس السنة للعام الجاري لم تشهد تصعيدًا كبيرًا هذه المرة، وأرجع ذلك للاستراتيجية التي اتبعتها شرطة العاصمة.
رأس السنة واستعدادات الشرطة البرلينية
في مقابلته مع صحيفة دير تاغشبيغل، قال هيكل إن الوجود المكثف للشرطة مكن تدخل الطوارئ مبكرًا في المناطق التي كانت معرضة للخطر. كما أشاد بالمشاريع الوقائية الجديدة التي اطلقت في أعقاب أعمال العنف التي وقعت شهدتها ليلة رأس السنة العام الماضي. ومع ذلك، أشار هيكل إلى إنه من القول إن هذه المشاريع نجحت بتحقيق أهدافها. مضيفاً أن النجاح الحقيقي لن يظهر إلا في السنوات القادمة.
كما أعرب هيكل عن دعمه لفرض حظر عام على الألعاب النارية. وقال إن هذا سيساعد على منع أعمال العنف التي ترتبط غالبًا بالألعاب النارية في ليلة رأس السنة الجديدة. “يسرني أن التجاوزات الكبيرة التي حدثت العام الماضي لم تحدث في احتفال هذا العام. هذا هو الخبر السار. لكنه في نفس الوقت محبط، لأنه تطلب وجودًا كبيرًا نسبيًا للشرطة”. وهذا لا ينطبق فقط على حي نويكولن، ولكن على المدينة بأكملها.
حقيقة وجود منطقة حظر للألعاب النارية
يعتقد هيكل أن إيجاد مناطق لحظر الألعاب النارية لعب دورًا مهمًا بمنع التصعيد في ليلة رأس السنة الجديدة هذا العام. وأضاف: “هذا ليس بالضرورة موقف حزبي، لكنني شخصيا منفتح جدا على حظر مبيعات المفرقعات. بالطبع، يجب أن ينطبق هذا على الصعيد الوطني. لكنني أعتقد أنه يجب أيضا تقديم بدائل للناس”. ومع ذلك، أشار هيكل إلى أن حظر الألعاب النارية ليس الحل الوحيد. وقال إنه من المهم أيضًا العمل على معالجة الأسباب الجذرية للعنف، على سبيل المثال الفقر وعدم المساواة.
رأس السنة الجديدة والأول من مايو!
وقال هيكل إنه ربما يكون أحد الاستنتاجات بعد الاحتفالات الأخيرة، هو الحاجة إلى التعامل مع احتفالات ليلة رأس السنة الجديدة مثل طريقة التعامل من عيد العمال 1 ماي. وهذا يعني أن المرء يستعد لحالات الطوارئ من حيث المبدأ ويوائم الأنشطة وفقا لذلك لمنع حدوث أعمال شغب. ما إذا كان هذا سيكون مع تدابير قمعية أو لا – كما حدث في الأول من أيار – هو شيء يجب أن نأخذه في الاعتبار، خاصة أن البعض يشعرون بالجرأة على السعي باستمرار إلى المواجهة مع الدولة التي تمثلها قوات الشرطة. وأضاف هيكل: “هكذا تصرف البعض في ليلة رأس السنة الجديدة خلال السنوات الأخيرة، اختاروا عمدًا مهاجمة الذين يرتدون الزي الرسمي”.
هل نجحت استراتيجية الشرطة ليلة رأس السنة؟
يبدو أن استراتيجية الشرطة بليلة رأس السنة الجديدة في برلين نجحت بتحقيق هدفها المتمثل في منع التصعيد. ومع ذلك، من المهم ملاحظة أن هذه الاستراتيجية تضمنت وجودًا مكثفًا للشرطة، وهو أمر قد لا يكون مستدامًا على المدى الطويل. وقال هيكل :”أعتقد أن الوجود المكثف للشرطة هو الذي كفل القدرة على التدخل في وقت مبكر مع العديد من الزملاء في النقاط التي ربما حدثت فيها تجاوزات. ليس لدي أي أوهام بأن الوضع كان سيبقى سلميا مع وجود أقل للشرطة. في النهاية لا يمكننا معرفة ذلك. لكنني أعتقد أن الوجود الكبير أدى إلى حقيقة أنه يمكن منع الأسوأ”.
مارتن هيكل، 37 عاما، هو رئيس بلدية نويكولن منذ عام 2018. عمل هيكل مدرسا للرياضيات والسياسة. وقبل توليه منصب رئيس البلدية، كان رئيس كتلة SPD البرلمانية في مجلس منطقة نويكولن.
- Photo: Amloud Alamir
